كشفت حملة «امسك كرش» بالمستندات والوثائق تسمم مياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي في مختلف محطات المياه بمدن القليوبية من بنها إلى شبرا الخيمة. وتضمنت المستندات التي حصلت «التحرير» على صورة منها تحليلات عينات من المياه بالمعامل المركزية لوزارة الصحة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، تُثبت أن المياه في المدن والقرى المذكورة بالتقرير، البالغة نحو 4 مدن وأكثر من 22 قرية، لا تصلح للاستخدام الآدمي ولا الحيواني، علمًا بأن 50% منها مياه مختلطة بين مياه النيل والجوفية وتؤدي للتسمم ولم تتم لها المعالجة الثلاثية لتنقيتها، كما تختلط 50% من مياه شرب القليوبية بمياه المجاري والصرف الصحي في 80% من قرى محافظة القليوبية. وفي نص المذكرة التي أرسلتها معامل الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي إلى إدارة الفروع المحطات بالمحافظة: «بالإحاطة إلى نتائج العينات غير المطابقة للشرب الآدمي والواردة إلينا من وزارة الصحة يجب عمل غسيل إضافي لمياه الشرب وفصلها عن مياه الصرف الصحي، وإخبارنا بذلك خلال أسبوع حتى يتسنى لنا رفع عينة بعد الغسيل والرد على وزارة الصحة». وشملت المستندات بالأسماء المراكز والقرى التي تتعرض لكارثة يومية ويقترب عدد سكانها من 6 ملايين مواطن بالمحافظة من أبرزها: «إدارة طوخ نامول، إدارة بنها، قرية منية السباع، إدارة شبين القناطر، قرية كفر الدين، إدارة القناطر الخيرية، قرية سندبيس، إدارة الخانكة، الخصوص، قرية البرادعة، قرية شلقان وكفر الشيخ إبراهيم". وقال محمد جمال، منسق الحملة، إنه تواصل مع محافظ القليوبية، الدكتور رضا فرحات، منذ أسبوعين وطلب بدوره المستندات، وبالفعل تم إرسالها منذ فترة دون أن يحدث أي تحرك، مؤكدًا أن رد المحافظ جاء مخيبًا للأمال بعدم وجود اعتمادات وميزانيات خلال الفترة الحالية. وأضاف جمال أن قرية البرادعة بؤرة فشل كلوي لأكثر من 20 ألف شخص يعيشون فيها، ومنذ 8 سنوات يتم هناك تنفيذ مشروع للصرف الصحي وإلى الآن لم ينته، وهو ما تسبب في اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب بالقرية، مما يعرضها لكارثة "التيفود" التي هزت العالم كله عام 2009 لنفس السبب ونقل على أثره الكثير من أهل البرادعة للمستشفيات.