تباينت آراء خبراء سوق المال حول تأثير قرار طرح شركة "أرامكو" السعودية في سوق المال على البورصة المصرية، لكنهم أكدوا أن القرار سيساهم في انتعاش السوق السعودية وتقليل اعتمادها على العوائد النفطية وتنويع مصادر استثماراتها. قال محمد سعيد خبير أسواق المال: إن "قرار طرح شركة أرامكو السعودية في سوق المال، قرار إيجابي للغاية خاصة أن أسعار البترول في أدنى مستوياتها". وتعتزم المملكة العربية السعودية طرح 5% من أسهم شركة أرامكو في سوق المال، وهي الشركة الحكومية التي تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم، وعلى الأغلب صاحبة أكبر تقييم بين الشركات في العالم. وتحتفظ أرامكو باحتياطيات من النفط الخام تقدر بنحو 265 مليار برميل، وهو أكثر من نسبة 15% من الاحتياطيات العالمية. وأضاف سعيد ل"التحرير" نأمل أن تحدث انتعاشة في أسعار النفط من هنا حتى وقت الطرح حتى تتحول السوق السعودية إلى اتجاه صاعد حتى ينجح الطرح . وأكد "سعيد" أن أهم مايميز عملية الطرح أن السعودية تستهدف استغلال العائد من الطرح في تنويع استثماراتها في قطاعات أخرى وهي خطوة كان يجب على السعودية اتخاذها منذ وقت طويل بتنويع مصادر الدخل السيادي حتى لا تعتمد على البترول بشكل كلي. وأضاف أن توجيه جزء من هذه العوائد للاستثمارات خارج السعودية يقلل من حدة الاعتماد على قطاع بعينه داخل منطقة جعرافية محددة، ويقلل مخاطر الدولة ضد تقلبات الأسعار والاضطرابات السياسية المتكررة في الشرق الأوسط. واستبعد "الخبير المالي" أن يكون للطرح تأثير سلبي على السوق المصرية، بل قد يكون له تأثير إيجابي في حال توجه جزء من عائدات الطرح للاستثمار في مصر. وتابع أن سعر الطرح ونجاح الاكتتاب يتأثران بسعر النفط ولا يؤثر فيها. ولفت إلى أن السوق السعودية يمكن أن تستوعب طرح شركة "أرامكو" لأنها سوق كبيرة، مشيرة إلى أن فكرة الطرح المزدوج في بورصتي السعودية ونيويورك فكرة جيدة للغاية، وتساعد على رواج تداولات السهم وتحسين مستويات السيولة. وأكد محمد دشناوي خبير أسواق المال، أن طرح شركة "أرامكو" بالسوق السعودية سيساهم في تنشيط السوق وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية للمملكة العربية السعودية خاصة أنها من كبرى شركات البترول في العالم. وتابع أن طرح الشركة قد يؤثر بشكل طفيف على السوق المصرية، حيث قد يتخارج بعض المستثمرين من السوق المحلية للاستثمار في السهم، مشيرًا إلى أن نسبة المستثمرين العرب في البورصة المصرية لاتتجاوز 5%، وبالتالي فإن سحب جزء من خروجهم للاستثمار في السوق السعودية لن يكون ذو تأثير قوي. ونوه "دشناوي" ل"التحرير" إلى أن التأثير سيكون محدودًا، خاصة أن حجم التداولات في السوق المصرية لايتجاوز مليار جنيه (100 مليون دولار)، بينما يصل حجم التداولات في السوق السعودية 2 مليار جنيه. وأضاف أن طرح أي شركة جديدة يصاحبه مرحلة مؤقتة من الانتعاش بمجرد الطرح، ثم تصبح كفاءة السوق الغالبة على التعامل. وأكد أن الشركة من شركات البتروكيماويات التي تتأثر بارتفاع وهبوط أسعار البترول، لكن ليس لها تأثير على أسعار البترول، حيث تتحكم في أسعاره الدولتين الكبار الصين وأمريكا رغم أن السعودية من أكبر دول المنتجة للنفط، لكن ليس لها تأثير في تحديد أسعار النفط كما أن الكمية المطروحة من أرامكو 5% فقط . وقال الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي: إن "طرح 1% فقط من أسهم شركة أرامكو- أكبر شركة بترول سعودية في سوق المال السعودية، يكون أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية لذلك تقرر طرح 5% فقط من أسهم الشركة لمعرفة هل تتحمل السوق العالمية تلك النسبة. وأشار "سلمان" في مقابلة تليفزيونية مع قناة العربية ظهر اليوم الاثنين، إلى أن السبب الرئيسي في طرح 5 % فقط من أسهم أرامكو، أن حجم الشركة ضخم جدًا. وأضاف "إلى الآن لم يتم التقييم النهائي، ولكن نتوقع أكثر من 2 تريليون دولار أمريكي" أي مايزيد عن سبعة تريليون ريال سعودي".