استمرارًا لمنهج الإخوان المسلمين ورئيسهم محمد مرسى فى التضييق على رموز الثورة ونشطائها السياسيين، ومحاولاتهم المتتالية لتكميم أفواههم وحناجرهم التى هى السبيل الوحيد لمناهضة هذا الحكم الفاشى الديكتاتورى، والتى كان آخرها احتجاز نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الدكتور عماد جاد، والكاتبة أمينة شفيق القيادية بحزب التجمع، فى مطار القاهرة، بسبب تشابه اسمَيْهما مع أشخاص مطلوب القبض عليهم. جاد اعتبر توقيفه بهذا الشكل رسالة من أمن مرسى بعودة ملاحقة رموز المعارضة ومضايقتهم فى إجراءات سفرهم للمؤتمرات التى يشاركون فيها بالخارج، مضيفا أن هذه ثانى مضايقة له فى الفترة الأخيرة بعد طلب التحقيق معه فى مجلس الشورى ونسْبِ أقوال غير صحيحة له، على أنه قالها فى البرلمان الأوروبى، وقال جاد «أنا أسافر منذ 25 سنة، والأستاذة أمينة منذ 50 سنة، وأول مرة يقال لنا أسماؤكم متشابهة مع متهمين، ولو أنا اسمى متشابه، كمان الأستاذة أمينة اسمها متشابه؟ ما هذه الصدفة؟» مؤكدا أن جاد طالب أمن المطار بأن يعطوهما الأسماء المتشابهة، لكنهم رفضوا وأطلقوا سراحنا، قائلا «أعتقد أن ذلك سوف يتكرر كثيرا فى الفترة المقبلة». وعن ملابسات ما حدث، قال جاد إنه فوجئ فى أثناء عودته من مؤتمر «بناء الدولة الحديثة فى إطار الحراك العربى» فى بيروت، ووقوفه فى طابور الجوازات بطلب الضابط منه مراجعة مكتب الأمن، لأن هناك تشابها بين اسمه واسم أحد المتهمين المطلوب القبض عليه، وهو نفس ما قاله أيضا للكاتبة أمينة شفيق، مضيفا «أوقفونا فى مكتب الأمن لمدة الساعة إلا الربع، بحجة التأكد من صحة الأسماء، حتى تم إطلاق سراحهما بعدها». الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أصدر بيانا استهجن فيه ما وصفه بعودة ممارسات النظام السابق والتعرض لرموز المعارضة فى مصر، مؤكدا أن هذه الأساليب لن تنجح فى حماية حكم الرئيس مرسى وعشيرته مثلما لم تنجح فى حماية حسنى مبارك وزبانيته، وأشار إلى أن كل أعضائه وقياداته مستمرون فى النضال من أجل استكمال مهام الثورة وإقامة دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومحاكمة كل من أجرم فى حق هذا الشعب، مختتما بيانه «بأن تلك الممارسات الطفولية لن تنال من عزائمنا أو تثبط من هممنا». بينما قالت الكاتب الصحفية أمينة شفيق، إنها فوجئت فى أثناء إنهاء إجراءات الوصول بمطار القاهرة الدولى بأحد الضباط يطلب منها الانتظار ويطلب منها الانتقال إلى شباك آخر غير الشباك الذى يتم فيه إنهاء إجراءات جميع العائدين، وأضافت أنها ذهبت إلى الشباك وطلبوا منها الانتظار، وقالوا لها إن هناك تشابها فى الأسماء وبعدها أنهوا إجراءات السفر. وأضافت شفيق أنها تسافر على مدار 50 عاما ولم يحدث معها هذا الموقف أبدا سواء فى مطار القاهرة أو أى مطار دولى آخر، وتساءلت: «لماذا حدث ذلك الأمر معى ومع الدكتور عماد جاد تحديدا؟ هل لأننا معارضون للنظام الحاكم؟». وأشارت إلى أن الأزمة استغرقت دقائق معدودة، ولكنها كانت رسالة واضحة للمعارضين. يذكر أن الدكتور سعد عمارة وكيل لجنة الأمن القومى فى مجلس الشورى، وأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، كان قد وجه اتهاما للدكتور عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى للعلاقات الخارجية منذ ما يقرب من شهر، نسب له فيه القول أمام البرلمان الأوروبى إن الأقباط يتعرضون إلى الاضطهاد فى مصر، وإنه دعا إلى التدخل العسكرى فى مصر لإنقاذ الأقباط، ورغم نفْى جاد الواقعة، فإن عمارة قام باستدعائه للمثول أمام لجنة الأمن القومى بمجلس الشورى للتحقيق معه فى ما نسبته اللجنة إليه من اتهامات بالسعى لقلب نظام الحكم وإحداث الفوضى والاستقواء بالخارج، وهو ما جعل جاد يرفض المثول للتحقيق أمام لجنة «الشورى» وقتها.