قال السفير أندرية باران، سفير فرنسابالقاهرة، إن زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند إلى القاهرة، التي ستبدأ الأحد المقبل، وتستمر لمدة يومين، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، مهمة. أكد السفير، فى لقاء مع ممثلي الصحف المصرية بمناسبة الزيارة، أن الرئيسين سيعقدان مباحثات سياسية هامة خلال الزيارة، لافتًا إلى أن وفودا كبيرا يضم وزراء فرنسيين ونواب عن البرلمان، ووفد كبير من رجال الأعمال يضم 60 من ممثلى كبريات الشركات الفرنسية سيرافق الرئيس الفرنسى خلال الزيارة. كشف "باران"، عن أن الرئيس الفرنسى سيلتقى خلال الزيارة مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، كما سيزور إلى مقر مجلس النواب، حيث سيعقد اجتماعا مع رئيس المجلس الدكتور على عبد العال وهيئة المكتب، مضيفًا أن الزيارة لها شق سياسى هام حيث ستتركز المباحثات مع الرئيس السيسى، على عدة ملفات سياسية وعلى رأسها القضايا الإقليمية المعنية بها مصر بشكل خاص وفرنسا وأوروبا أيضا، كما سيتم التطرق خلال اللقاءات أيضا إلى العلاقات الثنائية التى تطورت بشكل كبير خلال العامين الماضيين وخاصة فى المجالين الاقتصادى و العسكرى. أوضح "باران"، أن أهمية الزيارة تنبع من كونها تأتى بعد الزيارتين الهامتين التى قام بها الرئيس السيسى إلى باريس فى نوفمبر 2014 ونوفمبر 2015 وأيضا زيارة الرئيس هولاند إلى مصر فى 6 أغسطس الماضى، بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة. واستعرض السفير الزيارات المتبادلة بين كبار مسئولى الدولتين على مدار العامين الماضيين ومن بينها زيارة رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب إلى باريس فى عام 2015 ثم تلك التى قام بها رئيس وزراء فرنسا مانزيل فالس الى القاهرة فى العام نفسه بخلاف زيارتى وزيرا الخارجية الفرنسيان السابق لوران فابيوس والحالى جون مارك ايرولت الى القاهرة والزيارات المتبادلة بين وزيرى دفاعى البلدين وعدد من الوزراء الاخرين، معتبرا ان هذا الزخم من الزيارات المتبادلة انما يعكس عمق وكثافة العلاقات الثنائية "المتميزة" التى تربط بين القاهرةوباريس. أشار إلى أن هذه الزيارة هى خطوة هامة لتطوير العلاقات والتعاون الاستراتيجى مع مصر التى تتقاسم معها فى العديد من المصالح المشتركة وهى العلاقات التى نسعى لتنميتها خلال السنوات المقبلة. وردا على سؤال عما اذا كانت المباحثات بين الرئيسين ستتطرق الى التعاون فى مجال مكافحة الارهاب.. قال السفير ان كافة الموضوعات سيتم مناقشتها خلال المباحثات التى سيعقدها الرئيسان السيسى وهولاند و مكافحة الارهاب من بينها بالطبع نظرا لان هذا الامر هو محل قلق تجاه تنامى الظاهرة كما نتقاسم التصميم على محاربته ومواجهته.. لافتا الى ان هناك تعاون وثيق منذ فترة فى هذا المجال ويشهد تطورا ايضا. وحول التعاون العسكرى، أوضح انه سيكون ايضا على مائدة المباحثات المصرية الفرنسية والتعاون بين البلدين وثيق للغاية فى هذا المجال. وحول الموعد المحدد لتسليم مصر حاملتى الطائرات الفرنسيتين "ميسترال"، منوهًا بأن التسليم سيكون خلال الصيف المقبل ما بين شهرى يوليو واغسطس. وبالنسبة السياحة الفرنسية