يحتفل عدد من الدول حول العالم في آخر جمعة في شهر نوفمبر ب"الجمعة السوداء Black Friday" وهو اليوم الذي تجري فيه المتاجر خصومات كبيرة على مبيعاتها من البضائع والهدايا احتفالا ببداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد. ودخلت مصر هذا العام ضمن الدول المحتلفة بهذا الموسم البيعي، ال"Black Friday"، والذي حوله عدد من المواقع الإليكترونية ل"White Friday"، ربما ليلائم طبيعة المواطنين المصريين الذين يمثل اللون الأسود لشريحة كبيرة منهم نذير شؤم. ماذا يعني ال"Black Friday" للمشترين؟ وفيما تطلق المتاجر على هذا اليوم "الجمعة السوداء" بعتبره مشترين بالفعل "الجمعة البيضاء"، حيث قالت شيماء طالبة في السنة الثالثة بكلية الألسن ل"التحرير" إن المتاجر التي تشتري منها دائما الأحذية والملابس أجرت خصومات اليوم تتراوح بين 30 : 70% بمناسبة هذا اليوم، ما وصفته بفرصة "جامدة" للشراء. وتقول سماح أم لطفلين إن سلسلة محلات لعب الأطفال التي تشتري منها دائمًا لتوأميها "علي وكرمة" أجرت خصومات نسبتها 20% على الألعاب هذا اليوم، ما مكنها من شراء هدايا ستدخرها لهما حتى عيد ميلادهما فبراير المقبل. وأجرى موقع إليكتروني "سوق دوت كوم"، صاحب حملة إعلانية تلفزيونية ل"White Friday"، تخفضيات على السلع الخاصة به من الأربعاء 25 نوفمبر إلى السبت 28 نوفمبر تتراوح بين 45 : 70%. فيما كانت أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف المحمولة الأكثر طلبا من رواد الموقع. كيف تحقق استفادة قصوى من ال"Black Friday" نشرت مجلة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية تقريرًا شمل عددًا من النصائح للمتسوقين في الجمعة السوداء من بينها، ضرورة وضع قائمة بالمشتريات التي يرغب المتسوق في شرائها مع تحديد الأماكن التي تتيح هذه المنتجات، مع تحري أفضل العروض للسلع المرغوبة، خاصة الأدواء الإليكترونية، والأثاث، وكذلك وضع ميزانية محددة لعملية الشراء. ومن بين النصائح أيضًا مقارنة الأسعار والخصومات المطروحة عبر المواقع الإليكترونية للحصول على أفضل الأسعار، وكذلك شروط البيع والمرتجعات، وعدم إهدار الأموال على شراء إكسسوارات للأجهزة الإليكترونية كشواحن الهواتف المحمولة، والكمبيوتر المحمول. عدم الانسياق وراء العروض والتخفيضات التي تتم أحيانا على سلع راكدة ترغب المتاجر والمواقع الإليكترونية في تصريفها خلال هذا اليوم. وأخيرًا عدم تبديد الأموال على شراء لعب الأطفال لأنها عادة ما تكون أسعارها متعادلة تقريبا وقت ال"Black Friday"، أو باقي أيام العام. من أين أتت الجمعة السوداء؟ يوجد روايتان حول تسمية الجمعة الأخيرة في نوفمبر ب "Black Friday": الأولى، ترجع إلى الأزمة المالية بالولاياتالمتحدة والتي زلزلت الاقتصاد الأمريكي بشدة، ما أدى إلى كساد البضائع وركود حركة البيع والشراء، ما دفع المتاجر الأمريكية إلى إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لتنشيط حركة البيع، والتخلص من هذا المخزون السلعي الضخم، ومن ثم تحول الأمر إلى تقليد في الولاياتالمتحدة تقوم خلاله المتاجر بإجراء تخفيضات تصل إلى 90% على منتجاتها خلال هذا اليوم، وينتهي الأمر في اليوم التالي مباشرة. الثانية، أعطتها شرطة فيلادفيا عام 1960، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات خلال هذا اليوم المشهور ب"التسوق" لوصف الفوضى والازدحامات في حركة المرور من مشاة وسيارات والحوادث الناشئة نتيجة ذلك. وتتوافق آخر جمعة في شهر نوفمبر مع بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد في الولاياتالمتحدة، المبتكرة الأولى لهذا اليوم، إلا أن عدد كبير من الدول حول العالم تحتفل حاليا بهذا اليوم، منها مصر، وبعض الدول العربية، وبريطانيا، كندا، المكسيك، رومانيا، الهند، فرنسا، النرويج، أستراليا.