3 أشقاء ذبحوا شقيقين أمام أهلهم.. والشرطة نقلت الجثتين فقط نساء يصرخن ويلطمن الخدود وأخرى تشج ملابسها من الرعب والفزع وتهرول إلى الشارع يمينا ويسارا ويكاد بعضهن ينكب على قدم الرجال يردن تقبيلها حتى يتركن رجالهن دون قتل، وفى المقابل نساء يطلقن الزغاريد والفرحة تكسو وجوههن كلما نظرن إلى منظر الدماء فى الشارع. المشهد بمتناقضاته المخيفة جرت تفاصيله فى شارع العقاد بالمطرية أول من أمس، عندما نشبت مشاجرة عنيفة بين ثلاثة أشقاء كطرف وشقيقين آخرين كطرف ثان، حيث أنهى الطرف الأول حياة الطرف الثانى وأصابوا بعضا من أقاربهم انتقاما منهم بسبب قيام المجنى عليهما بالتعرض لنساء المتهمين فى أثناء فترة وجودهم فى السجن بتهمة انتمائهم إلى الجماعات الإسلامية، وكالعادة كان الأمن غائبا حتى انتهت المعركة، وجاء رجال الشرطة وقاموا بنقل المجنى عليهما إلى المستشفى وألقوا القبض على المتهمين. «التحرير» ذهبت إلى حيث أريقت الدماء واستمعت إلى بعض شهود العيان وتقابلت مع المتهمين الثلاثة فى قسم شرطة المطرية، الذين رووا قصة الخلاف القديم الذى نبت بينهم وبين المجنى عليهما منذ فترة، حتى انتهى بمقتلهما انتقاما منهما، وبثبات شديد تحدث ثابت الأخ الأكبر قائلا: «نعم قتلناهما ولو عادا إلى الحياة مرة أخرى لما ترددنا لحظة فى ذبحهما هما وعائلتهما»، وقال «نحن فخورون بما فعلناه لأنهما يستحقانه وأكثر منه لأنهما اعتادا مضايقتنا فى المنطقة، فمنازلنا مقابلة لبعضها وخلافنا معهما ليس وليد اليوم، بل يمتد إلى سنوات مضت فقد كانا يتعمدان التضييق على نساء العائلة والتعرض لهن وقت غيابنا فى المعتقل بسبب انتمائنا إلى الجماعات الإسلامية». واستكمل فايز المتهم الرئيسى حديثه قائلا: «حاولت أنا وأشقائى مرارا أن نكف عن أذيتهما على الرغم من سوء تصرفاتهما، إلا أنهما اعتبرا صمتنا ضعفا، لم يعلما أن صبرنا لو نفد سنقضى عليهما فلا يوجد لدينا شىء نبكى عليه فقد اعتدنا السجن من أيام أمن الدولة ودخولنا له من جديد لا يمثل لنا أزمة، كما أن نساءنا تعودن على العيش وتربية الأولاد فى غيابنا، فالشىء الوحيد الذى كان يعكر صفو حياتهن هو أولئك المجرمين»، وأشار فايز إلى تفاصيل المذبحة قائلا: «نية القتل لم تكن متوافرة لدينا، ولكن عندما قام واحد من عائلتهم بالاصطدام بطفلى الصغير بتوك توك، ذهبت لمعاتبته فقال لى باستفزاز: «أطلع من دماغى وخلصنا مش فايقلك»، فحدثت بيننا مشادة تطورت إلى مشاجرة بين العائلتين وقتها لم يظهر سوى الانتقام منهم على كل ما صدر منهم، وأطلقنا عليهم الأعيرة النارية وقتلنا منهم اثنين وأصبنا آخرين حتى فروا من أمامنا كالدجاج، وقتها شعرنا بالفرحة فقد وقفنا أمامهم رافعين أسلحتنا متباهين بما فعلناه.. أما نساء أسرتنا فقد علت أصواتهن بالزغاريد فرحة بما حدث لهم، لأنهم عاشوا لسنوات طويلة يتباهون بإجرامهم، واضعين روؤسهم برأسنا بدعوى أننا مسجلون لدى الحكومة على الرغم من أنهم مسجلون جنائيا أما نحن فمسجلون سياسيا وشتان بين الاثنين»، وأنهى حديثه قائلا «أما الآن وقد أنهينا على أكثرهم شراسة فلا يهمنا أى شىء، ومرحبا بالسجن ما دامت روؤسنا مرفوعة، فنحن الآن مطمئنون على أسرنا فهم الآن بأمان». الواقعة ترجع إلى بلاغ تلقاه المقدم وائل متولى، رئيس مباحث المطرية، يفيد نشوب مشاجرة بشارع العقاد وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم ترأسها المقدم وائل متولى، ومعاونه النقيب محمد مكاوى، إلى مكان الواقعة، حيث تمت السيطرة على الموقف، وتم إلقاء القبض على المتهمين، وهم فايز.ا.س، 53 سنة، صاحب محل ومحمد.ف.أ، 18 سنة، وأحمد.ا.س، 41 سنة، حيث اعترفوا بقتلهم يوسف.ش، 30 سنة، عاطل، ومسجل خطر، وشقيقه محمد.ش، 22 سنة، تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.