لم تكن جملة «المرأة نصف المجتمع» كافية لإعطاء السيدات ونساء المجتمع حقهن بل من المفترض أن تصبح «المرأة كل المجتمع» نظراً للتضحيات التي تقدمها المراة طوال حياتها، فهى مربية الأجيال، وبمجرد قدوم عيد الأم يصبح تكريمًا لها وليس مجرد عيد، لأن تواجد الأم عيد كل يوم. تمثل الحاجة «زينب موسى عبد الله» التي كافحت وقدمت تضحيات كثيرة من أجل تربية أبنائها عقب وفاة زوجها، النموذج الأمثل للمرأة المصرية، وقد حصلت هذا العام على لقب الأم المثالية من محافظة الشرقية عن جدارة واستحقاق، حيث أنها تربت بقرية صفط الحنة بمركز أبو حماد، وتزوجت بموظف بسيط بالمعهد الفني الصناعي يدعى «حسين عبد العظيم شلبي» وكان يعاني من ضعف شديد بالنظر. السيدة زينب البالغة من العمر 56 عاماً، قالت إنها تحملت ظروف عصيبة مع زوجها ولكن قوة إيمانها وصبرها بالله تحملت على الرغم من إصابة زوجها بالعجز والمرض وفقد البصر بعد أقل من عام من الزواج قبل أن تنجب نجلها الأول «محمد» واستكملت المشوار بعد رحيله حتى أوصلت أطفالها لبر الأمان. السيدة زينب، استكمل رحلة معاناة ومأساة طويلة مع زوجها قبل وفاته، حيث كانت تصطحبه من القرية إلى مدينة الزقازيق حيث مقر عمله، وكانت حريصة كل الحرص على مواصلة هذه المشقة حفاظاً على راتبه الضئيل الذين كانوا يعيشون منه، واستمر هذا الوضع لمدة 15 عاماً فترة مرضه وفقدانه بصره ولكنها لا تمل ولا تكل حتى وفاته. الحاجة زينب أوضحت أنها لديها 3 أبناء تركهم له زوجها في عمر الزهور، وهم ميرفت ومنى ومحمد أكبرهم كان طالباً في المرحلة الإعدادية، مشيرة إلى أنها استندت إلى "فترينة" للبقالة حتى تواجه الظروف المالية الصعبة حتى تخرج أبنائها ميرفت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية ومحمد علي كالوريوس التربية ويعمل مدرس حاسب آلي وحصلت شقيقتهم منى على بكالوريوس التربية وجميعهم تزوجوا في ظل التربية الصعبة ومعاش والدهم البسيط. وفي لفتة من نجلها "محمد"، قام بكتابة قصة والدته وتقديمها للوحدة المحلية بقرية صفط الحنة، كنوع من التكريم لها، وجاءت المفاجاة بحصولها على المركز الأول على مستوى المحافظة ثم الأولى على الجمهورية.