"رياح الصليب"، 3 أيام تحفظ تاريخها الإسكندرية عن ظهر قلب، أول نوة في فصل الخريف، ونهاية الصيف، "نوة هواء" اعتادها الإسكندرانية في كل عام متقبلين رياحها الغربية، لكنها هذه المرة فاجئتهم بما لم يتوقعونه، وما لم تحط بأخباره محليات المدينة الساحلية، لتغرق في "شبر مية" عقب أمطار غزيرة، أغرقت الشوارع والميادين. "الشوارع غرقت و مش عارفين نتحرك من أول يوم مطرة"، هكذا تحدثت السيدة نوال محمود، التي لم تتوقع أن يبدأ موسم النوات، هذه البداية المباغتة، والتي أتت على غير موعد، مؤكدة أن المعروف عن نوة "رياح الصليب" أنها تستمر برياح شديدة و رعدية لمدة 3 أيام دون أمطار، لكن نزول الأمطار بهذه الشدة يوحي بأن هذا الشتاء لن يمر على خير". حالة من الشلل أصابت الإسكندرية، فتوقفت حركة السير وغمرت مياه الأمطار الشوارع، وأغلق نفق المندرة بسبب غرقه بالمياه، وهو ما استدعى قيام شباب الإسكندرية بتدشين هاشتاج "ارحل يا مسيري"، محملين إياه مسئولية الإهمال في مواجهة الأمطار المفاجئة. "المحافظ المهتم بإزالة المباني المخالفة وتنظيف الاسكندرية من الباعة الجائلين مكنش واخد باله أن الشتاء دخلت وإن المصارف مش مفتوحة والبلد هتغرق في ساعة زمن"، يتحدث أحمد البيلي، الشاب الذي التقط عددًا من الصور لشوارع الإسكندرية وتوقف حركة السير والسيارات فيها بعد هطول المطر "حرفيًا إسكندرية بقى فيها بحرين المتوسط و بحر الشوارع"، هكذا عبر البيلي عن حالة الإسكندرية. مواسم النوات التي بدأت مبكرا في نهاية سبتمبر، لم تزل في بدايتها، لكن الجدول المعلق في منزل الست نوال يخبرها أن نوة "المكنسة" في نوفمبر ستكون الأشد ببعد نوة "الصليب" في سبتمبر و"الصليبة" في أكتوبر "أما دلوقتي الحال كده من كام ساعة أمال لما المطر تقعد بالأيام هنعمل ايه". في المقابل، هاني المسيري، محافظ الأسكندرية، أكد أن الأمطار لم تكن في الحسبان ومع ذلك فإن المحافظة ستتخذ كافة الإجراءات لضمان عدم تكرار ما حدث، مشيرًا إلى أنه في جولة مستمرة منذ الصباح لتفقد أحياء المحافظة بعد الأمطار.