مشروعات الصرف الصحى لم تنته منذ 6 سنوات.. وشركة المياه تصرف مخلفاتها فى النيل «نور الدين»: نحتاج 7 مليارات جنيه لتطوير المحطات.. والمحافظ ل«الصباح»: أحلت الملف للمختص أكثر من 6 ملايين مواطن مصر يقطنون 22 مدينة وقرية بمحافظة القليوبية، يشربون يوميًا من مياه المجارى، نصفهم تقريبا حاصل على تقرير من وزرة الصحة يفيد بأنه مريض بالفشل الكلوى، ومسئولو المحافظة يؤكدون: «عملنا اللى علينا ومنتظرين الاعتمادات المالية». تكشف «الصباح» بالمستندات فى تلك السطور كارثة هى الأخطر من نوعها، تحيط بأغلب قرى ومراكز القليوبية، بعد التقرير الأخير للمعامل المركزية لوزارة الصحة وهيئة المعامل والجودة بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، والذى أفاد بأن 90 فى المائة من مياه المحافظة مختلطة بمياه المجارى، علاوة على أنها غير مطابقة للمواصفات القياسية كمياه تصلح للشرب. وجاء نص المذكرة التى أرسلتها معامل الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى إلى إدارة الفروع والمحطات بالمحافظة «بالإحاطة إلى نتائج العينات غير المطابقة، والواردة إلينا من وزارة الصحة، نرجو عمل غسيل إضافى وتطهيرها من مياه الصرف الصحى وإخبارنا بذلك خلال أسبوع، حتى يتسنى لنا رفع عينة بعد الغسيل والرد على وزارة الصحة». وشملت أبرز تلك المراكز والقرى إدارة طوخ نامول، بنها، قرية منية السباع، إدارة شبين القناطر، قرية كفر الدين، إدارة القناطر الخيرية، قرية سندبيس، إدارة الخانكة، الخصوص، قرية البرادعة، قرية شلقان، كفر الشيخ إبراهيم. وعرضت «الصباح» المستندات التى توصلت إليها على اللواء رضا فرحات، محافظ القليوبية، الذى اعترف بحجم الكارثة، مؤكدًا أنه يوليها اهتمامًا كبيرًا، وأوضح أنه سيتابع مع العاملين بمشروعات الصرف الصحى الأداء يوميًا، لسرعة إنجاز المشروعات المتعطلة، وتوفير كل الدعم المادى لإتمام تنفيذها. على صعيد متصل، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب بالقليوبية، أن هناك جهودًا كبيرة من أجل السيطرة عليها، وتوفير كل الاعتمادات اللازمة لإتمام تركيب جميع الأجهزة الجديدة. وأوضح أنه تم تشكيل لجنة من قبل المهندسين بالشركة، وإعداد تقرير عن حالة محطة المياه، مؤكدًا أنه سيتم إنهاء الأزمة فى غضون شهرين على الأكثر. وتعتبر قرية البرادعة بؤرة كبيرة للفشل الكلوى، ومنذ 8 سنوات يتم تنفيذ مشروع الصرف الصحى فيها دون إنهائه، ما تسبب فى اختلاط مياه المجارى بمياه الشرب بالقرية، وهى إحدى قرى القليوبية الشهيرة ب«قرية التيفود»، بسبب أزمة اختلاط المياه بالصرف الصحى قبل ثلاثة أعوام، ونقل جميع أهلها بالكامل للمستشفيات إثر إصابتهم. وتعد أزمة مشروع مركز ومدينة القناطر الخيرية الأبرز حتى الآن بسبب الكوارث التى حدثت بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى. عبد المجيد أبوأحمد، أحد أهالى المحافظة، اتهم الحكومة الحالية، ومحافظ القليوبية، بالتقاعس عن أداء مهماتهم الأساسية بما ينبئ بأزمة جديدة تجتاح كل قرى القليوبية وعلى رأسها قرية البرادعة. وتشرف المحافظة الآن على العديد من المشروعات التى لم تنته منذ أكثر من 6 سنوات، وتشمل مشروعين فى مركز بنها، يخدم 6 قرى تم الانتهاء من 65 فى المائة من اتمامهما، ومشروع بمركز طوخ، يخدم 6 قرى أيضًا تم الانتهاء من 50 فى المائة منه، ومشروع مركز القناطر الخيرية ل4 قرى وتم الانتهاء من 42 فى المائة، ومشروع الصرف الصحى بقليوب، 3 قرى، وتم الانتهاء من 80 فى المائة، بالإضافة إلى مشروع شبين القناطر لقريتين، وتم الانتهاء من 50 فى المائة من مراحل التنفيذ، ومشروع مركز الخانكة لأربع قرى، الذى لم تستطع المقاولون العرب تنفيذ أكثر من 2 فى المائة منه فقط بسبب المشاكل الأمنية، ومشروعين بشبرا الخيمة، يخدمان 12 قرية، وتم الانتهاء من 9 فى المائة من مراحل التنفيذ. وقال الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه، ل«الصباح»، إن مراحل تنقية المياه من مصدرها وصولًا إلى المنازل للاستعمال الآدمى لابد أن تمر بعدة مراحل هى مراحل المعالجة الثلاثية على عكس ما هو موجود بمحطات القليوبية. وكشف أن مادة الكلور تقوم بقتل كل الميكروبات فى المياه فيما عاد ميكروب واحد «أحادى الخلية»، لهذا يلجأ العالم الآن إلى معالجة التنقية بالأوزون، مشيرًا إلى أن هذا الميكروب يؤدى إلى تقرحات بالفم واللسان وأمراض أخرى فى القولون. سبب آخر لتلوث المياه، بحسب «نور الدين»، حيث أكد أن محطات المعالجة الكبيرة فى كل محافظات الدلتا تتلقى 3 أضعاف سعتها الرئيسية ما يدفعها إلى الدفع بالزيادة إلى النيل، والباقى يعالج معالجة أولية وليست ثلاثية، حيث تقوم المعالجة الأولية بتنقية المياه من الرائحة فقط دون قتل للميكروبات والسميات. وتابع: «للأسف محطة مياه القناطر الخيرية لا تقوم بمعالجة المياه لا ثنائية ولا ثلاثية»، مشيرًا إلى أن نتيجة الفشل الكلوى الكبيرة المنتشرة المياه أبرز أسبابها، والأزمة ليست فى القناطر الخيرية وحدها، فمحطتا المياه الرئيسيتان بشبرا الخيمة وإمبابة تعتبران عنوان الفشل الكلوى.