"إحنا غلابة ومش لاقيين ناكل يا حكومة.. أكتر من 50 في المئة من المرتبات والأجور بندفعها لمحصلين الكهرباء"، فاتورة الكهرباء أصبحت تمثل الجزء الأهم من الحياة الأسرية لمواطني محافظة قنا خلال الأيام الماضية، وذلك بعد الارتفاع الجنوني الذي شهدته مؤخرًا، ما أدى إلى شكاوى العديد من الأهالي، مؤكدين أنها لا تتفق مع الاستهلاك الفعلي لهم. يقول محمود محسن، مواطن، إن فاتورة الكهرباء مرتفعة وصلت إلى 400 جنيه هذا الشهر، في حين أن استخدام الأجهزة الكهربائية قليل جدًا، ولا يعلم أحد السبب الرئيسي لهذا الارتفاع. ويتفق معه محمود أبو المجد، قائلًا: "هناكل ونشرب ولّا ندفع فاتورة الكهرباء، الأسعار كلها نار"، موضحًا أن أسعار الكهرباء في تزايد مستمر حتى حال تقليل استهلاك الكهرباء، متخوفًا من الزيادة المقبلة في يوليو المقبل بالتزامن مع موسم الصيف. فيما يرى محمود أبو الفضل، أن الفقراء من المصريين لديهم من المعاناة ما تكفيهم، وأي زيادات جديدة تقع عليهم حتى وإن كانت معروفة مسبقًا، تحدث لديهم نوعًا من الاكتئاب، وتولد عندهم شعورًا بالدونية والعجز. ويؤكد محمد عبدالمجيد ، مدرس، أن ارتفاع الفواتير إلى غياب الموظف المسؤول عن قراءة العدادات، والذي لا يراه إلّا كل بضعة أشهر، لافتًا إلى أنه يدفع نحو 400 جنيه شهريًا، مستدركًا: "إذا كان الموظف مش بيجي يقرأ العداد طيب إحنا ذنبنا إيه". وأوضح مصدر مسؤول في منطقة كهرباء قنا، فضّل عدم ذكر اسمه، أنه ليس هناك أي زيادة في فواتير الكهرباء، ولا مساس بشريحة الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل من المواطنين، بناءً على قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الزيادة في فواتير الكهرباء خلال الشهرين الماضيين، جاءت نتيجة لتراكم كميات منها داخل العدادات الكهربائية، ويتم تصفيتها عن طريق التقسيط على فواتير شهرية.