لعل الجدل الفلسفي سواء في مصر او غيرها حول قضية «النسق المغلق والنسق المفتوح» يقدم اجابات ثقافية لاشكاليات الجمود والدوران في الحلقة المفرغة فكثير من المجتمعات بدا وكأن قدرها ان تعيش في ظلال الأسى بصرف النظر عن المتغيرات وان تخاصم التقدم الفعلي رغم الشعارات والأماني والمقولات المكابرة. والنسق كما يقول المفكر المصري: الدكتور مراد وهبة هو «الربط بين جملة افكار ربطا عضويا بحيث لايتيسر معه فصل فكرة عن الافكار الباقية الا بالقضاء على النسق كله» فيما يوضح انه كان مهموما منذ خمسينيات القرن العشرين بمفهوم النسق عند كل من الفيلسوف الألماني كانط والفيلسوف الفرنسي برجسون. كان مراد وهبة يرى في البداية ان الغاية من هذا الربط العضوي الصعود نحو المطلق ومع تحقيق هذه الغاية ينغلق النسق ويصبح غير قابل للتطور وكان رأيه ان الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط الذي قضي عام 1804 كان على وعي بأنه يريد تأسيس نسق مغلق وبالفعل اصدر الدكتور مراد وهبة كتابا بهذا المعنى عنوانه «المذهب عند كانط». ومع ذلك فان الدكتور مراد وهبة فوجيء كما يقول: بأن الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون كان قد ارتأى ان النسق يمكن ان يكون مفتوحا حتى ان برجسون تساءل في كتابه «الضحك». ماذا يضحكنا.. ويجيب هذا الفيلسوف الفرنسي الكبير الذي قضي في الرابع من يناير عام 1941 بقوله: يضحكنا ان نجد انفسنا داخل نسق جاهز ويضحكنا قبل كل شيء ان يكون المرء نسقا يمكن لآخرين ان يدخلوا فيه بسهولة اي ان يتجمد الانسان في نسق. ويوضح برجسون فكرته فيقول: ان الفكر يتصلب فيعند ومن يعند ينتهي الى ان يلوي الأشياء وفقا لفكره بدلا من ان ينظم فكره وفقا للأشياء ويتساءل المفكر المصري مراد وهبة «اذا كان ذلك كذلك فهل قبل برجسون ان يصوغ افكاره دون ان يدخلها في نسق».