لم تسلم "سوهاج" من المعاناة التي ضربت أغلب محافظات الجمهورية، فيما يتعلق بتوريد القمح، في ظل تأكيدات من المسؤولين في حكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بالعمل على تذليل العقبات أمام المزارعين. طين سوهاج الذي أنبت قمحًا انتظر "المعاناة" في بيع حصاده، وعانى المزارعون كثيرًا من أزمات قالوا إنَّ بعضها قدريًّا وأخرى اعتبروها "مفتعلة". من بين مشاهد الأزمة هناك، كما رصدت "ياخبر" من شكاوى الأهالي"، عدم استلام المحصول إلا من أصحاب الحيازات الزراعية، والزحام الشديد أمام الصوامع. الأهالي أكَّدوا أنَّ أغلب الأزمات التي تواجههم هي مفتعلة، وذلك بقصد "تطفيشهم" عن بيع المحصول لتشتريه الحكومة من الخارج بسعر أقل مما تبيعه للفلاح. في سوهاج، لجأ عددٌ من المزارعين إلى بيع المحصول للتجار بمبلغ لا يتجاوز 350 جنيهًا في حين أنَّ وزارة الزراعة حدَّدت 420 جنيهًا كسعر للإردب، إلا أنَّ الزحام الشديد في عمليات التوريد أجبر الأهالي على البيع للتجار حتى وصل الأمر إلى ذهاب هؤلاء التجار لشراء القمح من المزارعين من منازلهم. إبراهيم مهران، مزارع، قال، ل"ياخبر": "الدولة تسير في اتجاه واضح لتدمير زراعة القمح مثلما فعلت مع القطن والبصل، بعد أن كانا من المحاصيل الاستراتيجية وهو ما أدَّى إلى إغلاق حلاجات القطن التي كانت توفر فرص عمل كبيرة للشباب والفتيات مع إغلاق مصنع البصل الذي كان يورِّد الزيوت لأوروبا ودول الشرق الأوسط والاكتفاء باستيراد القمح من الدول الغربية نظرًا لأنَّ سعره أقل من المصري". وأضاف: "هذه الأقماح ليس بالجودة المطلوبة وكان من الأفضل أن يتم مصارحتنا بما يتم تدبيره لنا في الخفاء". وأوضحَّ هاشم السعيد، مزارع: "مراكز سوهاج تزرع محصول القمح بمساحات شاسعة من أجل توريده مثل كل عام للدولة وغالبيتهم مطالب بسداد قروض بنكية تمَّ جلبها لزراعة المحصول وجمعينا ليس لديه حيازات فنحن مستأجرون هذه الأراضي". وتابع: "الحصر الفعلي لزراعة القمح لهذا العام غير دقيق وفي حال الذهاب لتوريد القمح نجد المسؤولين عن الشون يخبرونا بأنَّ الكمية المحددة للتخزين نفذت ولن نستطيع استلام أي كميات أخري، مما يدفع المزارعين لبيعه للتجار بسعر أقل". وبرلمانيًّا، حاول عددٌ من نواب كل دائرة بالمحافظة العمل على حل هذه المشكلة،وأعلنوا أنَّهم أجروا اتصالات عديدة مع مسؤولي الزراعة والتموين بسوهاج، وتمَّت الموافقة على فتح الشون الترابية ببنوك التنمية والائتمان الزراعي بمراكز طهطا ودار السلام والمنشاة وجرجا، وهم الأكثر تضررًا من عمليات توريد القمح لاستلام المحصول من المواطنين خلال الأيام الجارية لحل مشكلاتهم". وفي السياق، أكَّد مصدر مسؤول بسوهاج فتح جميع الشون الترابية بجميع المراكز لاستقبال المحصول من المزارعين عقب معاناة استمرت على مدار شهر في توريد المحصول. وأضاف أنَّه تمَّ استلام 60 ألف طن من محصول القمح إلى الآن على مستوى مراكز المحافظة عقب فتح الشون الترابية بجميع المراكز. وأكَّد فيصل مهران رئيس مدينة دار السلام أنَّ عملية استلام محصول القمح منتظمة ولا توجد أي معوقات أمام المزارعين في توريد محصولهم، لافتًا إلى أنَّ هناك لجنةً مكبرةً لاستلام المحصول من المزارعين من خلال مندوب من وزارتي الزراعة والتموين ومسؤولي الحصر الفعلي. وأشار إلى أنَّه يتم صرف المبالغ المالية للمزارعين بواقع 420 جنيهًا للأردب وسط فرحة كبير من المزارعين الذين عبروا عن سعادتهم البالغة بفتح الشون الترابية.