الصحيفة: بريطانيا تعتمد على بناء تحالفات مع فصائل عراقية وسورية «واهية» لمحاربة التنظيم أاثارت صحيفة الإندبندنت البريطانية عدة تساؤلات حول خطة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالحرب ضد داعش، مشيرة إلى أن كاميرون يريد دخول حرب ضد التنظيم ولم يشرح كيف ستفوز بريطانيا أو أي دولة أخرى في هذه الحرب. وأضافت الصحيفة، "الآن بعد 18 شهرًا من سقوط الموصل في يد داعش، لايزال قادة العالم يقللون من قوة التنظيم السياسية والعسكرية"، حيث قال كاميرون: إن "الأعمال العسكرية التي ستقوم بها الولاياتالمتحدةوبريطانيا وبعض الدول الأخرى تسعى للحط من قدرات داعش، وبذلك يتسنى للقوات العراقية تأمين العراق، وتتمكن القوات السورية المعتدلة من هزيمة التنظيم على الأراضي التي يتحكم بها". وأشارت إلى أنه منذ أن هزمت القوات العراقية على يد داعش، وهي تعاني من ضعف الروح المعنوية ولديهم صعوبة في إعادة التجنيد، وفي سوريا علينا النظر إلى 70 ألف مقاتل "معتدل"، كما ذكر كاميرون في جلسة مجلس العموم، في الوقت الذي لم يسمع أي شخص عن مقاتلين معتدلين بسوريا -بحسب وصف الصحيفة. ورأت الإندبندنت أن داعش لن تهزم بهذه الجيوش الواهية والتي من المفترض أن تصبح حلفاء بريطانيا في العراقوسوريا، فهي بنفس الضعف الذي كانت عليه عند حرب العراق في 2003، وفي أفغانستان في وقت لاحق، مشيرة إلى أنه في كلتا الحالتين كانت بريطانيا شريك رئيسي في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة والذي تظاهر بأن له حلفاء محليين، ولكن على أرض الواقع، كان أولئك الحلفاء ضعاف جدًا للمشاركة. وتساءلت الصحيفة، هل هذا يهم كثيرًا؟ فالمساهمة العسكرية البريطانية في العراق ضعيفة جدًا، حيث قادت 360 ضربة جوية فقط من أصل 5432 ضربة، وتقريبًا نفس العدد في سوريا، فمنذ الصيف الماضي وسَّع تنظيم داعش من استراتيجيته، بعد أن استغرق فترة طويلة في العراقيين من غير السنة، واتجه لبقية العالم وقاد تفجيرات في أنقرة وشرم الشيخ وبيروت وباريس. وتابعت، "بعد أن نجح داعش في إظهار قوته للعالم أجمع والاستحواذ على صفحات التقارير العالمية، هناك احتمال كبير بأن يشن هجومه على المواطنين البريطانيين ردًا على المشاركة في الحرب السورية". ورأت الصحيفة أن هذا الاحتمال لا يجب أن يؤثر على قرارات بريطانيا فيما يتعلق بما يجب أن تقوم به في سورياوالعراق، ولكن ينبغي أن لا يشكل هذا الانتقام مفاجأة، فالشرق الأوسط لايزال ينظر لبريطانيا على أنها قوى عظمى، وبغض النظر عن وضعها الفعلي -والكلام للصحيفة- فإن داعش ربما يعرب عن فرحه لأنه قد انضم إلى قائمة أعداءها منذ أن علم أن ضرباتها الجوية لا تضيف كثيرًا للهجمات التي يواجهها. ونوهت الصحيفة إلى أن تأثير داعش لا يقاس فقط بمستوى الدعاية، ولكن في تشكيل العلاقات بين الدول، حيث تنبهت بولندا ودول البلطيق فجأة إلى أن الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية أصبحت أكثر اهتمامًا بإيجاد طريقة للتعاون مع روسيا بخصوص سوريا بدلاً من معارضتها على أفعالها بأوكرانيا. ولفتت إلى أنه منذ هجمات باريس، لا يبدو تنظيم داعش وكأنه تحت ضغط لا يستطيع تحمله، فكلا من روسيا ونقادها صوروا لأسباب مختلفة التدخل الروسي في سوريا بشكل أوسع مما هو عليه حقًا. وأضافت، "تصوير التدخل الإيراني في سوريا مبالغ به أيضًا من جانبها ومن جانب أعداءها، حيث قال البنتاجون: إن "هناك أقل من 2000 جندي إيراني في سوريا و1000 فقط في العراق". وأشارت إلى أن سياسة الحرب في سوريا معقدة جدًا، ولا مفر من سقوط بريطانيا في هذا المستنقع، فجميع الشعب البريطاني الآن يتفق أنه لا يوجد داع لإرسال قوات برية بريطانية لحرب داعش، وعلى الرغم من هذا ربما قد يتغير ذلك بين عشية وضحاها إذا تكررت مجزرة باريس بلندن. واختتمت الصحيفة أن بريطانياوالولاياتالمتحدة وفرنسا في الوقت الذي يحاربون فيه المتشددين من السنة مثل جبهة النصرة وداعش، يحتفظون بعلاقات جيدة مع باقي الدول السنية الرئيسية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وتركيا، وهو نفس النمط الذي كانت تسير عليه الولاياتالمتحدة في حربها ضد "الإرهاب" عقب أحداث 11 سبتمبر، حيث تجنبت المواجهة مع المملكة العربية السعودية وباكستان.