في ساعات مبكرة من صباح كل يوم، يخرج الجميع نساء ورجال كبار وصغار، لتعبئة المياه من أحد آبار المياه الأرتوازية والتي تسمي "الطلمبات"، الجميع هنا يحمل المياه في جراكن يقوم بتعبئتها ويذهب بها إلى منزله. قرى مركز فرشوط تعاني من أزمات مياه الشرب حيث لا تصل إليهم مياه شرب نظيفة في صنابير المياه داخل المنازل ويلجأ الأهالي إلى تعبئة الجراكن من آبار المياه الأرتوازية في رحلتين يومياً، الرحلة الأولي تبدأ فجر كل يوم، والرحلة الثانية تبدأ ظهر كل يوم. معاناة المياه وأزمتها التي لم يحاول المسؤلين في محافظة قنا ولو لمرة واحدة السؤال عن هؤلاء الأهالي ومعاناتهم، جعلتهم يقومون بإخراج التلاميذ من مدارسهم حتي يقومون بتعبئة مياه الشرب من الآبار الأرتوازية التي تحمل العديد من الفيروسات الكبدية والوبائية. يقول فيصل عبد اللطيف، أحد أهالي مركز فرشوط شمال محافظة قنا، إن المسؤلين في محافظة قنا سواء شركة مياه الشرب والصرف الصحي أو محافظ قنا لم يسألوا عن معاناة أهالي فرشوط بسبب أزمة المياه التي لا تأتي إلى صنابير المياه وإذا جاءت إلى المنازل فتصل معبئة بالفيروسات الكبدية والرائحة الكريهة. وأضاف عبد اللطيف، أن الأهالي يقومون بتعبئة المياه من الآبار الأرتوازية فجر كل يوم في أحد الأبار المتواجدة داخل كل قرية التى تستخدم في ري الأرض الزراعية والرحلة الثانية يقوم الأهالي بإخراج أطفالهم من مدارسهم لتعبئة المياه في وقت الظهيرة. وأشار عبد الكريم عثمان، أحد أهالي مركز فرشوط شمال قنا، إلى أن أهالي فرشوط قاموا بإرسال العديد من الشكاوى والاستغاثات للمسؤلين في المحافظة وشركة المياه لكن بلا مبالاة ودون أي رد من المسؤلين. ونوه إلى أن الأطفال لابد أن تخرج من منازلها لتعبئة المياه لأسرهم من الآبار الأرتوازية، وتقوم السيدات بمساعدتهم سواء في الرحلة الأولى فجر كل يوم أو في الرحلة الثانية في وقت الظهيرة، قائلاً: "بنشيل هم المياه على عاتقنا كل يوم سواء قبل النوم أو بعد النوم، تعبنا ياريت المسؤلين يرحمونا". وبدوره رفض محافظ قنا اللواء عبد الحميد الهجان، الرد على اتصال محرر "التحرير" للتحدث على شكوى ومعاناة الأهالي في مركز فرشوط شمال محافظة قنا، ورفض أيضًا رئيس شركة مياه الشرب اللواء هاني محمود حمدي، الرد على مطالبات الأهالي في الحصول على كوب مياه نظيف.