يسير في شوارع أسيوط نافخًا في مزمار غزل البنات الشهير، ليعلم الأطفال بوجوده تحت حرارة الشمس القاتلة، التي تتجاوز 45 درجة، ليساعد والده في زيادة دخل الأسرة، رغم أن عمره لم يتجاوز 12 عامًا، متحملًا صعوبة العمل لمواجهة ظروف الحياة الصعبة. "أحمد محمود- 12 عامًا"، طالب بالصف الأول الإعدادي، يعمل كل صيف في مهنة بائع غزل البنات، يقول: انتقل من مركز أبنوب شمال شرق أسيوط "15 كيلو متر"، إلى المدينة، لأقوم ببيع غزل البنات لأتحصل على مكسب لا يتخطى العشرين جنيه يوميًا، لمساعدة والدي الذى يعمل باليومية. ويضيف الطفل: إن حرارة الشمس الصعبة، ظروف الحياة أصعب منها، وكذلك موارد الرزق التي ضاقت على أسرتي، لي أختين في التعليم ووالدين أصغر مني، ووالدي يسعى لتوفير الحياة لنا وتعليمنا ولا يستطيع مواجهة الحياة وحده، لذلك اتحمل حرارة الشمس لأساعده على استكمال تربيتنا وتعليمنا، كما أني أوفر مصروفي اليومي بدلًا من العبء الثقيل الذي يقع عليه. وتابع "أحمد": أنا لا أصنع غزل البنات، بل يقوم صاحب مكينة بصنعه ويعطيني الكمية، وأذهب بها إلى المدينة، حيث البيع الأكثر، وأبيع الواحدة بربع جنيه حتى استطيع بيع كمية أكبر خلال اليوم، وأوفر مبلغ خمسة جنيهات يوميًا لنفسي، بالإضافة إلى تكلفة المواصلات.