أكدت الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة وقوفها إلى جانب الشعب المصري في خياراته لصياغة مستقبل الوطن وإيمانها بحق الشعب المصري في نيل حرياته مجتمعة غير مجزأة ولامنقوصة واختيار مصيره بنفسه من دون وصاية من فرد أو فئة أو فصيل. ودعت الهيئة التي اختارت قياداتها على ما يبدو أن تغرد أخيراً خارج سرب الوزير علاء عبد العزيز، الشعب المصريّ إلى الحرص على خوض هذا الدرب عبر الطرق السلمية من دون إهدار لحق، أو اعتداء على مواطن، والسعي إلى تحقيق ذلك بالنضال الوطني الحضاري السلمي الذي أبدعه الشعب في ملحمة الخامس والعشرين من يناير عام 2011م. وأهابت الهيئة في بيان أصدرته عشية تظاهرات 30 يونيو بالإعلام المصري أن يتابع فعالياتها، وأن يحرص على زيارة مواقعها ليتعرف على ما تقدمه من جهود ثقافية متواصلة، وأن يوضح للشعب حقيقة ما تقدمه له من خدمات. كما أهابت بالمصريين عموما والمثقفين والمبدعين والفنانين بخاصة وبرواد مواقعها من مختلف التوجهات الفكرية أن يدفعوا عنها ما تتعرض له من افتراءات وإجحاف بمنجزاتها وتدعوهم إلى عدم الانزلاق وراء محاولات الإساءة إليها تحت تأثير مقولات أوترويج شائعات تهدف إلى زحزحتها عن رسالتها التي نشأت من أجلها. وأن يثق المثقفون في أن أبناء الهيئة لم ولن يقصروا في تقديم ما يحتمه عليهم ضميرهم الثقافي وفق الظروف المحيطة بعملهم والإمكانات المتاحة بين أيديهم، وأنهم جميعا يقفون واعين بتلك المحاولات، ويسعون إلى أن يكون للهيئة سمتها الثقافي الواضح، وصورتها الفكرية التي تليق بها وبالبلد العريق الذي احتضنها. وقال رئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، المعروفة لدى عموم المثقفين المصريين باسم «الثقافة الجماهيرية» إنه قرر منذ يوم الجمعة الماضي الإنضام إلى المعتصمين في ميدان التحرير للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإحراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأضاف سعد في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن «الثقافة الجماهيرية» هي ملك للشعب المصري كله ولا يمكن السماح لفصيل واحد بأن يسيطر عليها. وأوضح أن هذا البيان يأتي في وقت يشعر فيه العاملون في الهيئة أنهم تعرضوا وما زالوا يتعرضون لهجمات كثيرة مغرضة، وأنهم يقعون فريسة ظلم واضح معنويا وماديا بالمقارنة مع عدد كبير من مؤسسات الدولة، وأن هناك حالة تراتب قيمي على المستوى الوظيفي تضعهم في ذيل قائمة العاملين بالدولة، وتقلل من جهودهم رغم أنهم الأكثر عرضة لمخاطر العمل الثقافي في الشوارع والميادين والمواقع المفتوحة. وشددت الهيئة في بيانها على أن مفهوم الديمقراطية الثقافية هو أحد أبرز مبادئ العمل الثقافي بها، وأن من أهم آليات تحقيقها، أن تنبع هذه الديمقراطية من قلب المثقفين وأن تدرك حاجاتهم الثقافية، وأن أزمنة وطرائق التفكير الأحادي والقرارات الفوقية قد ولت، وأن فعل الثقافة في جوهره يكمن في ممارسة حق الاختلاف، وفي مسلك الانتقاد، لأنهما أساس القدرة على التغيير. وأضاف أن الهيئة ظلت في مراحل كثيرة من تاريخها عصية على التطويع أوالتوظيف لخدمة أهداف تخرج عن نطاق رسالتها الثقافية السامية، واستطاع عدد كبير من أبنائها المبدعين والمثقفين الوطنيين أن يحافظوا على سمات استقلالها، فبقيت تعمل من أجل إعلاء شأن الحرية الثقافية على الرغم من وجود حالات تربص بجهودها التنويرية تبنتها بعض الجهات والفئات والأفراد ممن يسعون إلى تحقيق مكاسب صغيرة أووقتية وهو ما يدعو الهيئة في هذا المجال إلى أن تفخر بالوقفات التاريخية للمثقفين والمبدعين والإعلاميين معها في عدد من الأزمات الثقافية والفكرية التي حوصرت بها. وشدد بيان الهيئة العامة لقصور الثقافة على أنها ترفض رفضا قاطعًا توجيه أي من تلك الاتهامات سواء كان ذلك إليها، أوإلى أي من العاملين فيها، أو إلى أي من قياداتها في مختلف مواقعهم فنيا أو إداريا أوجغرافيا، بدون سند أودليل، وترى في اتهامها والعاملين بها أنهم مقصرون في أداء عملهم، أوأنهم شيوعيون أوكفار أوعلمانيون أوملاحدة، أوأنهم يخرجون على تقاليد المجتمع المصري، ترى ذلك أوصافا متوهمة يرددها البعض دون تدبر، وبخاصة أن تاريخ الهيئة يزخر بعدد كبير من المفكرين والمبدعين والمثقفين الذين عملوا فيها، وأن بها الآن عددا من المثقفين والمبدعين والفنانين الذين يعملون في إخلاص ودأب، وينأون بأنفسهم عن مواطن الشبهات، ويترفعون كثيرا عن الخوض في حالات جدال عقيمة، وسوف تنشر الهيئة خلال الأيام القادمة تفصيلات منجزاتها وما حققته خلال المرحلة الماضية. واختتم البيان بالقول إن الهيئة ترفض كذلك أن يكون الحديث عن منجزها الثقافي معتمدا على الاجتزاء أوالافتئات على حقها فيما بذله العاملون فيها من جهود متتالية، وأن الحديث عن منجزها يجب أن يبدأ من الوعي الكامل بدورها التاريخي وبرسالتها الثقافية، وأن يعتمد على معلومات مؤكدة واستنتاجات علمية، لا على ريب أو ظنون وترى أن ذلك يدخل في إطار خطة أومؤامرة تسعى للسيطرة عليها وتقويض تاريخها ومنجزها من أجل تحويل مسارها أوطمس ملامحها في كيان جامد لا يقدم دورا تنويريا فاعلا.