الغارة الإسرائيلية تفضح تناقض المجتمع الدولى الغارة الإسرائيلية الجبانة التى أضاءت سماء العاصمة السورية دمشق، نزعت ورقة التوت عن أشياء كثيرة فى النزاع الدائر فى سوريا، فقد فضحت ازدواجية ما يسمى بالمجتمع الدولى، وبخاصة الولاياتالمتحدة التى ملأت الدنيا ضجيجا بحديثها عن الدور التى تلعبه إيران فى الصراع الدائر، كما أنها أزالت أى قدر من الشك بأن الحرب الأهلية فى سوريا تحولت إلى حرب «إقليمية» بكل ما تحمله الكلمة من معان، وبعنوان «التدخل الذى يعنى أننا كلنا متورطون الآن»، كتب الصحفى البريطانى المخضرم روبرت فى صحيفة «الإندبندنت» يقول «أضاءت غارة إسرائيلية أخرى سماء العاصمة السورية دمشق و(بجرأة) كما يقول مؤيدو التدخل الإسرائيلى»، مضيفا: هذه هى الغارة الثانية خلال اليومين الماضيين والقصة هى شبيهة بسابقاتها، ألا وهى منع وصول شحنة أسلحة إيرانية الصنع -تضم صواريخ «فاتح 110»- من الجانب السورى الى أيدى حزب الله فى لبنان، وذلك وفقا لمصادر استخباراتية غربية. وتساءل فيسك فى مقاله عن الأسباب التى تدفع النظام السورى الذى يصارع للبقاء إلى إرسال أسلحة متطورة إلى خارج البلاد؟ ويشير الكاتب الكبير إلى أن مدى صواريخ «فاتح 110» يصل إلى 250 كيلومترا، وبإمكانها الوصول إلى تل أبيب إذا أطلقت من جنوب لبنان، موضحا أنه بتدمير هذه الصواريخ تكون إسرائيل قد ساعدت مسلحى المعارضة السورية على تنحية الرئيس السورى بشار الأسد، خصوصا أن الجيش السورى استخدم هذه الصواريخ ضدها. ويقول فيسك بوضوح إن «إسرائيل التى تصنف نفسها كدولة غربية هى أفضل صديق للولايات المتحدةالأمريكية وأفضل حليف عسكرى لها فى الشرق الأوسط، مما يعنى أننا متورطون فى هذه الحرب وبشكل مباشر». كما شكك بأن تندد الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا بالغارات الإسرائيلية على سوريا، مشيرا «على الأرجح، قال أوباما لهيج خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن إسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها، الأمر الذى يعنى الموافقة الضمنية على هذه الغارات». وختم فيسك قائلا «الإيرانيون متهمون بالتدخل فى سوريا، وهذا الأمر صحيح، إنما ليس بالتصور الذى فى خيالنا، كما أن قطر والسعودية متورطتان بمد المعارضة المسلحة بالأسلحة، والآن الإسرائيليون انضموا إلى هذه القائمة كما «أننا متورطون عسكريا فى سوريا الآن». وتحدثت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن حرب إقليمية باتت واضحة الآن، بعد الغارة الإسرائيلية، تتدخل فيها أطراف عدة، ومن الواضح أن إسرائيل تراهن على أن سوريا وحزب الله لن يردا على هذه الغارات، وتعرف أن الأسد مشغول بقصف أبناء شعبه بالقذائف، كما أن حزب الله ليس مستعدا لخوض حرب أخرى مع إسرائيل، موضحة أنه «من السهل البدء بخطوة أولى فى منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه ليس من السهل معرفة نهايتها».