كمال الهلباوي: الانشقاق الداخلي والصراع على السلطة تحكم أي مبادرة بالفشل وصف عدد من قيادات الإخوان المنشقين عن صفوف الجماعة، دعوة يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، أنصار الجماعة داخل مصر بوحدة الصف والتنسيق فيما بينهم، والإعداد لانتخابات داخلية شاملة لمكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، محذرًا من حالة الانشقاق الداخلية، وصراع القيادات على الكرسي. "مبادرة محكوم عليها بالفشل".. هكذا يرى الدكتور كمال الهلباوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والمتحدث السابق باسم إخوان الغرب، محاولات "القرضاوي"، مطالبًا الأخير بالاعتذار للشعب المصري أولًا؛ بسبب الجرائم التي ارتكبت في حق الملايين، والفشل والفوضى والعنف، وأكمل: "كان الأولى به دعوتهم لعدم اللجوء للقوى الخارجية، والاحتماء بها ضد بلادهم". أضاف الهلباوي: "القرضاوي حاول من خلال مبادرته أن يُصلح بين الفريقين المنشقين والمتضاربين داخل صفوف الجماعة، لكن محاولاته لن تنجح في ظل حالة الانشقاق الداخلي الحاد، وصراعهم على السلطة داخليًا". ويتفق الدكتور محمد حبيب، النائب السابق لمرشد الإخوان، مع ما طرحه "الهلباوي"، واصفًا كل هذه المحاولات بأنها لا فائدة من ورائها، ومثل من يصطاد سمكة في مياه بمبدأ "ياتصيب ياتخيب". 3 عوامل تؤكد فشل المبادرة أوضح حبيب أن هذه المبادرة وغُيرها محكومة بأمور ثلاثة، بداية هل هناك إرادة حقيقية ورضا وقبول لدى القيادات لتحقيق ذلك، مرورًا بسؤال آخر حول الظروف والمناخ المحيط، وما إذا كانت الأجواء مهيئة بالداخل والخارج؛ لإجراء انتخابات داخلية، وإفراز قيادات تصلح لما اُختيرت له . تابع: "الأمر الثالث وهو أن الانتخابات دائمًا ما تحتاج إلى ترتيب وإعداد، ومعرفة بالشخصيات التي يمكن أن يُدفع بها إلى مراكز قيادية معينة، وسط وجود قيادات إخوانية ليسوا على هوى الجماعة، وهذه المبادرة هي حرص من قبل القرضاوي، لا يقابله أي استجابه من قبل قيادات الإخوان بالداخل". ويسترجع حبيب مشهدًا عاصفًا سبق أن عاش تفاصيله، خلال انتخابات عضوية مكتب الإرشاد في أبريل 2008، حين حاول المرشد العام آنذاك، محمد مهدي عاكف، الدفع بالدكتور عصام العريان في الانتخابات التكميلية لعضوية المكتب، لكنه فوجئ بمعارضة شديدة له من قبل قادة الإرشاد "الذين يكرهونه كراهية التحريم"، على حد تعبيره. في تلك الآونة استشاط القرضاوي غضبًا، في الوقت الذي كان يضم خلاله مكتب الإرشاد "الموقوذة والمُتردية والنطيحة"، بحسب وصف حبيب، الذي عقب: "فأعدموه هجومًا على صفحات الجرائد، وكذلك اليوم لا يعيرونه أدنى اهتمام". يذكر أن "القرضاوي"، قد دعا إخوان مصر للالتزام بما سمّاه "المسار الثوري السلمي"، المقرر والمعتمد من قبل مؤسسات الجماعة وقيادتها، بالتنسيق مع القوى الوطنية والتمسك بوحدة الصف، واجتماع الكلمة، والعمل من أجل تحقيق أهداف الجماعة وتعزيز أدائها، ورأب الصدع الواقع بين أبنائها والتوقف عن التراشق الإعلامي، وعدم إصدار بيانات وقرارات من شأنها تأجيج المشاعر وتعميق الانقسام، وأن يكونوا على قدر المسؤولية في نصرة إخوانهم، ومدافعة عدوهم لمواجهة التحديات الكبيرة التي تشهدها مصر والمنطقة من حولها.