** نصف مليون طالب يلتحقون بمراكز التأهيل للكليات العسكرية سنويا ** العميد قطري: بيضحكوا على الطلاب "القصيّرين" بحلم الطول وإنقاص الوزن ** اللواء رضاء أحمد: محدش بيراقب ولا بيفتش المراكز علشان أغلب أصحابها ضباط
"نفسك تحقق حلمك وتبقى ضابط شرطة أو تنتمي للمؤسسة العسكرية وتبقى واحد من أفضل جنود الله.. حِلمك ممكن يبقى حقيقة لكن عايز تعب ومجهود والباقي علينا.. دلوقتي هتبقى جاهز باللياقة البدنية والذهنية لاختبارات الكلية الحربية والشرطة مع أكاديمية....... هناخدك من إيدك لباب الكلية.. ملحوظة يوجد أماكن إقامة للمغتربين". هكذا تدعوا إعلانات مراكز التأهيل العسكري في الشوارع والميادين العديد من الشباب الحالمين بارتداء البدلة العسكرية، وتعتبر فترة ما بعد امتحانات الثانوية العامة الموسم أو ما يشاع عنه ب"السيزون" لدى تلك المراكز بالإضافة إلى أرباحها الخيالية المضومنة والتي تتحقق خلال شهرين على الأكثر؛ فمع انتهاء امتحانات الثانوية العامة والأزهر وحتى منتصف أغسطس مع غلق أبواب الاختبارات بالكليات العسكرية، يلتحق قرابة نصف مليون طالب بتلك المراكز بحثًا عن أمل البدلة الميري وخبرة تلك المراكز في تأهيلهم لمستقبل يحلمون به. "الموضوع بسيط انت محتاج فيلا بحمام سباحة وتأجر تراك ملعب في أي نادي مع صالة جيم ومدرب لياقة بدنية وفي النهاية ورقة مكتوب فيها شوية أسئلة نفسية مع كلميتن دلوقتي يا رجالة انتوا جاهزين لاختبار الهيئة ربنا معاكوا" هكذا بدء اللواء رضا أحمد، الخبير العسكري، حديثه حول بيزنس مراكز التأهيل العسكري، منتقدًا غياب الدولة ووزارة الشباب والرياضة وجميع الأجهزة من مراقبة تلك المراكز والتفتيش بشكل دوري عليها، خاصة أنها تقوم بتدريب نصف مليون طالب تقريبًا من كل عام. أضاف أحمد، ل"التحرير"، أن عشرات الآلاف من خريجي الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات الفنية بجميع محافظات مصر، يحلمون بالدراسة في الكليات العسكرية نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب التي تشهده مصر مؤخرًا وما توفّره هذه الكليات من وظيفة ومرتب ووضع اجتماعي مرموق لخريجها، مؤكدًا أن هذا المراكز تستغل شغف الطلاب والأسر المصرية ورغبتهم في التحاق أولادهم بالكليات العسكرية المختلفة. انتقد الخبير العسكري، الإعلانات التي تقوم تلك المراكز بوضعها في الطرقات والادّعاء بأنها تقوم باختيار الطلاب لاختبارات الكليات العسكرية، من خلال لواءات سابقين، متابعًا: "الاختبارات البدنية ثابتة لكن محدش يعرف اختبارات النفسية علشان الأسئلة مش ثابتة ولا ورقة بتتحفظ.. أغلب تلك المراكز يمتلكها الكثير من الضباط بالمعاش والبعض الأخر لا يزال في الخدمة، لكنه مشارك من الباطن، لذلك لا توجد رقابة والعملية ماشية زي كل سنة". بيضحكوا على الطلاب "القصيّرين" بحلم الطول وإنقاص الوزن قال العميد محمود قطري، الخبير الأمني: "من المفترض أن النقابة الرياضية طبقًا للقانون هي المخوّلة بالإشراف على كل الأنشطة الرياضية والمُدربين والإداريين القائمين بها، ولابد لهذه المراكز أن تحصل على ترخيص من النقابة بعد توافر اشتراطات كوجود مكان محدد وإجراء كشوفات طبية على المتقدمين ووجود أطباء تخسيس ورجيم". أضاف قطري: "الموقف الحالي يكشف أن نقابة المهن الرياضية وجميع الأجهزة الرقابية ليست على دراية بهذه المراكز وليست لها علاقة بعملية الإشراف والرقابة عليها، لأنها مؤقتة وموسمية وتعمل في فترة قبول الكليات العسكرية لطلاب جُدد"، محذّرًا في الوقت نفسه من أن تكون هناك خطورة صحية مما تقوم به من ممارسات، مثل وعودهم لبعض الطلبة قصراء القامة عن زيادة الطول وإنقاص نسبة كبيرة من الوزن خلال فترة قصيرة. تابع قطري: "بعض الجنرالات من أصحاب تلك المراكز يقومون بعمل اختبارات قفزة الثقة داخل أندية الشرطة مقابل نسب للعاملين بتلك المراكز وذلك لإقناع الطلاب على قدرتهم بإلحاقهم بالكليات العسكرية حتى يتم استدعاء أصحابهم والاشتراك فيها.. المراكز دي بتشكّل أوكار للنصب على الأسر المصرية والحاليمن بالكليات العسكرية". أحد المراكز: «المصاريف 550 جنيه والحق احجز مكانك علشان ماتندمش» أجرى محرر "التحرير" اتصالًا هاتفيًا بأحد المراكز الشهيرة للتأهيل العسكري؛ للاستفسار عن كيفية الالتحاق بها، فرد عليه أحد مسؤولي المركز، قائلًا: "الطالب علية القدوم بصورة البطاقة وصورتين شخصيين ومبلغ 550 جنيهًا مقابل التدريب البدني والطبي والنفسي والسباحة وقفزة ثقة والاستعداد لكشف الهيئة، لحين بدء الاختبارات بالكليات العسكرية''. أضاف مسؤول المركز، أنهم يمتلكون 22 فرعًا على مستوى المحافظات، ويكون التدريب في نادي مدينة نصر ونادي الترسانة وحمام سباحة ستاد القاهرة، مؤكدًا أن قفزه الثقة يتم التدريب عليها مثلما توجد في اختبارات الكليات العسكرية بالظبط. لفت مسؤول المركز - إلى أن المركز يقوم بملء الملف مجانًا للطالب وإعطائه ''مَلزمة'' بها نماذج الأسئلة التي تطرح خلال الاختبارات مع الإجابات النموذجية لها - والتي أعدّها العديد من الخبراء من اللواءات السابقين بالكليات، كما أن الفحوصات الطبية تجرى تحت إشراف لواء طبيب سابق، مردفًا: "لو ناوي تقدم تعالي بسرعة علشان انت شايف حال البلد وإحنا بنخلّي فرصتك تزيد أكتر من أي حد علشان متندمش بعد كده".