بعد يوم من الاعتداء على جندى بريطانى خارج الخدمة فى لندن من قبل مهاجمين باستخدام ساطور، قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إن بريطانيا ستكون حازمة تماما فى مواجهة الإرهاب وإن الهجمات المتطرفة ستقرب البريطانيين من بعضهم، على حد قوله عقب اجتماع لجنة الطوارئ «كوبرا»، التى تضم وزراء وعددا من المسؤولين الأمنيين رفيعى المستوى، وتنعقد فى أثناء المخاطر الأمنية الكبيرة. كاميرون أضاف: «الأشخاص الذين قاموا بذلك كانوا يحاولون تقسيمنا. ينبغى أن يعلموا أن شيئا كهذا سيوحدنا ويجعلنا أقوى». متابعا: «لن نستسلم أبدا إلى الرعب والإرهاب بأى شكل من الأشكال. وجهة النظر هذه يتبناها كل مجتمع فى بلدنا. لم يكن هذا هجوما على بريطانيا والحياة البريطانية فقط؛ بل إنها أيضا خيانة للإسلام والمجتمعات الإسلامية التى منحت كثيرا لبلدنا. لا يوجد مبرر لهذا الفعل المروع فى الإسلام». وطالب رئيس الوزراء البريطانى البريطانيين بالاستجابة للهجوم عن طريق العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية. من جانبه رفض بوريس جونسون، عمدة لندن، ربط الحادثة بالسياسة الخارجية البريطانية أو بتصرفات الجيش البريطانى الذى كان حليفا قريبا للولايات المتحدة فى العراق وأفغانستان. ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» مساء الأربعاء أن مسؤولى الأمن البريطانيين تعرفوا على أحد المشتبه بهم بأنه من أصل نيجيرى. بينما أفادت تقارير إخبارية بريطانية أنه لم يتضح ما إذا كان الرجلان تابعين لجماعة بوكو حرام النيجيرية ذات الصلة بتنظيم القاعدة. وأصدر مجلس مسلمى بريطانيا بيانا جاء فيه أنه لا يوجد مبرر لعملية القتل هذه. ووصف المجلس الحادثة ب«البربرية التى لا علاقة لها بالإسلام»، وأن الأغلبية العظمى من مسلمى بريطانيا تكن التقدير للقوات المسلحة البريطانية لما تقوم به. صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قالت إن الهجوم يثير مخاوف جديدة من الإرهاب. مضيفة أن بريطانيا عانت فى السنوات الأخيرة من مؤامرات إرهابية إسلامية، أكثر من أى دولة أخرى فى شمال أوروبا، وأنها عملت بدأب لتجنب وقوع مزيد. عقب وقوع الهجوم، حاولت امرأة وصفتها الصحافة العالمية ب«الشجاعة والبطلة» ومدحها كاميرون، التحدث مع المعتدين وتهدئتهما قبل وصول الشرطة. فى أثناء محاولة السيدة مساعدة الضحية الذى كان نبضه قد توقف، اقترب منها أحد المهاجمين وفى يده ساطور وفى الأخرى مسدس، وحذرها أن تبتعد عن الجثة. فى تصريح ل«الجارديان» البريطانية، قالت: «طلبت منه معرفة سبب قيامهما بذلك. فأجابنى لقد قتلت الرجل لأنه جندى بريطانى قتل نساء وأطفال مسلمين فى العراق وأفغانستان. كان غاضبا من وجود الجيش البريطانى هناك».