كتب - حجاج إبراهيم في مثل هذا اليوم من عام 1979 انطلق مباحثات اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية، تمهيدًا لتوقيعها رسميًا بعد 12 يومًا من المفاوضات التي دارت بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذك مناحم بيجن، ولعب دور الوسيط الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. البداية أمام مجلس الشعب أعلن السادات استعداده للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي في افتتاح دورة مجلس الشعب 1977، وقال العبارة الشهيرة: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم". استقالات تاريخية شهدت موجة بدء مفاوضات كامب ديفيد استقالة ثلاثة وزراء خارجية، ففي يوم ذهاب السادات لتوقيع الاتفاقية قرر وزير الخارجية إسماعيل فهمي تقديم استقالته على الفور، تبعه محمد رياض وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي رأى أن توقيع الاتفاقية خطأ كبير، وعين وقتها الرئيس السادات بطرس غالي بدلا منه وظل منصب وزير الخارجية شاغرا حتى جرى تعيين الوزير محمد إبراهيم كامل وزيرا للخارجية في اليوم التالي، الذي استقال أيضًا عقب توقيع الاتفاقية وعكف على تأليف كتاب "السلام الضائع" الذي روى فيه التفاصيل الدقيقة في الاتفاقية ومدى اجحافها للحقوق المصرية. كواليس المفاوضات عرضت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية كتابًا بعنوان "ثلاثة عشر يوما فى سبتمبر: كارتر، بيجن والسادات في كامب ديفيد" الذي ألفه الكاتب الصحفى بمجلة "نيويوركر" الأمريكية لورانس رايت ، ووفقًا لما جاء بالكتاب، شمل الوفد الإسرائيلى وزير الدفاع موشيه ديان، وقائد القوات القوية عازر وايزمان، بينما ضم الوفد المصرى وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل، والذي وصفه الكاتب بالمتعنت، إضافة إلى بطرس غالى، الذى أصبح فيما بعد أمينا عاما للأمم المتحدة. وقضى كلاهما الكثير من الوقت يتكهنان بمزاج السادات، واعتمد السادات بقوة على الفريق حسن التهامي، في المقابل كان يأمل كارتر أن تسمح الغابات الهادئة فى كامب ديفيد لكل من السادات وبيجين بتجاهل التهديد والتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يترك البلدين فى حال أفضل، وتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق بحلول اليوم الثالث، إلا أن المحادثات لم تبدأ بشكل جيد.