اقتحام السجون وجرائم تنظيم بيت المقدس وانهيار السياحة والبورصة.. أبرز الخسائر مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير أصدر المنتدى الاستراتيجي العربي تقريرًا استند فيه إلى تقارير عالمية، أكد أن حجم خسائر دول الربيع العربي منذ اندلاع ثوراتها (2010-2014) قُدر بنحو 833.7 مليار دولار أمريكى، وبلغ حجم الضرر فى البنية التحتية للدول العربية نحو 461 مليار دولار. وكشف التقرير أن مصر كانت من أبرز الدول المتضررة من أحداث الربيع العربى، كما أطلقت عليه الدول الأوروبية، وترصد " التحرير " أبرز الأحداث الإرهابية والخسائر التى شهدها الاقتصاد المصرى عقب ثورة 25 يناير .. اقتحام السجون تعتبر أكبر قضية خيانة فى العصر الحديث، حيث تورطت عناصر إرهابية بجماعة الإخوان المسلمين ومنهم الرئيس المعزول محمد مرسى العياط ومحمد بديع "مرشد جماعة الإخوان" ونائبه محمود عزت وسعد الكتاتنى "رئيس مجلس الشعب السابق" ومحمد البلتاجى وعصام العريان وسعد الحسينى" أعضاء مكتب الارشاد "، بالإضافة إلى قيادات حزب الله اللبنانى وأعضاء التنظيم الدولى وعناصر حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى فى ارتكاب جرائم خطف ضباط الشرطة محمد الجوهرى ، شريف المعداوى و محمد حسين و أمين الشرطة وليد سعد، واحتجازهم بقطاع غزة وحمل الأسلحة الثقيلة لمقاومة النظام المصرى وارتكاب أفعال عدائية تؤدى إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها. نسبت إليهم أيضًا تهم قتل والشروع فى قتل ضباط وأفراد الشرطة، وإضرام النيران فى مبان حكومية وشرطية وتخريبها، واقتحام السجون ونهب محتوياتها من ثروة حيوانية وداجنة، والاستيلاء على ما بمخازنها من أسلحة وذخائر، وتمكين المسجونين من الهرب، بغرض منه هدم الدولة المصرية ومؤسساتها، حتى تقوم جماعة الإخوان بإعادة تقسيمها على أساس دينى، وترسيخ نظم جديدة تخدم مصالح تلك الدول الأجنبية خاصةً دولة إسرائيل، باقتطاع جزء من الأراضى المصرية بشبه جزيرة سيناء لتوطين الفلسطينيين المقيمين بقطاع غزة. وكشفت التحقيقات تسلل ما يزيد على ثمانمائة من العناصر الأجنبية المشار إليها عبر الأنفاق بسيناء إبان ثورة يناير، مستخدمين سيارات ذات دفع رباعى مدججة بالأسلحة النارية الثقيلة ومدافع جرينوف وقذائف آر بى جى أطلقوها بكثافة على المنشآت الشرطية والحكومية المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، وقتلوا العديد من ضباط الشرطة، ثم انطلقوا وفق تنظيم مسبق فى ثلاث مجموعات إلى سجون وادى النطرون وأبو زعبل والمرج، وأطلقوا الأعيرة النارية والقذائف صوب مبانيها، وتمكنوا من اقتحامها وقتلوا ما يزيد على خمسين من أفراد الشرطة والمسجونين، ثم قاموا بتهريب عناصرهم من السجون، بالإضافة إلى ما يزيد على عشرين ألف سجين جنائي، وخطف ثلاث ضباط شرطة وأحد أمنائها، ونهب وتخريب معدات الشرطة وسياراتها وأسلحتها من مخازن تلك السجون، والاستيلاء على منتجات مصانعها وثروتها الحيوانية والداجنة، وقد ترتب على تلك الوقائع الإرهابية أضرار تخطت قيمتها مئات الملايين من الجنيهات. حرق المجمع العلمى اشتعلت النيران فى المجمع العلمى مساء الجمعة 1 ديسمبر 2011 خلال أعمال عنف وشغب، تورط فيها عدد من الشباب المعتصمين