يبدو أن لعنة سد النهضة الإثيوبى حلت على المصريين وبدأت تخيم فوق سماء محافظة الشرقية وتحديدًا قريتى الهجارسة التابعة لمركز كفر صقر وأبو حجازى التابعة لمركز ديرب نجم، بالإضافة إلى قرية الحبش التابعة لمركز الإبراهيمية، وما يزيد على 100 قرية أخرى تابعة لمركزى كفر صقر وأبو كبير من بينها قرى الحصينة والعزارية وأم زغيب وباسطولية، ناهيك عن قرية الحصوة التابعة لمركز أولاد صقر. وتعانى هذه القرى السابقة من نقص مياه رى الأراضى الزراعية، ما ينذر بكارثة محققة بتآكل الرقعة الزراعية، الأمر الذى ينعكس على أمن مصر الغذائى، فى ظل البيروقراطية التى تتعامل بها الحكومة المصرية مع أزمة سد النهضة الإثيوبى، و«نوم وزارتى الرى والخارجية المصرية فى العسل».
أعرب أحمد على ومحمد سمير وفوزى المستى، من أهالى قرى مراكز كفر صقر وأبوكبير، وأولاد صقر، و الإبراهيمية، وديرب نجم عن استيائهم بسبب تعرض أراضيهم للبوار بسبب جفاف الترع المغذية بمياه رى الأراضى الزراعية نهائيًّا، لتحل القمامة والحيوانات النافقة محل المياه.
وطالب عدد كبير من الفلاحين بقرية الهجارسة التابعة لمركز كفر صقر بتدخل وزير الرى لحل أزمتهم، مشيرين إلى جفاف جميع الترع المغذية للقرية بمياه الرى، ما انعكس على إمكانية زراعة الأرز هذا العام، ما أدى لجشع التجار الذين ضربوا بتسعيرة الحكومة عرض الحائط، ليصل سعر كيلو الأرز بكفر صقر إلى 15 جنيهًا للكيلو الواحد فى أكبر محافظة زراعية بمصر على حد قولهم .
وأوضح أهالى قرية الحبش التابعة لمركز الإبراهيمية أن مديرية الرى أوضحت عجزها التام عن التعامل مع الأزمة، ما تسبب فى تعرض 30 فدانًا من الأراضى الزراعية للجفاف تمهيدًا لتعرضها للبوار، بسبب فشل المديرية فى تدارك الأزمة والعمل على حلها، رغم تقدم الفلاحين بالقرية بالشكاوى للمديرية التى لم تحرك ساكنًا فى حين أن الكارثة أصبحت مؤكدة الوقوع .
وعلى صعيد متصل، تعرضت أراضى ما يزيد على 100 قرية بمركزى كفر صقر وأبوكبير للبوار، بعد أن نهش «العطش» فى جثمان الرقعة الزراعية كما ينهش الضباع فى جسد «الجيفة» كما زعم الفلاحون، بسبب جفاف ترعة المولية والتى تعد المجرى المائى الوحيد المغذى لأراضى تلك القرى وأهمها الحصينة والعزارية وأم زغيب وباسطولية، علاوة على جفاف ترعة «سنجها» هى الأخرى .
أما عن قرية الحصوة التابعة لمركز أولاد صقر، فقد استغاث الفلاحون بوزير الري بسبب جفاف ترعة أولاد صقر المغذية ل2000 فدان زراعى مهددة هى الأخرى بالبوار.
وأوضح الفلاحون أن السبيل الوحيد حاليًا للخلاص هو البناء على الرقعة الزراعية، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، للخروج من دائرة الموت التى أضحت أراضيهم محورها.
وعلق المهندس محمود السعدي وكيل وزارة الري بالشرقية، بأن القرى سالفة الذكر والمتضررة من نقص المياه عمدت المديرية على حل أزمتها، وأن الأمر محل الدراسة وجار العمل داخل المديرية على وضع حلول لإنقاذ تلك الأراضى.
وأضاف السعدى أن مديرية الرى بالشرقية بدأت فعليًّا فى مواجهة الأزمة مؤكدًا صحتها بست قرى، وجار العمل على مواجهة نقص المياه بباقى القرى المتضررة، موضحًا أن قرى " 3 رمسيس والناصرية والمسلمية" التابعة لمركز صان الحجر تعانى من انقطاع مياه الرى بها لأن ترعة صان الحجر المغذية لهذه المساحات لا يوجد بها ماء، وأن مصدر المياه لهذه الترعة هو مصرف بحر صفط "المشرع" ومنسوب المياه في هذا المصرف منخفض ومصدر تغذية هذا المصرف يتبع ري دمياط ومدير عام ري السلام المسئول عن المنطقة، ولكن المنطقة إداريًّا تتبع الشرقية فقط ومن ناحية مصادر الري تتبع ري دمياط.