طغى الشأن السوري على افتتاحيات وتحليلات الصحف البريطانية صباح الاثنين، وتعمقت هذه المقالات بتداعيات الغارة الجوية الإسرائيلية على سوريا وتأثيرها على المنطقة، إضافة إلى التزام نتنياهو بالخطوط "الحمراء"، وشهادات من سجناء في غوانتانامو. ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً افتتاحياً بعنوان "الحرب الأهلية في سوريا تتحول إلى أزمة إقليمية". وقالت الصحيفة إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أكد أخيراً وللمرة الأولى أن عناصر من حزبه يقاتلون إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد كما حذر نصر الله من تعرض مقام السيدة زينب الذي يقع جنوبيدمشق إلى أي أضرار من قبل السنة، منبهاً الى أن ذلك قد يؤدي إلى "عواقب خطيرة". وأضافت الصحيفة "يتدفق العديد من المقاتلين الشيعة القادمين من العراق ولبنان إلى سوريا لحماية المقام بعد تدنيس قبر شيعي (حجر بن عدي الكندي - أحد صحابة النبي محمد) في شمال العاصمة السورية". ورأت الصحيفة انه من الواضح الآن تورط كل من إيران وميليشيا حزب الله بالصراع الدائر في سوريا، مشيرة إلى أن إسرائيل شنت غارات جوية على سوريا خلال أسبوع واحد لمنع حزب الله من امتلاك صواريخ ايرانية الصنع. وأشار المقال إلى أن "إسرائيل تراهن على أن سوريا وحزب الله لن يردا على هذه الغارات، لأن الأسد مشغول بقصف أبناء شعبه بالقذائف، كما أن حزب الله ليس مستعداً لخوض حرب أخرى مع إسرائيل"، موضحة أنه "من السهل البدء بخطوة أولى في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه ليس من السهل معرفة نهايتها". وقالت الصحيفة إن "قيام إسرائيل بهذه الخطوة يعتبر تضحية كبيرة بالسلام على حدودها الشمالية الذي أمتد زهاء 40 عاماً"، مشيرة إلى أن إيران قالت أمس أنها مستعدة لخطوة أكبر من مجرد تزويد الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة والذخائر، وذلك رداً على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا". الخطوط الحمراء ونطالع في الصحيفة ذاتها مقالاً تحليلاً لمراسل الصحيفة أيان بلاك بعنوان،"نتنياهو يلتزم بالخطوط الحمراء". وقال بلاك إن "الأزمة السورية تستقطب اهتماماً دولياً لا سيما إن كان هناك طرف خارجي متورط في الصراع الدائر وعلى الأخص إسرائيل". وأضاف المراسل "وصفت سوريا الغارات الإسرائيلية الأخيرة على أراضيها بأنها إعلان حرب، إلا أن إسرائيل، وفق البعض، أرادت حماية أمنها الوطني الذي يعتبر من الخطوط الحمراء بغض النظر عن تداعيات هذا الأمر"، موضحاً "لا شك أن الغارات الإسرائيلية على دمشق خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت بهدف منع حصول حزب الله - الحليف الإيراني - على صواريخ إيرانية متطورة". وأشار بلاك إلى أن "سوريا توعدت بالانتقام سابقاً، إلا أنها فشلت بتحقيق ذلك لا سيما بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركز جمرايا في يناير". ونشرت صحيفة الاندبندنت مقالاً تحليلياً لمراسل الصحيفة روبرت فيسك بعنوان" التدخل الذي يعني أننا كلنا متورطون الآن". وقال فيسك "أضاءت غارة إسرائيلية أخرى سماء العاصمة السورية دمشق و"بجرأة" كما يقول مؤيدو التدخل الاسرائيلي"، مضيفاً "هذه هي الغارة الثانية خلال اليومين الماضيين والقصة هي شبيهة بسابقاتها ألا وهي منع وصول شحنة أسلحة إيرانية الصنع- تضم صواريخ "فاتح 110"- من الجانب السوري الى أيدي حزب الله في لبنان، وذلك وفقاً لمصادر استخباراتية غربية. وتساءل فيسك في مقاله عن الأسباب التي تدفع النظام السوري الذي يصارع للبقاء إلى إرسال أسلحة متطورة إلى خارج البلاد؟ وأضاف فيسك " يصل مدى صواريخ "فاتح 110" حوالي 250 كيلومتراً، وبإمكانها الوصول الى تل أبيب إذا أطلقت من جنوب لبنان"، موضحاً أنه بتدمير هذه الصواريخ، تكون إسرائيل قد ساعدت مسلحي المعارضة السورية على تنحية الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصا أن الجيش السوري استخدم هذه الصواريخ ضدها. وأشار فيسك إلى أن "إسرائيل التي تصنف نفسها كدولة أجنبية - هي أفضل صديق للولايات المتحدةالأمريكية وأفضل حليف عسكري لها في الشرق الأوسط، ما يعني أننا متورطون في هذه الحرب وبشكل مباشر". وشكك فيسك بأن تندد الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا بالغارات الإسرائيلية على سوريا، مشيراً "على الأرجح، قال أوباما لهيغ خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن إسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها، الأمر الذي يعني الموافقة الضمنية على هذه الغارات". وختم فيسك قائلاً "الإيرانيون متهمون بالتدخل في سوريا، وهذا الأمر صحيح، إنما ليس بالتصور الذي في خيالنا، كما ان قطر والسعودية متورطان بمد المعارضة المسلحة بالأسلحة، والآن الاسرائيليون إنضموا الى هذه القائمة كما "أننا متورطون عسكرياً في سوريا الآن". غوانتانامو ونشرت الصحيفة في تقرير خاص أعده تيري جودو بعنوان "داخل غوانتانامو"، وقال جودو إن سجن غوانتانامو يعتبر أزمة كبيرة في تاريخ مراكز الاعتقال، مضيفاً "يضرب العديد من السجناء عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم اللا إنسانية". وأضاف جودو "إستطعنا تسريب شهادات لبعض المعتقلين الذي وصفوا أوضاعهم داخل سجن غوانتانامو، ومعاناتهم خلال إضرابهم عن الطعام". موضحاً "أن الشهادات التي حصلت عليها أخيراً، تؤكد أن نحو مئة سجين في غوانتانامو يقبعون في زنازين اسمنتية وينامون على الأرض، كما أنهم جردوا من ممتلكاتهم الخاصة وليس لديهم الحد الأدنى الأساسي للحياة مثل الفراش أو الصابون، كما ان سجانيهم عادة ما يدقون على أبواب زنازينهم ويأمرونهم إما بتحريك أيديهم أو أرجلهم ليتأكدوا من أنهم ما زالوا على قيد الحياة. وقال السجين الكويتي فايز الكنداري من محبسه "يجبر نحو 23 من السجناء المضربين عن الطعام على تناول الطعام بالقوة عن طريق الأنف مرتين في اليوم، وعادة ما تقيد أيديهم وأرجلهم إلى الكراسي التي يجلسون عليها"، مضيفاً "إنه إجراء بشع حيث يتقيأ العديد من السجناء كما تنساب الدماء من أنوفهم". وأضاف الكنداري "لا يسمحون لنا لا بالعيش بسلام، أو الموت بسلام"، مشيراً الى أن "حالة نحو 4 من السجناء المضربين عن الطعام الصحية حرجة"؛ والكنداري يقبع في سجن غوانتانامو منذ 11 عاماً ومن دون محاكمة. من جهته، قال السجين أمير44 عاماً عن طريق محاميه "من الممكن أن أموت هنا في غوانتانامو، ولا أتمنى ذلك، وفي حال مت هنا،أرجوك أبلغ أطفالي أنني أحبهم أكثر من أي شيء آخر، إلا أنني أردت الاحتجاج على مبدأ يقضي بعدم احتجاز الأفراد من دون محاكمة، خصوصا إذا تمت تبرئتهم وحكم عليهم بالإفراج". ويصف السجين المغربي يونس شيككوري كيف ينام على أرضية من الإسمنت وكيف يستخدم حذاءه كوسادة لينام عليها، فضلاً عن أن التبريد في الغرفة يكون بارداً جداً، وكيف يعمل السجانون على إيقاظهم ليلاً للاستحمام"، مشيراً إلى أنهم "يعاملون كالحيوانات".