دورها فى «لعبة الموت» قدمته النجمة الأمريكية فى أوائل التسعينيات للاقتباس الدرامى طرق عدة، هناك كتاب لا يذكرن أن عملهم الدرامى مقتبس من قصة عمل آخر جرت العادة أن يكون عملا أجنبيا، ويحاولون إظهاره بشكل محلى مختلف لإبعاد المشاهد عن فكرة الاقتباس، وكان مسلسل «لعبة موت» بأبطاله سيرين عبد النور وماجد المصرى وعابد فهد من هذه النوعية الأخيرة، حيث كتبته ريم حنا المؤلفة السورية، وذكر أنها اقتبسته عن قصة أجنبية، والتى تبين أنها رواية نشرت للكاتبة الأمريكية نانسى برايس فى 1987 باسم «Sleeping with the Enemy» (النوم بجانب العدو)، والتى تحولت بعدها فى 1991 إلى فيلم سينمائى بنفس الاسم للنجمة جوليا روبرتس، وكان هذا العمل هو السبب الأكبر فى شهرة هذه القصة. وكما تناول الفيلم هذه الرواية، دارت أحداث مسلسل «لعبة الموت» حول نفس الفكرة، وفيه قدمت سيرين عبد النور شخصية امرأة متزوجة تعانى من معاملة زوجها لها بقسوة ووحشية، وضربه لها فى كثير من الأحيان، لذلك أيقنت الزوجة أنها لن تستطيع العيش معه بهذه الطريقة، فقررت استغلال معرفة من حولها بأنها لا تستطيع السباحة، وخلال رحلة بحرية مع زوجها ومجموعة من أصدقائهم، دبرت الزوجة حادثة وقوعها فى البحر، واعتقد زوجها أنها ماتت، فى حين أنها كانت تعلمت العوم سرا، واستطاعت الوصول إلى الشاطئ وغادرت بلادها متجهة إلى مصر حتى تبتعد تماما عن زوجها. وفى فيلم الأمريكى الذى كان أول عمل يتناول هذه القصة، ظهرت الديكورات فى مشاهده بشكل قريب لديكورات المسلسل، وكان منزل الزوجين الذى وقع على مقربة من شاطئ البحر وتميز بنوافذه وأبوابه الزجاجية الكثيرة متشابها لدرجة كبيرة فى العملين حتى فى جزء كبير من ديكوراته الداخلية، وفى أحداثه جسدت جوليا روبرتس شخصية هذه الزوجة الضعيفة جدا، والتى لا تقدر على مواجهة زوجها، وكانت تعيش معه وحيدة بعيدا عن عائلتها وأصدقائها، أما فى المسلسل فكان الأمر مختلفا، وكانت شخصية الزوجة التى قدمتها سيرين محاطة بأصدقائها الذين ظهروا بجانبها فى كثير من المشاهد، وكان هذا الأمر من أول نقاط الاختلاف بين العملين، أما الأمر الثانى فتمثل فى ظهور قوة شخصية الزوجة بالمسلسل لثوانى قليلة وخلال مشهد واحد فقط ثار فيه الزوج غاضبا من إهمال زوجته، لأنها نسيت ترتيب المناشف فى الحمام، وهو المشهد الذى كان من اللقطات المحورية فى الفيلم الأمريكى لأنه أظهر مدى تزمت الزوج حول أمور صغيرة وتافهة، وفى المسلسل خرج الزوج (عابد فهد) من الحمام ليوبخ زوجته على إهمالها، فوجدها ممسكة بمسدس تحاول الانتحار، وهنا ظهرت قدرتها على التخلص من حياتها لأنها لا تستطيع العيش مع زوجها، وهو الأمر الذى لم يتناوله العمل السينمائى، والذى فيه كانت شخصية جوليا روبرتس تتعمد إخفاء قوتها وكتم مشاعرها حتى تستطيع تنفيذ مخططها بالهرب من هذه الحياة القاسية، وهو ما أعطاها مساحة كبيرة لإظهار قدراتها التمثيلية من خلال خداع زوجها لعدة أسابيع استعدت فيها للهرب وتعلمت السباحة بشكل جيد، وهو الأمر الذى أهمله المسلسل ولم يظهره بشكل واضح فى أحداثه، وهو ما قد يكون أفقد سيرين عدد كبير من المشاهد التى كانت تستطيع فيها إبراز المزيد من قدراتها وموهبتها فى التمثيل. هذه الفكرة تناولتها أيضا السينما المصرية، وقدمتها غادة عادل فى فيلم «خليج نعمة» من تأليف أحمد البيه، وإخراج مجدى الهوارى، وفيه تم تناول هذه القصة ونفس المشهد المحورى فى الفيلم الأمريكى وغضب الزوج من إهمال زوجته فى ترتيب المناشف، لكنه اختلف عن العمل الأصلى والمسلسل الجديد فى نقاط كثيرة، كان منها هرب الزوجة إلى بلدها الأصلى مصر، مما سهل على الزوج أن يعثر عليها فى نهاية الأحداث. هذه الاختلافات سواء كانت كبيرة أو بسيطة، جعلت الأعمال الثلاثة غير مطابقة لبعضها بالضبط، لكنها ما زالت مشتركة فى فكرة وشخصية أساسية واحدة كانت أشهر من قدمتها النجمة جوليا روبرتس، وهو ما يضع أى ممثلة أخرى تقدم هذه الشخصية فى مقارنة قاسية مع هذه النجمة الحاصلة على الأوسكار.