وصف مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الحكم الذى صدر اليوم من القضاء الاداري والذى يقضي ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وبطلان اتفاقية الترسيم التي آلت بموجبها جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بانه انتصار مهم للقوى الوطنية التى اكدت على عدم مشروعية القرارات الحكومية وانتهاكها للمبادئ الدستورية. قال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إنَّ الحكم القضائي الصادر صباح اليوم الثلاثاء من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ببطلان اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، يمثِّل انتصارًا مهمًا للقوى الوطنية التي أكَّدت عدم مشروعية القرارات الحكومية وانتهاكها للمبادئ الدستورية. وأضاف، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، اليوم الثلاثاء: "الحكم بمصرية الجزيرتين يؤكِّد أنَّه ليس من حق أي سلطة أو طرف أن يتلاعب بالجغرافيا والتاريخ، وأن ذلك خارج صلاحيات الرئيس ومجلس النواب، كما يؤكد أيضًا أنَّ هناك في مصر رغم ما يثار حول القضاء إلا أنَّ هناك مساحة من قضاء عادل ينتصر للحق والعدالة". وتابع: "كان من المدهش أنَّ الحكومة هي التي تحاول البرهنة على سعودة تيران وصنافير بدلًا من الدفاع عنهما"، مشيرًا إلى أنَّ الحملة الشعبية للدفاع عن الأرض طرحت عدة مسارات في هذه القضية، منها المسار الخاص بجمع التوقيعات. واستطرد: "اقترحنا التوعية بهذه القضية وتنوُّع أشكال الاحتجاج التي كانت في 15 و25 أبريل الماضي والاعتصام بمقرات الأحزاب، كما طرحنا التوجُّه إلى مجلس النواب وتأكيد محاسبة الحكومة على انتهاكها للدستور ومبادئ القانون في هذه القضية، وأكَّدنا أهمية المسار القانوني في الحملة وتأكيد عدم مشروعية ما اتخذته الحكومة من قرارات". وأوضح الزاهد: "هذا الاتفاق ليس من أعمال السيادة كما يدعى البعض بل إنَّه من الأعمال غير الدستورية.. هناك 20 قضية تمَّ رفعها أمام المحاكم وكانت هناك مرافعات مهمة جدًا تمَّ تقديم خلالها سيل من الوثائق التي تؤكِّد مصرية الجزيرتين". وطالب الزاهد الحكومة بضرورة الكف عما أسماه "التنكيل بمعارضي الاتفاقية"، متابعًا: "هذا الحكم يرد الاعتبار لنقابة الصحفيين وسلالمها التي لجأ اليها الرافضون للاتفاقية، وهو ما أدَّى إلى التنكيل بهم وتعرضوا للاعتقال واقتحمت النقابة بسبب موقفها من الجزيرتين وحاولت السلطة إذلال النقابة ورموزها من خلال ما حدث مع نقيب الصحفيين وحصار النقابة والاعتداء على الصحفيين من خلال أفراد تمَّ حمايتهم من قبل الأمن". وأشار إلى أنَّ الحكم يعتبر انتصارًا للقوى الوطنية المصرية، لافتًا إلى رفض الشعب لما أسماها "سعودة الجزر" التي دافع عنها الشعب بدمائه وقتل جنوده للدفاع عنها، مستطردًا: "التنازل عن الجزيرتين للسعودية يعد خسارة للأمن القومي ولا يمكن تسليمهما إلى دولة أخرى". وأوضَّح الزاهد: "الحكم يوجب الإفراج الفوري عن كل سجناء الجزر وتعديل قانون التظاهر والتاكيد أنَّ التنوع هو مصدر الديمقراطية بينما الأحادية والانفراد بالحكم هو أهم مصادر الضعف". ووقع الجانبان المصري والسعودي اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة مؤخرًا، والتي تمَّ الإعلان بموجبها عن تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وخرجت مظاهرات في محافظات مختلفة، بعنوان "الأرض هي العرض"؛ رفضًا لإعلان تبعية الجزيرتين للسعودية، ما أسفر عن القبض على عشرات المعارضين للاتفاقية.
وردًا على المظاهرات، أعلنت السلطات أنَّها لا يمكنها التفريط في "أي شبر من تراب الوطن"، مؤكِّدةً أنَّ عملاً استغرق سنوات في البحث لتحديد هوية تبعية الجزيرتين.