«الصراع على التورتة بدأ مبكرا بين الجهاديين فى سوريا»، هذا ما استهلت صحيفة «الدايلى تليجراف» البريطانية تقريرها، الذى كشفت فيه عن انقسامات واسعة فى «جبهة النصرة» ذات المرجعية السلفية الجهادية التى تقاتل ضد قوات بشار الأسد. وقالت الصحيفة البريطانية إن قيادات فى جبهة النصرة أبلغت مراسليها أنهم انسحبوا من خط المواجهة ضد قوات الأسد فى مدينة حلب، شمال سوريا، بسبب موالاة زعيمهم، أبو محمد الجولانى، التام لتنظيم القاعدة. بينما قالت «الدايلى تليجراف» إن الانسحابات يبدو أنها ليست لأسباب أيديولوجية بحتة، بل لأنهم سينضمون إلى ميليشيات أخرى منافسة أكثر تمويلا وتنظيما من «جبهة النصرة». وأشارت الصحيفة إلى أن هناك الآن منافسة واضحة بين جبهة النصرة، وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» على السيطرة على الأراضى المحررة، حتى إنها وصلت إلى نشوب معارك فى ما بينهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه فى حقيقة إن «دولة العراق والشام الإسلامية» ورئيسه أبو بكر البغدادى، هم أيضا تابعون للقاعدة، بل ويمكن أن يكون أكثر تشددا من الجولانى، فالكثير من أعضاء «جبهة النصرة» يعتبرون أن البغدادى شخصية قاسية غرضه الوحيد هو تطهير سوريا من الشيعة والعلويين وإقامة الخلافة الإسلامية. وأشهر المنشقين عن جبهة النصرة كان عبد العزيز أبو جمعة آل سلامة، الذى يقود أقوى وأكبر لواء فى حلب، ويدعى لواء «التوحيد»، ويضم أكثر من 120 مقاتلا لهم خبرة واسعة فى المعارك. أما على الجانب العسكرى، فتلك الانشقاقات أدت بطبيعة الحال لتوقف أى تقدم للمعارضة فى جميع أنحاء شمال سوريا، بل وانحسار الأماكن التى يسيطرون عليها، أمام هجمات القوات النظامية المتكررة، التى كان آخرها السيطرة على مدينة القصير، التى رد عليها الجيش السورى الحر بهجوم على عناصر تابعة لحزب الله أدت إلى مقتل 23 عنصرا منهم صهر الأمين العام للحركة حسن نصر الله. من جانبها، قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إنه بناء على المعلومات الآتية من سوريا، نكتشف أننا أمام صراع طائفى لن ينتهى إلا بدفع اثنين من اللاعبين البارزين فى تلك الأزمة «أمريكا وروسيا» حلفائهم، من أجل الجلوس على طاولة التفاوض وإيجاد حل سلمى للأزمة، حتى يتفرغ الجميع لتلك التيارات الجهادية، التى باتت كالسرطان فى جسد سوريا العليل، وكلما زاد التجاهل كان الأمل فى الشفاء شبه منعدم.