تشتهر قرية أمياى التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية بعمالة الأطفال والنساء بمختلف أعمارهن والشيوخ فى صناعات النخيل والجريد، وهي الصناعة التي يحاول بها أهالي القرية التغلب على الفقر وضيق ذات اليد، لتحمل نفقات الحياة غالية التكاليف. «التحرير» تجولت فى قرية أمياي، لترصد حال مهنة يعمل بها أهالي القرية بمختلف أعمارهم تحت وطأة حرارة الشمس، والمقابل عدة جنيهات تكفى قوت اليوم بالكاد. فى القرية توجد أكثر من 350 ورشة تقع بمدخلها الرئيسي على الريّاح التوفيقي بطريق بنها-القناطر الخيرية، وتوفر فرص عمل للشباب وعمال المهنة ولبعض العاملين بالحكومة ممن يبحثون عن عمل إضافي لتحسين معيشتهم، ومع ما تقدمه المهنة من حلول لمشكلة البطالة، إلا أنها وكما يقول أصحابها تواجه مشاكل، خاصة بانعدام الرعاية الصحية، وعدم وجود تأمينات أو نقابة مهنية، وعمالة الأطفال والنساء بها. ويقول محمود عبد العزيز، مدير مركز الحرية لحقوق الإنسان بالقليوبية، ينبغى على أجهزة المحافظة والمؤسسات المعنية مراجعة وضع المنطقة صناعيا وبيئيا، ومراجعة بيئة العمل والاشتراطات اللازمة لإقامة الورش، ومراجعة تطبيق القوانين المنظمة للعمل بشأن عمالة الأطفال فى المهن الخطرة، فالأطفال يعملون في محافظة القليوبية على وجه الخصوص فى صناعات الجريد، والفحمن وفرز القمامة. وطالب عبد العزيز بتطوير التشريعات القانونية وتعديلها للحد من عمالة الأطفال بما يتفق مع الاتفاقيات والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان. أصحاب العمل من جانبهم أكدوا أنهم لا يجبرون أحد على العمل، ولكنهم يستجيبون لمطالب الأب أو الأم التي تأتي بابنها ليعمل في ورش صناعات الجريد. وقال أحمد السنوسي، صاحب ورشة، إن المهنة رغم متاعبها، توفر فرص عمل للشباب بالقرية والقرى المجاورة لها، ويعمل بها الكثير من أبناء القرية سواء من العمال أو أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة، فهي تمثل رأسمال القرية، وقد ورثتها عن والدي الذي يعمل بها منذ 40 سنة. وأضاف محمد عبد العزيز، صاحب ورشة، أنه رغم تشغيل الورش للعديد من العمال، إلا أنها تحقق خسائر لارتفاع أسعار الجريد في الوقت الذي يصل فيه سعر القفص إلى 3 جنيهات، ولا يزيد عن 5 جنيهات، بما لا يساوي تكلفته. ويشير رمضان محمد أنه يعمل بالصناعة التى تعتمد على المجهود العضلى والجسمانى والعمل فى ظل حرارة الشمس منذ 8 سنوات دون تحديد واضح لعدد ساعات عمل، فالعمل بورش الجريد بالإنتاج يبدأ العامل منذ الفجر وحتى المساء مقابل، مبلغ لا يتجاوز الثلاثون جنيها فى ظل ارتفاع الأسعار؛ لذلك تلجأ السيدات و الأطفال إلى العمل لمساعدة رب الأسرة فى تكاليف المعيشة. * * * * * * * * * * * *