مشكلات عديدة ضربت مزارعي محافظة سوهاج بسبب مشكلات توريد محصول القمح هذا العام، بين ارتفاع سعر تكلفة الأردب وارتفاع يومية العامل ونقص الآلات الزراعية الحديثة للحصاد. يعاني فلاحو سوهاج من مشكلات عدة بينها عدم تقديم أي دعم من قبل الدولة التي لجأت لشراء القمح من الخارج في إشارة لتدمير هذه الزراعة مثلها مثل القطن والبصل حيث كانت تملك سوهاج حلاجات للأقطان وكان يمثل القطن ذهب أبيض يعين المزارع على العيش في حياه كريمة، كما وكانت تمتلك المحافظة مصنعًا لإنتاج زيوت البصل الأول في الشرق الأوسط صارت تسكنه الأشباح والثعابين والعقارب. يقول محمد عبد الخالق، مزارع: "مش عارفين نودي القمح فين، فيه مشكلات تسويق، وعمليات التوريد بأسماء وهمية كغسيل الأموال لشخصيات كبرى من أصحاب المال وأصحاب حيازات تم حصرها، وهم في الأساس موتى، والحائز الحقيقي مش عارف يورد القمح بتاعه الأردب يتم بيعه ب 420 جنيهًا للدولة، في حين أنه يكلف 600 جنيه". ويضيف عبد الخالق: "الدولة تسعي لجلب القمح من الخارج بسبب سعره الرخيص، وإحنا نروح فين وأين صناع القرار من مشكلاتنا، الفلاح اليوم يعاني وصابر وطول عمره شايل البلد ومفيش حد بيحس بينا". ويذكر جمال أبو ضيف، مزارع: "وزارة الزراعة عقدتنا في زراعة القمح مصدر رزقنا الوحيد، ونواجه صعوبات في البيع بسبب نقص الشون بالقرى ومشكلات الآلات الزراعية الحديثة، وننتظر كل عام بيع المحصول للإنفاق على أسرنا، وجمعينا علينا ديون ومش لاقيين حاجة نزرعها". ويوضح جمال: "القطن الدولة دمرته والبصل أيضًا الطن ب 500 جنيه، وبيكلفنا أموال كتير في زراعته، واعتقد أن هناك اتجاه للاستيراد والقضاء على المزارع تمامًا بهذه الطريقة والمشكلات التي تواجهنا، الدولة بتوفر لينا شكارتين سماد للفدان ب 200 جنيه رغم أن الفدان يستهلك 8 شكاير سماد". ويتابع إبراهيم طنطاوي، أمين عام سوهاج لاتحاد عام الفلاحين: "نواجه مشكلات نقص الشون الترابية كونها غير جيدة وغير صالحة والحصر الفعلي للمحصول غير دقيق وهناك فلاحين صغار لا يتمكنون من التوريد بسبب الحيازات التي لم يتم تغييرها منذ تسعينيات القرن الماضي".
ويكشف طنطاوي: "يوجد 42 مبيدًا حشريًا ممنوع استخدامه ومحظور تداوله في أمريكا ودول أوروبا ما زالت موجودة في مصر ومثال على ذلك مادة "الريدو ميل" التي يرش بها البصل بها مادة سامة تؤدي إلى الفشل الكلوي و30% من المزارعين مصابين بمشاكل في الكبد بسبب هذا المبيد، ولا توجد رقابة من الدولة على تلك المبيدات"، مطالبًا بوضع لجان للتفتيش على محلات المبيدات. ويقول محمد عطية، رئيس جمعية تعاونية بسوهاج: "الجمعيات تعاني من مشكلات نقص التقاوي، وسوء التقاوي الواردة من الوزارة والمبيدات، إضافة إلى السوق السوداء التي دمرت الزراعة، وقديمًا الجمعيات كان بها أعلاف على عكس الوقت الحالي، ويتم تشوين القمح بشون غرب طهطا مما يكلف المزارع أموال طائلة بسبب النقل وفي حال البيع للتجار يتم بيع الأردب بسعر 350 جنيهًا في حين أنه يكلف المزارع ضعف ذلك". من جانبه، ذكر وكيل وزارة الزراعة بمحافظة سوهاج، مراد محمد حسين، أول أمس الأحد، أنه تم إعداد مذكرة بشأن تشغيل الشون الترابية الخاصة ببنوك التنمية والائتمان الزراعي بالقرى والنجوع لتخفيف الضغط على شون المطاحن مصر العليا".
وأضاف مراد أنه تم تشكيل لجنة مبكرة من مندوبي: الزراعة، التموين، الصادرات، بنك التنمية والائتمان الزراعي والمطاحن، لحل أي مشكلة تواجه المزارعين في عملية توريد محصول القمح".
وأشار إلى أن بنوك التنمية والائتمان الزراعي أكدت على جاهزية الشون الترابية من خلال تهيئيها لاستقبال محصول القمح، ولا صحة لشائعات عدم استلام القمح إلا لأصحاب الحيازات فهناك حصر فعلي للنسبة المزروعة بالقمح يتم من خلالها استقبال القمح المورد.
وأكد وكيل وزارة الزراعة أنه تم توريد 27 ألف طن من محصول القمح وتخزينها عبر 11 شونة بشركة مطاحن مصر العليا والشون الأسمنتية والقابضة للغلال بواقع حصاد 102 ألف فدان مزروع بالقمح بنسبة 50% من إجمالي المساحة المزروعة.