جوليا روبرتس، أو حبيبة قلب أمريكا كما كانوا يطلقون عليها، وصاحبة أعلى أجر بين نجمات هوليوود "عشرين مليون دولار"! تعيش أزمة حقيقية الآن، بعد أن وصلت إلى سن 43، والأزمة ليست متعلقة بالسن، فغيرها كثيرات لا يعشن نفس الأزمة، مثل ساندرا بولوك التي حصلت على الأوسكار في العام الماضي، وكاترين زيتا جونز، ورينيه زيلويجر. ولكن أزمة جوليا روبرتس أنها أعطت حياتها الخاصة قدرا كبيرا من الأهمية، وخاصة بعد أن أنجبت أكثر من مرة، وأخذتها حياتها –كأم- بعيدا عن الاهتمام بمستوى ما تقدمه من أفلام، حتى إن فيلمها الذي عادت به للشاشة، بعد أربع سنوات من الغياب وهو"الازدواج"، لم يحقق شيئا يذكر! وفى نهاية العام الماضي، بدأت جوليا روبرتس تصوير فيلم "الطعام والصلاة والحب" الذي يشارك في بطولته النجم الإسباني الوسيم خافييه بارديم، والممثل الشاب جيمس فرانكو، وهو الفيلم الذي بدأ عرضه في الولاياتالمتحدة وبعض العواصم العالمية منذ حوالي شهرين، ولكن لم يكن له الصدى المتوقع! وقد بدأت بعض دور السينما في القاهرة عرض الفيلم في الأسبوع الماضي، وحرصت على مشاهدته في أيامه الأولى، حيث امتلأت مقاعد السينما على آخرها، ووجدت تذكرة بصعوبة، فالجماهير لاتزال تتعامل مع جوليا روبرتس بوصفها من أهم نجمات هوليوود، واسمها على الأفيش لايزال يغري البعض بالذهاب للسينما. ولكن بعد انقضاء نصف الأحداث، بدأ البعض يشعر بالتململ والضيق، وخصوصا هؤلاء الذين يقعون في منطقة تحت العشرين، وربما يكون لديهم الحق لأن الموضوع يدور حول مشاعر سيدة تعانى من الإحباط بعد طلاقها من زوجها، وفشلها في قصة حب سريعة، تبدأ بعدها في البحث عن ذاتها وتقوم بجولة حول العالم، لالتقاط أنفاسها. وتبدأ الجولة في إيطاليا، وبعدها تذهب للهند وإقليم البال، وتتعرف هناك على رجل أحلامها، ولكنها تخشى من التجربة، وتستسلم أخيرا لنداء القلب! تبدو السيدة مرفهة تماما، فالفشل في الزواج ليس نهاية العالم بالنسبة لامرأة تتمتع بالاستقلال الاقتصادي، خاصة وأن الزوج لم يكن فظا أو غليظ القلب، ولم تصادف منه معاملة مهينة أو جفاء، أو قلة أصل، بالعكس الراجل كان متمسكا بها حتى النهاية، ثم وافق على الطلاق رضوخا لإلحاحها، ثم يحدث أن تتورط في علاقة سريعة مع ممثل شاب يصغرها في السن، كان بطلا لإحدى المسرحيات التي قامت بتأليفها، وبعد الانجذاب العاطفي والانبهار، يحدث نوع من الفتور والارتباك في العلاقة نتيجة اختلافات واضحة في التفكير وتركيبه الشخصية، وكأن أمرًا طبيعيًا أن يفترقا بهدوء واحترام، فلم يحاول الشاب أن يبتزها أو يستغلها. وعندما فكرت أن تذهب في رحلة لمدة عام، تستجم فيها وتعيد اكتشاف نفسها، لم تصادف أي معوقات، ففلوسها في جيبها، وليس لديها أي التزامات عمل تمنعها من السفر لأنها كاتبة مستقلة، تؤلف روايات وتجنى قدرا من المال يتيح لها حياة كريمة..تبقى فين الأزمة أو المشكلة! الواقع أن سيناريو الفيلم، الذي كتبه المخرج ريان مورفى وهو في الأصل صحفي، ومخرج لمسلسلات تليفزيونية، لم يتمكن من خلق أي نوع من الصراع، أو الأزمة، رغم أن بطلة الفيلم جوليا روبرتس ظلت محتفظة بملامح الحزن والشجن طوال أحداث الفيلم، وكأنها تعانى من صدمة عاطفية أو كارثة كبيرة، وهو ما لم يحدث، ولم يقدمه لنا الفيلم! وهذا أحد أسباب ضعفه! فيلم "الطعام والصلاة والحب" مأخوذ عن قصة كتبتها إليزابيث جيلبرت عن تجربة شخصية مرت بها، وقد حققت القصة مبيعات ضخمة جدا، حيث استعرضت المؤلفة أنماطا وشخصيات صادفتها في أثناء رحلتها، عادات الشعوب في تناول الطعام، أمثالهم الشعبية، علاقاتهم الإنسانية، ومعتقداتهم، عناصر طريفة ومعلومات يمكن أن يضمها كتاب شيق عند قراءته، ولكن عندما تتحول تلك التجربة إلى فيلم سينمائي، كان لابد له من بعض التفصيلات والأزمات التي تصادف البطلة لخلق نوع من الصراع. ولكن على رأى ناقد جريدة النيويورك تايمز، أن كل الشخصيات التي قابلتها إليزابيث جيلبرت في رحلتها كانت لأناس ظرفاء ومخلصين، ولم يكن بينهم من يضايقها أو يحاول استغلالها، إنها رحلة امرأة بلا هموم، تبحث عن هم تشغل به نفسها، بينما المشاهدون الذين يتابعونها، لديهم من الهموم والمشاكل ما يملأ القصص والروايات وأفلام السينما!