كتبت- روضة إبراهيم: تهالك أثاث منزلك، بهتت ألوانه، عفا عليه الزمن، تريد تجديده ومضاهاته بأبرز التصميمات الموجودة، "الكراكيب" مشكلة في حياتك، بلمسة سحرية من "مريم فراج"، تلك الفتاة العشرينية، التي حوّلت كراكيب المنزل للوحة فنية تزين المكان، وتضفي روحًا مُختلفة بألوانها المبهجة. "باخد الأثاث القديم من محلات الروبابكية بجدّدها وبخليها عشرة على عشرة".. فتحكي فراج حكاية اللعب بالألوان على أثاث المنزل، فتاة عشقت الرسم والألوان من صغرها، ففي سن الثامنة كانت ترسم بألوان المياه، وألوان الزيت، وأقلام الألوان الخشبية، وبالفحم، والشمع، والحبر، والرصاص، تدريجيًا بدأت تطبق رسمها بشكل ديجيتال، فبدأت ببرنامج الرسام "حسيته بسيط جدًا على اللي أنا عاوزه أنفذه". بدأت فراج تبحث مرة أخرى حتى عثرت في طريقها على "الفوتوشوب" و "اللاليستراتور" وهي في سن الخامسة عشر من عمرها، أصبحت تتقن الفوتوشوب باجتهادها الذاتي حتى وصلت إلى مرحلة عالية في شغل الإعلانات. مع مرور الوقت أخذتها الإعلانات بعيدًا عن الرسم الورقي فأصبح كل شغلها ديجيتال، فقرّرت بجانب الإعلانات أن تعود للورقة والقلم، "أول حاجة فكرت فيها أني أجدد كل حاجة حوليا بشكل كويس"، فبدأت تجدد من أثاث منزلها لتحول كل قديم بمنزلها لتحفة فنية، فأعجب من حولها بالفكرة، فجائها وميض في رأسها أن تفتح جالري خاص بها لعمل شغل "هاند ميد" لمفروشات وإكسسوارات المنازل، فيكون طريقة شغلها أن تستلم أثاث قديم، ترممه وتجدده لتصبح وكأنها قطع جديدة، فترسم تصميمها الخاص على الأخشاب وتنقش عليه رسوماتها التراثية الشعبية وتلونها بطريقة مُبهجة، وتسمح لخيال صاحب الأثاث القديم أن يتدخل فتسمع منه فكرته وتطبقها بحرفية على أثاثه. بجانب ذلك، تقوم مريم بتعليم من يهوى الرسم، كيفية ترميم الأثاث وتلوينه بالخطوات وتفيديهم بنوعية الأدوات المطلوبة والألوان، وفي هذه الفترة لم تقدم "مريم" على خطوة بيع أعمالها، ولكن في الفترة القادمة سيكون هناك معارض خاص بها في أماكن متفرقة، ومعرض دائم لها لعرض مفروشات غرف النوم والسفرة والصالون، من صنع يديها. "الناس دعمتني جدًا والبراند كِبر في يومين فهفضل مستمرة، خاصة إن مفيش حد بيعمل الشغل ده"، تقول مريم إنها مازالت في مرحلة تأسيس مشروعها، وأنها تطبق نظريات روحانيه فيه، فتلعب بطاقات الألوان، التي تعلم أثرها على الروح. وتتابع مريم بروح مُفعمة بالحيوية: "النظر إلى الألوان فيها شفاء"، فبنظرك لألوان معينة ينتابك شعور بالثقل أو بالراحة، ويمكن لون معين أن يجعلك في حالة عصابية، أو تشعر بجلوسك في مكان ما أنّ المكان بلا روح، فرفعت شعار أحياء الألوان للأماكن الميتة. "بحب أصلي وبلدي جدًا"، فهي بنت الصعيد ذات الانتماء القوي لتراثها الشعبي، فأصبحت أيقونة تحيي فن الصعيد بنقشها الملون على الأثاث، فتظهر رسمة كف اليد الملون، ورسومات التراث النوبي بألوانه الجميلة، كثيرًا في شغلها.