عمالة الأطفال صارت ظاهرة منتشرة في المجتمع المصري، فبدلًا من أن يذهب الأطفال وهم في زهرة حياتهم إلى المدرسة ليتقوا تعليمهم يواجهون العناء والشقاء وجهًا لوجه في بيع حلوى "غزل البنات" في الشوارع. كما أصبح بائعي "غزل البنات" عنوان للشوارع، والأطفال الذين يبيعون تلك الحلوى كُسرت فرحتهم وظهر المرض على أجسامهم والشيخوخة المبكرة على وجوههم وملابسهم بالية متسخة في بعض الأحيان رغم أن أعمارهم السنية لا تتعدى الثانية عشر عامًا ومنهم من بلغ العشرين. ففي محافظة سوهاج إحدى محافظات الصعيد نجد عددًا من المتسربين من التعليم يلجئون لكسب أرزاقهم وقوتهم اليومي بالعمل المستمر وخاصة في بيع حلوى "غزل البنات" فهم يجوبون الشوارع والقرى من أجل جنهيات معدودة تسد حاجتهم اليومية. "التحرير" اقتربت من بائع لغزل البنات يدعى إبراهيم الطهطاوي للتعرف عليهم عن قرب فوجدت الحزن يملؤه على حاله، حيث قال إن "الفقر وضيق العيش في الأسرة هو ما كان الدافع الأساسي للخروج للشارع كل صباح من أجل بيع حلوى غزل البنات والعودة للمنزل مع آذان المغرب حاملًا معه بعض النقود حصيلة ما تم بيعه بعدما تكون قد أنهكت قواه في الشوارع والحارات هنا وهناك". وأشار الطهطاوي، إلى أنه اضطر لترك التعليم من أجل هذة المهنة التي تأخذ كل وقته اليومي، موضحاً أنه يسعى جاهدًا للمشاركة في المصروف اليومي لأسرته الفقيرة المكونة من 5 أفراد. وأضاف البائع أنه أمتهن هذه المهنة لأنها مهنة بسيطة لا تحتاج لمجهود ومربحة نوعًا ما، وكل ما تحتاجه هو بذل مجهود كبير في الشوارع والمناداة على الحلوى من أجل كسب الرزق ولا يهم أن كان الجو حارًا أو باردًا. وأكد الطهطاوي أن عددًا من البائعين أمثاله يعتبرونها أنها مهنة شريفة وتحفظ الكرامة نوعا ما، لهم لأن بقية المهن في وجهة نظرهم أصحابها يعاملون من مثلهم في ذات سنهم العمري معاملة سيئة وقاسية تهدر من كرامتهم، قائلا "لو أن أحوال أسرتي كانت أفضل من ذلك ما لجأت بأي حال من الأحوال للنزول للشوارع وبيع حلوى غزل البنات وترك التعليم". * بائع غزل البنات * 4 * 13 * 2 (1) * 6 * 12 * 1