لم تكن حياة سعاد حسني، على النمط الذي نجحت سندريلا الشاشة العربية في إيصاله إلى الجمهور من خلال أعمالها الفنية، فالروح والطاقة اللتان لطالما كانتا من مميزاتها، ظل يشوبهما الخوف والقلق والتذمر من الحياة القاسية. السندريلا هي إحدى الشخصيات التي يمكن أن يتم اتخاذها مثالًا في شتى نواحي الحياة، فهي الطفلة التي لا تكبر، والأنثى التي لا تشيب، والنشيطة دائمًا التي لا تهدأ، والجميلة أبدًا، فسعاد حسني كانت بحق إحدى الشخصيات التي تمتعت طيلة حياتها بنوع خاص من الصبر والقوة. الجمال كان دومًا الصفة التي لا تود زوالها حتى بعد كبر السن، فخطى العمر كانت الشبح الذي ظل يفزع السندريلا طيلة حياتها، وهو أيضًا الذي حكم عليها أن تبقى حبيسة المنزل، وحدد علاقاتها بشكل كبير، فكانت دومًا ترغب في أن لا يطلع أحد على شيبتها أو يلمح تجاعيد عينها، أو يُشعرها بأنها لم تعد الجميلة التي تمتلك جسدًا منحوتًا.
وفي فتراتها الأخيرة، ظلت سعاد حسني حبيسة الحياة في العاصمة الإنجليزية لندن، ترغب في أن تتوارى عن أعين محبيها سواء عن طريق الصور الصحفية التي كان يسعى البعض لالتقاطها لها في شقتها في برج "لندن تاور"، أو عن طريق الجالية المصرية التي كانت تقيم في العاصمة الإنجليزية. وفي إحدى حلقات الكشف عن غموض وفاة سعاد حسني، التي كان يقدمها الفنان سمير صبري، ظهرت نادية يسري إحدى الصديقات المقربات لسعاد حسني، وأكثر الأشخاص مصاحبة لها في رحلتها الأخيرة إلى العاصمة اللندنية، لتؤكد أن هناك العديد من المواقف أسهمت في إصابة السندريلا بحالة من الاكتئاب الشديد، وعلى رأسها زيارة الفنان محرم فؤاد لها في منزلها، ولما دخل لم يستطع معرفة سعاد حسني بعد تغير شكلها واكتسابها وزنًا زائدًا، وحينها توجه لها بسؤال "أين سعاد حسني؟"، فأجابت عليه "أنا نعيمة يا حسن"، في إشارة إلى الفيلم الشهير الذي جمع الفنانين في ستينيات القرن الماضي.
ويبدو أن حادث الوفاة التي تمت منذ ما يزيد على 15 عامًا، لا تزال أصداؤها تدوي حتى الآن، خاصة بعد أن خرج سمير صبري منذ سنوات قليلة ليؤكد ضلوع نادية يسري في مقتل سندريلا الشاشة، كما تقدمت إحدى شقيقات سعاد حسني ببلاغ للنيابة، تطلب فيه التحقيق مع نادية، متهمة إياها بأنها على صلة بالحادث.