كتب - محمد شرف الدين عاشت جماهير الأهلي ليلة درامية - أمس الأحد - عقب هزيمة فريقها في ملعبه ووسط جماهيره أمام أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي ب4 أهداف مقابل 3، في إياب الدور نصف النهائي من الكونفيدرالية الإفريقية، وتوديعه للبطولة التي حمل لقبها في النسخة السابقة للمرة الأولى في تاريخه. مشاعر الغضب والسخط التي تسيطر على جماهير الأهلي ربما لم تكن وليدة لحظة إطلاق "تهابو راخالي" لاعب أورلاندو رصاصة الرحمة مسجلا الهدف الرابع في شباك الفريق الأحمر، بل يبدو أنها وليدة تراكمات سلبية استفحلت على مدار عام ونصف، هي مدة تولي محمود طاهر ومجلسه سدة الحكم في النادي الأعظم في إفريقيا و"الأكثر نجاحا في العالم". كما يشكل القلق من المستقبل الغامض عاملًا مؤثرًا في مشاعر الجماهير الحمراء، حيث يعتقد الكثيرون أنه لن يكون مبهجا، أو على الأقل لن يكن بروعة الماضي القريب إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، وإذا ظل بعض المسؤولين عن غضبة الملايين من مشجعي الأهلي في مقاعدهم. فتحي مبروك ربما يكون فتحي مبروك أحد أبناء النادي الذين قدموا له الكثير، حيث لم تنس جماهير الأهلي بعد نجاحه في قيادة الفريق إلى بر الأمان في الموسم قبل الماضي، عندما اقتنص بطولة الدوري من سموحة والزمالك بفريق مدعم بعناصر شابة قليلة الخبرة في ذلك الوقت. لكن الجماهير أيضًا لن تنس أبدًا فشل مبروك في إحراز بطولتي الكأس والكونفدرالية بعد هزيمتين مريرتين أمام الزمالك وأورلاندو، كما يرشحه الكثيرون للفشل الثالث في مباراة كأس السوبر بعد 10 أيام فقط من الآن، والتي ربما تدق المسمار الأخير في نعش الولاية الرابعة له. يرى الكثيرون من جماهير الأهلي أن مبروك مجرد "موظف" محدود الإبداع، كما يتهمونه بضعف الشخصية، وفقدان السيطرة على نجوم الفريق، وهو الرأي الذي عززته العديد من المشكلات التي طفت على السطح خلال الفترة الماضية داخل جدران القلعة الحمراء، بعد أن ظلت هذه الجدران "عازلة للصوت" لسنين طويلة. علاء عبد الصادق يحتل المشرف العام على قطاع الكرة بالنادي موقعا بارزا في قائمة الأشخاص غير المرغوب فيهم بالنسبة للكثير من جماهير الأهلي، حيث يحملونه جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن تراجع نتائج الفريق خلال الموسم الماضي، الذي يوشك أن يخرج منه بطل القرن خالي الوفاض للمرة الأولى منذ موسم 2003/2004. وبغض النظر عن إذا ما كانت الانتقادات الموجهة لعبد الصادق موضوعية أم لا، فإنه بحكم منصبه يُعد شريكًا في المسؤولية عن الفشل، أو النجاح الذي أصبح تحققه في ظل وجوده محل شك من البعض. عماد متعب يمثل مهاجم الفريق المخضرم لغزًا مثيرًا بالنسبة لقطاع كبير من الجماهير الحمراء، ويظل السؤال المحوري "ما الذي يفعله متعب في قائمة الأهلي؟" هو الأبرز خلال الفترة الحالية، خاصةً بعد تراجع مستواه بشكل ملحوظ - حسبما يرى الكثيرون - واستقدام إدارة النادي للجابوني إيفونا والغاني أنطوي منفقةً ملايين الجنيهات، وفي وجود عمرو جمال، الذي يستحوذ على معظم الترشيحات للمركز الثالث في ترتيب مهاجمي الفريق، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول معايير اختيار اللاعبين لقوائم وتشكيلات المباريات خلال الفترة الأخيرة. ما يقلق الجماهير بشكل أكبر من تواجد متعب في الملعب من عدمه هو أن يكون الحال قد تدهور داخل النادي حتى صار معيار "الأقدمية" و"المحسوبية" هو الأبرز في تقييم اللاعبين، وهو ما لم يعتده جمهور الأهلي، ولن يعتاده بالطبع. على خلاف الكثير من الأندية المحلية والإفريقية يظل الأهلي متفردا بذاته كمؤسسسة لها تقاليد راسخة تراكمت على مدار 108 سنوات من تاريخ النادي، هذه التقاليد التي ترسخت بدورها في وجدان الجماهير الحمراء، وصارت لا ترضى لها تغييرًا ولا تبديلًا، وأضحت دستورا غير مكتوب للنادي يرى الكثيرون في تجاوزه خيانةً عظمى للكيان وجماهيره، وانزلاقا إلى قاع ازدحم بالعديد من الأندية الأخرى التي غرقت في مستنقع من البؤس والفشل النابعين من عشوائية وفساد الإدارة، لهذا يقولها جمهور الأهلي "فليسقط الجميع ويبقى الكيان".