العسيرى: هناك تواطؤ من السلطة الحاكمة ودول خارجية لإضاعة منطقة الضبعة «التصنيع هو جزء محورى فى برنامج التيار الشعبى لأنه القطاع القادر على إحداث تنمية حقيقية لمستقبل مصر»، تلك هى رؤية حمدين صباحى، مرشح الرئاسة السابق، خلال المؤتمر الاقتصادى الأول للتيار الشعبى، الذى عقد على مدار يومين تحت شعار «إنقاذ الاقتصاد المصرى نحو برنامج بديل». صباحى قال إن التيار الشعبى ينحاز انحيازا أوليا لإنتاج الطاقة الشمسية، مضيفا أن إعادة تقسيم مصر إداريا يؤهل كل المحافظات لإنشاء محطات طاقة شمسية قادرة على توفير احتياجاتها. وشدد على ضرورة وضع برنامج واضح ومحدد لتدبير احتياجاتنا من الطاقة فى أسرع وقت، وإلا فإن وضعنا سيكون حرجا جدا خلال 10 سنوات، لافتا إلى أن الانحياز للطاقة الشمسية ناتج عن الأخطار الكبيرة للطاقة النووية حتى فى الاستخدام السلمى. بينما كشف الدكتور إبراهيم العسيرى، مستشار وزير الكهرباء للبرنامج النووى المصرى، وكبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، عن وجود 67 محطة نووية تحت الإنشاء حول العالم فى الفترة الحالية، بينما يتحدث كثيرون عن وجود تخوفات من تلوث البيئة، وهو الأمر غير الصحيح، أما منخفض القطارة، وما يمكن أن يوفره من طاقة فإنه سيوفر 600 ميجاوات، بينما الطاقة النووية ستوفر نحو 3000 ميجاوات. العسيرى أكد أن هناك تواطؤا من السلطة الحاكمة ودول خارجية لضياع منطقة الضبعة، والحلم المصرى فى امتلاك طاقة نووية سلمية، تسهم فى توليد الطاقة الكهربائية. وأشار إلى أن الطاقة النووية أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر، فى ظل الظروف الحالية التى يمر بها العالم، لافتا إلى أن هناك رجال أعمال بالداخل، وبعض الدول التى تدفعنا إلى امتلاك مثل هذه الطاقة، لأمر ما فى نفس يعقوب، حسب تعبيره. كما تابع العسيرى خلال كلمته التى جاءت فى جلسة تحت عنوان «للطاقة النووية.. توليد الطاقة وبوابة التطوير التقنى»، بأن هناك استراتيجية لتنمية الطاقة لوزارة الكهرباء، موضحا أن ترشيد الطاقة ليس فى الاستهلاك فقط، ولكن فى إنتاج الطاقات أيضا، وذلك بعدم الخلط بين الطاقات. وشدد على أن التنمية لا يمكن تأخيرها حتى يأتى الاستقرار كما ينادى كثيرون فى مصر، بينما أن الأمرين منفصلان، حيث يجب أن نسير فى خط التنمية، بالتوازى مع البحث عن الاستقرار. وردا على التخوفات من المحطات النووية وما يثار بأنها ملوثة للبيئة وخطيرة، قال العسيرى إن الطاقة النووية أقل تأثيرا على البيئة تلوثا من الطاقة الشمسية، حيث استعرض العديد من الصور خلال المؤتمر التى توضح وجود محطات نووية مولدة للطاقة فى العديد من الدول الأجنبية التى توجد بالقرب من مناطق سكنية وشواطئ على السواحل ومناطق مأهولة بالسكان. فى حين قال المهندس حسام الزيات، الخبير فى الطاقة الشمسية، إن مصادر الطاقة المتجددة مصدر أساسى يحتاج إلى اهتمام الدولة به، موضحا أنه يسقط نحو 2000- 3200 وات من الطاقة الشمسية على كل متر مربع، وهو ما يعكس كم الطاقة المتجددة من الشمس المتوافرة فى مصر. وأضاف الزيات، أن السد العالى يوفر 12% من حاجة مصر من الطاقة فقط، مؤكدا أن الأمل فى الطاقات المتجددة متمثلة فى الرياح والشمس، مشيرا إلى أن الطاقات المتجددة ستساعد فى زيادة أجل الطاقات غير المتجددة، كما أنها ستوفر قدرا كبيرا من الأعباء وتوفير الدعم لموارد الطاقات غير المتجددة، بالإضافة إلى أن آثارها البيئية أقل بكثير من الطاقات غير المتجددة. وأوضح أن إنشاء أنظمة شمسية سيؤدى إلى توفير العديد من فرص العمل، وإقامة مجتمعات ومدن جديدة حول تلك الأنظمة، مما يساعد فى إعادة توزيع السكان، بانتقال أعداد كبيرة إلى أماكن الأنظمة الشمسية الجديدة، مؤكدا أن مصر تفقد وجود تشريعات تساعد على انتشار مثل تلك الأنظمة الشمسية، مضيفا أن إعادة تقسيم مصر إداريا يؤهل كل المحافظات لإنشاء محطات طاقة شمسية قادرة على توفير احتياجاتها. بينما شدد الدكتور طه عبد الحليم، الخبير الاقتصادى، على ضرورة الاهتمام بملف التصنيع فى مصر بعد الثورة، حتى نتحرر من التبعية الدولية لكيانات لا تريد ببلادنا خيرا، لأن التصنيع هو الرافعة الوحيدة لتحقيق حقوق المواطن الكاملة ودون التنمية التصنيعية لن يتحقق من الثورة إلا التوزيع العادل للفقر. كما استشهد بتجربة فى الاتحاد السوفييتى السابق لن نستطيع تطبيقها اليوم فى مصر، لافتا إلى أن خبرة التصنيع فى مصر تؤهلها إلى مرحلة تنموية كبيرة منذ ثورة محمد على الصناعية.