معدلات التضخم المخيفة، التى وصلت لها أسعار السلع الغذائية بمصر، وفق تقدير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن شهر مارس الماضى، دفعت للبحث عن حلول يمكن أن تنقذ المستهلك من براثن الارتفاعات المتكررة والمتتالية لأسعار السلع خلال العام المالى الجارى. المجمعات الاستهلاكية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة الاستثمار، والمنتشرة فى مناطق مختلفة على مستوى المحافظات، لعبت فى الماضى دورا هاما فى ضبط أسعار السلع فى الأسواق، وقد تكون أحد الحلول المطروحة حاليا، وإن كان واقع هذه المجمعات حاليا يثبت العكس. سكرتير شعبة المواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية عماد عابدين قال «أزمة المجمعات الاستهلاكية تكمن فى عدم وجود دعاية كافية، كما أنها ما زالت تدار بأساليب بدائية، ولم تقم بتطوير نفسها وأساليب عرضها للسلع مثلما تفعل سلاسل السوبر ماركت الكبرى، ولذلك قل إقبال المواطنين عليها، فثلاجات العرض وأرفف السلع ما زالت بدائية لا تشجع المواطن على الشراء من المجمع، وإذا تداركت المجمعات الاستهلاكية هذه العيوب فمن الممكن أن تنافس السلاسل الكبرى، خصوصا أن لديها الكثير من السلع ذات الجودة العالية». عابدين أضاف «سلاسل السوبر ماركت الكبرى لديها الكثير من السلع المختلفة، على عكس المجمعات الاستهلاكية التى تعرض سلعا محدودة، كما أنها تقدم الكثير من العروض التى تجعل فارق السعر بينها وبين المجمعات الاستهلاكية ضئيلًا» مضيفا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية قامت بإطلاق حملة (أفضل منتج لأكرم شعب) لتوفير 20 سلعة غذائية أساسية فى منافذ البيع المتنقلة والمجمعات الاستهلاكية، وإذا استمرت الوزارة فى هذه السياسة ستنشط عمل المجمعات الاستهلاكية وسيساعد ذلك على تقليل معدلات التضخم، خصوصا أن الشركات الخاصة بدورها ستضطر لتخفيض أسعارها لمنافسة أسعار المجمعات». لكن لرئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الاستهلاكية عرفة حمودة رأيا مختلفا، إذ يقول «المجمعات الاستهلاكية لا يمكنها أن تقلل من معدلات التضخم بشكل كبير كما يدعى البعض، خصوصا أن فارق السعر بينها وبين السلاسل الخاصة ضئيل نتيجة لتحملها تكاليف المرتبات والحوافز، ولذلك يصبح كيلو السكر فى المجمعات الاستهلاكية ب4.5 جنيه، فى حين يباع فى المحلات الخارجية بخمسة جنيهات وهو فارق ضئيل تعوضه سلاسل السوبر ماركت الكبرى فى العروض التى تقدمها لروادها، إضافة إلى أن عدد المجمعات الاستهلاكية قليل فهناك مناطق كبيرة محرومة من هذه المجمعات مثل الأرياف والقرى، حتى لو نشط عمل المجمعات الاستهلاكية قلن يقلل ذلك من معدلات التضخم كثيرا، فى ظل المنافسة القوية مع السلاسل الكبرى، وسيكون الفرق غير واضح فى معدلات التضخم». حمودة أوضح أن السلاسل تتفوق على المجمعات لامتلاكها خطوط إنتاج وتوزيع واسعة.