بميدان التحرير، وقاموا بإشعال النيران فى المبنى مما تسبب فى وقوع خسارة ثقافية كبيرة لا تعوض، إذ التهمت النيران المجمع العلمي الذي تعتبر محتوياته كنزًا ثقافيًّا يوثق تاريخ مصر الحديث. وأتت النيران على محتويات المجمع العلمي المصري، الذي يعد إحدى أقدم المؤسسات العلمية في القاهرة والذي أنشأته الحملة الفرنسية عام 1798 بقرار من قائدها نابليون بونابرت ويطل على ميدان التحرير، الذي شهد اشتباكات بين ألوف المحتجين وقوات الجيش. ويضم المجمع العلمي عشرات الألوف من الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة، وتقول وكالة "رويترز "إن مراسلها حاول دخول المبنى لكن مواطنين وضباطًا في المكان حذروه، قائلين "إنه معرض للانهيار في أي وقت. وقالت صحيفة "الأخبار" الحكومية إن حريق المجمع العلمي أدى إلى تدمير 200 ألف كتاب نادر، أهمها كتاب "وصف مصر". تفجيرات هزت مصر تورط تنظيم أنصار بيت المقدس فى تنفيذ 51 عملية إرهابية كبرى داخل البلاد منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى، منها جرائم قتل 40 من قوات الشرطة و15 مواطنًا و348 مصابًا، من أهمها قتل المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطنى والشاهد الرئيسى في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية وقتل اللواء محمد السعيد مدير مكتب وزير الداخلية، والرائد محمد أبو شقرة الملازم أول محمد حسن، والمجند على رمضان، والمواطنة آمال محمود كامل زوجة أحد ضباط الشرطة، والمواطن محمد أبو غنيمة لسرقة سيارته عمدًا مع سبق الاصرار والترصد، وكذلك محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، والعقيد طه زكى، والعقيد طارق الطحاوى. وكان من بين هذه التفجيرات أيضًا تفجير مبانى مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء التي روعت المناطق المحيطة بها، ومحاولة تخريب الكثير من المنشآت الشرطية، ومنها مديرية أمن الإسماعيلية وقسم شرطة مدينة نصر أول، ونقطة شرطة النزهة، ومركز شرطة أبوصوير بالإسماعيلية، والأكمنة الشرطية بالتجمع الأول وباسوس والكيلو 105 بالإسماعيلية، ومسطرد وإطلاق قذائف تجاه سفينة تجارية صينية أثناء عبورها المجرى الملاحى لقناة السويس، لاستعداء دولتها ومحاولة تخريب مجرى القناة عن طريق تفجير غواصة بدائية تحمل طنًّا كاملًا من مادة "تى إن تى" شديدة الانفجار، وتفجير خط الغاز بأبى صوير وقد أسفرت تلك الجرائم عن إحداث أضرار بالممتلكات العامة بلغت قيمتها 247 مليونًا و627 ألف جنيه، وخسائر بالممتلكات الخاصة بالمواطنين قيمتها 28 مليونًا و107 آلاف جنيه. وتمكنت الأجهزة الامنية من إلقاء القبض على عدد من المتهمين فى قضية تنظيم أنصار بيت المقدس، وعددهم 200 متهم منهم 102 بالحبس الاحتياطي و98 آخرون هاربون، وتبذل قوات الأمن جهودًا مكثفة لضبطهم قبل هروبهم عبر البوابات الحدودية للبلاد. السياحة الخاسر الأكبر قالت تقاير صادرة عن غرفة السياحية إن القطاع السياحى الذى يخدم 70 صناعة مرتبطة به، خسر بسبب تراجعه منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى نهاية 2014 ما يقرب من 18 مليار دولار. وعقب تعافيه الملحوظ خلال 2015 شهدت قطاع السياحة ركودًا كبيرًا عقب أزمة سقوط الطائرة الروسية . وأكد وزير السياحة هشام زعزوع أن حجم الخسائر عقب تحطم الطائرة الروسية يقدر ب2.2 مليار جنيه مصري شهريًّا، موضحًا فى تصريحات صحفية أن الأزمة الحاصلة لها تأثير سلبي على قطاع السياحة المصري، خاصة أن السياح من روسيا وبريطانيا يمثلون 70 % من إجمالي السياح في شرم الشيخ، ما أسهم في انخفاض معدلات الأشغال في قطاع السياحة وتكبد القطاع للخسائر منذ بدء الأزمة، وما ترتب عليها من تعليق رحلات الطيران ومنع السياح من البلدين القدوم إلى شرم الشيخ . البورصة.. ورحلة انتكاسات طويلة شهدت البورصة المصرية خسائر كبيرة تجاوزت أكثر 200 مليار جنيه منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وحتى 2015 حيث تضررت البورصة بقوة، مثلها مثل كافة القطاعات الاقتصادية، وتعرضت لأكبر خسارة في تاريخها في السابع والعشرين من يناير، إذ تكبدت آنذاك نحو 40 مليار جنيه، ما دفع القائمين عليها لتعليق العمل نحو 55 يومًا، لوقف نزيف الخسائر ولم تتوقف الخسائر عن رأس المال فقط، حيث تقدّم رئيسها في ذلك الحين خالد سري صيام باستقالته من منصبه، خشية المساءلة القانونية وربطه بنظام مبارك البائد. وشهدت البورصة في الثالث والعشرين من مارس 2011 ثاني أكبر خسارة في تاريخها، وفقدت في جلسة واحدة 29.5 مليار جنيه رغم أنّ الحكومة وضعت حينها عددًا من الإجراءات للحد من خسائر السوق منها شراء الأسهم والسندات من خلال شركات الوساطة المالية فضلاً عن الدعوة لشراء وثائق صناديق الاستثمار التي تتعامل في الأسهم المدرجة في البورصة، وتخفيض وقت جلسة التداول لتبدأ من العاشرة والنصف صباحًا إلى الواحدة ظهرًا، بدلاً من الإغلاق فى الساعة الثانية والنصف فى الأحوال العادية، وإلغاء العمل بالجلسة الاستكشافية السابقة على جلسة التداول، ولكن كل ذلك لم ينقذ البورصة من خسارة تاريخية ويعدّ عام 2011 أحد أسوأ أعوام البورصة المصرية على مدار تاريخها. وكانت ثالث أكبر خسارة في تاريخ البورصة في 25 نوفمبر 2012 وفقدت البورصة حينها .4 29 مليار جنيه متأثرة بتوتر الأوضاع الأمنية وتصاعد حدة الاحتجاجات، ورغم ذلك نجحت البورصة المصرية في تحقيق ارتفاعات بنسبة اقتربت من 51% خلال 2012 وذلك على الرغم من الأزمات المتلاحقة التي شهدتها البلاد. وشهد عام 2013 الكثير من الأحداث السياسية والأمنية التي كانت المحرك الرئيسي لجميع القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها البورصة، خلال هذا العام الذى شهد سقوط حكم الإخوان المسلمين وما تبعه من أحداث شغب تخريبية، وفي الوقت الذي تعرضت فيه البورصة لخسائر كبيرة عقب أحداث 30 يونيو 2013 وعزل الرئيس محمد مرسي بعد خروج مظاهرات شعبية ضد حكم الإخوان، عادت البورصة لتسجل في أغسطس أعلى مستوى لها منذ 6 سنوات سابقة ليتجاوز رأسمالها حاجز التريليون جنيه. وخلال 2014 شهدت البورصة حالة من التذبذب الواضح في الأداء ما بين الصعود والهبوط لتتكبد البورصة بداية الأسبوع الجاري وتحديدًا في الخامس عشر من ديسمبر الجاري رابع أكبر خسارة يومية في تاريخ البورصة المصرية، والأكبر في عامين، وفقدت 21.3 مليار جنيه، متأثرة بانهيار البورصات الخليجية وتراجع أسعار النفط، ما دفع المستثمرين العرب للتخارج من السوق المصرية لتعويض خسائرهم في بلدانهم.