الوافدة إ لى مصر، قال باران إن السلطات الفرنسية لا يمكنها أ ن تجبر السائح الفرنسى أ ن يأ تى الى مصر أ و لا يأ تى، ونحن نعتبر ان لدينا مسئولية تجاه المواطنين الفرنسيين فى هذا السياق عند زيارة اى دولة، والسلطات تعلم الرعايا بالمخاطر التى يمكن ان تواجههم فى هذا البلد او ذاك، وبالنسبة لمصر فان السلطات لم توجه رعاياها بعدم زيارة مصر ولكن بالعكس تامل وتشجع السياح على زيارة مصر والمواقع السياحية لمصر الان، نحن ننصح السياح الفرنسيين بعدم زيارة بعض الاماكن فى مصر، ونتمنى زيادة عدد السياح الفرنسيين فى كل الاماكن المتاحة التى تحظى بظروف امنية مناسبة. أضاف: "غالبية المواقع السياحية المصرية لديها من الظروف الامنية المرضية بالنسبة للسائح الفرنسى، وتلك هى الرسالة التى تقدمها السلطات الفرنسية لرعاياها بالنسبة للسياحة فى مصر، ولكن الموضوع يتخطى الاوضاع فى مصر لان الاوضاع فى المنطقة تخلق حالة مبهمة بالنسبة للاجانب والسياح،وهناك المزيد من الجهد الذى لابد من عمله لتشجيع السائحين لزيارة مصر وبالنسبة للفرنسيين هناك جهدا من قبل مصر وفرنسا لتشجيع المواطنين الفرنسيين على زيارة مصر". وعما إذا كانت موضوع منظمات المجتمع المدنى سيتم مناقشته خلال الزيارة خاصة فى ضوء البيان الصادر عن الخارجية الفرنسية بخصوص مركز النديم، ذكر أن هناك منظمات غير حكومية فرنسية وعددها قليل تعمل فى مصر فى المجال الاجتماعى مثل اطباء حول العالم، كل الموضوعات ستتم مناقشتها خلال الزيارة خاصة فى ضوء ما يميز العلاقة المصرية الفرنسية المبنية على الصداقة تسمح ببحث كافة الموضوعات. وعما اذا كان الموضوع الحقوق فى مصر له اثرا على المستثمرين الفرنسيين..قال ان هذا الامر لا يتعلق فقط بفرنسا والمستثمرين ولكن بصفة عامة فان هناك صورة عامة تعكسها مصر للعالم الخارجى وتؤثر فى امكانات جذب المستثمرين الاجانب والسائحين، مشيرا الى ان المستثمرين ياخذون قرار اقامة مشروعاتهم فى هذا البلد او ذاك بناء على عدد معين من المعايير والعناصر. أضاف أنه وفيما يتعلق بالمعيار الأمنى فهو عنصر هام وليس هناك مستثمر فرنسى قد عدل عن إقامة مشروعات فى مصر، أو لم يقرر أن يأتى إلى مصر بسبب الإجراءات الأمنية، وأنا التقى بعدد كبير بالمستثمرين الفرنسيين والأسئلة التى يطرحونها عليها لا تتعلق بالشأن الأمنى. وردا على سؤال حول ما نشرته بعض وسائل الاعلام الفرنسية عن التوقيع على صفقات وعقود عسكرية خلال الزيارة المقبل بقيمة مليار يورو. أوضح السفير أنه لا يمكنه اعطاء معلومات حول ما نشرته وسائل الاعلام الفرنسية وهذه المعلومات غير دقيقة ..معبرا فى الوقت نفسه عن احترامه الكبير لوسائل الاعلام الفرنسية. وفيما يخص الوضع فى ليبيا والسياق الحالى حيث تتقدم داعش على الارض فى الوقت الذى تتواجد فيه الحكومة الليبية فى وضع هش. قال إن هناك مباحثات سياسية خلال الزيارة ستتناول الملفات اقليمية وبالقطع فان ليبيا ستكون من ضمنها وتحتل اولوية فى الموضوعات للتى ستحظى باهتمام الجانبين ولدينا نفس القلق حيال الوضع فى ليبيا ونرى ان غياب اتفاق سياسى يصب فى مصلحة الارهاب الذى يتنامى فداعش تتقدم ميدانيا وتبسط المزيد من النفوذ ولابد من وجود اتفاق سياسى.