ماذا لو اختفى شقيقك أو شقيقتك فجأة سوف تذهب تلقائيًا إلى الشرطة؟ هكذا استهلت قناة أخبار "إي بي سي" الأمريكية تقريرها حول حالات الاختفاء في الشهور الأخيرة بمصر. الطالبة إسراء الطويل، محتجزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بدون أية محاكمة، حيث قالت جماعات حقوق الإنسان "إنها واحدة من بين المعتقلين السياسين والذين اعتقلوا لمجرد التظاهر أو الارتباط بحركات معينة". وقالت "هناء الطويل" والدة الطالبة إسراء للشبكة "لا أصدق أن إسراء في السجن". وأوضحت "الشبكة" أن إسراء الطالبة البالغة من العمر 23 عامًا كانت تشارك قبل عامين في مظاهرات بالجامعة في ذكرى الثورة، حتى تم اعتقالها. وأكدت والدتها "غادرت إسراء المنزل في 1 يونيو، وخرجت مع أصدقائها وكان كل شيء طبيعيًا حتى فقدنا الاتصال معها ومع صديقيها، ولم تعد إسراء للمنزل وأغلقت هواتفهم تمامًا". وأشارت الشبكة إلى أن الطالبة بكلية الأداب والتي تهوى التصوير، كانت تتناول العشاء مع زميليها في مطعم على النيل، وفجأة حاوطتهم قوات شرطة ترتدي ملابس مدنية وأُخذوا في شاحنة بيضاء. ولم تعرف أسرهم أماكنهم لمدة 15 يومًا. وأضافت والدتها "خلال ال15 يومًا هذه لم يخطر ببالي أي فكرة إيجابية، ولا يوجد لدينا ما يؤكد لنا أنها لا سمح الله على قيد الحياة أو أن شيًئا سيًئا حدث لها". وتابعت "أخيرًا بعد 15 يومًا تلقت شقيقتها دعاء بعض المعلومات. فقالت شقيقتها دعاء "اتصلت بي فتاة وقالت لي إنها كانت في زيارة لأحد قريباتها بسجن القناطر ورأت إسراء تدخل السجن"، مضيفة "وصفت لي تلك الفتاة الملابس التي كانت ترتديها إسراء وهي بالظبط التي كانت ترتديها يوم اختفائها". ثم ذهبت دعاء ووالدتها فورًا للسجن للتأكد من كونها هناك، وانتظروا خارجه لمدة ساعة ولم يخبرهم أحد شيئًا حتى رأوها تبكي ويأخذوها خارج السجن. واستطردت دعاء "عندما رأيتها ناديتها يا "إسراء كنت أريدها أن تنظر إلي، ولكنها استمرت في البكاء وتظاهرت أنها لم تراني وظلت تنظر للأرض وتجاهلتني". وواصلت "علمنا بعد ذلك أنهم هددوها وقالوا لها إنهم سيلقوا القبض علينا أيضًا، لذلك خشيت علينا وتظاهرت بأنها لم ترانا". "إسراء متهمة بنشر أخبار كاذبة والانضمام لمنظمة غير شرعية، ولكن لم تُوجه إليها أي تهم رسمية.، حيث طلب محاميها من النيابة العامة أي دليل على تلك الاتهامات أو صور لما نشرته ولكن لم تقدم النيابة شيئًا". وأوضحت دعاء أنها ووالدتها يزوران إسراء مرة واحدة كل أسبوع لمدة ساعة، وفي كل مرة تبكي وتطلب منهم أن يأخذوها من هذا المكان ،"فمن الصعب جدًا في كل مرة أن نتركها ونذهب". وتمكنت إسراء من تهريب رسائل من الحبس تصف فيها الأوضاع هناك، حيث كتبت قائلة "السجن مخيف ومرعب، الآن لا استطيع المشي وحدي وأريد أن يحملني أحد إلى المرحاض كل مرة.. عمليات التفتيش الجسدي التي نمر بها مهينة ومخزية، المرة الوحيدة التي أشعر بها أني على قيد الحياة عندما تزورني عائلتي". وتابعت "كل ما علي فعله هو الدعاء والبكاء في انهيار من الدموع". وكانت المجموعة المصرية لحقوق الإنسان قدرت ضحايا الموت من التعذيب والإهمال الطبي داخل السجون إلى أكثر من 250 سجين سياسي. ومن جانب آخر قال طارق حسين، شقيق أحد المعتقلين ويدعى "محمود حسين" "أسوء شعر يمكن أن تمر به هو عدم معرفة ما يعانيه أخيك في السجن ولا تستطيع أن تفعل شيئًا لمساعدته". وفي 2013، ألقي القبض على محمود حسين الذي يبلغ 18 عامًا وهو في طريقه إلى منزله وتم احتجازه الآن لأكثر من 500 يومًا دون تهمة. ورأت الشبكة "أن الوضع الحالي في مصر من ناحية الحرية وحقوق الإنسان سئ للغاية، فهو أسوء حالة تمر بها مصر منذ عقود". فيما قال باحث بمنظمة العفو الدولية عن مصر "نيكولاس بيرشارد" إن حالتي إسراء الطويل ومحمود حسين ما هما إلا غيض من فيض، مضيفًا "نحن نتوقع وجود آلاف المعتقلين السياسين بمصر ولا أحد يعلم عددهم بالتحديد، فالاعتقالات تتم بناء على الآراء الشخصية والاحتجاجات". وتابع "نحن نطالب بالافراج الفوري عن المعتقلين".