قال الناقد الفني عصام زكريا، إن الفنان الراحل نور الشريف ينتمي إلى نوع من الممثلين القادرين على عمل أدوار متنوعة، موضحًا أن هناك ممثلين فرضت ملامحهم عليهم أدوار محددة، ولكن نور كان من الممثلين اللذين استطاعوا التنويع وتقديم أدوار مختلفة طوال مشواره الفني، فهو لم يضع نفسه في قالب واحد لكنه انفتح على كل الأنواع الفنية. وأضاف فى تصريحات خاصة ل«التحرير» أنه قدم الكوميديا والأكشن والأعمال الاجتماعية، وخرج من فخ التنميط الذي وقع فيه بعض الفنانين، وأوضح أن نور هو الذي اختار شخصية الشرير في فيلم «زمن حاتم زهران» رغم أنه منتج الفيلم. وقدم نور أعمالًا كوميدية مثل شخصية شحاتة أبو كف في فيلم "غريب في بيتي"، لانه كان دائمًا حريص علي تغيير جلده من عمل إلى عمل، حيث جسد أيضًا شخصيات حقيقية مثل شخصية عمرو بن العاص، وأبن رشد وشخصية يوسف شاهين، وناجي العلي، في أفلام السيرة الذاتية. وأضاف زكريا، أن فيلم "سواق الأتوبيس" الذي قدمه مع المخرج الراحل عاطف الطيب يعد من أهم الأعمال التي قدمها الشريف، والتي تتعرض لمرحلة هامة من مراحل التحول السياسي والاجتماعي الذي شهدته مصر بعد الانفتاح الاقتصادي في عهد الرئيس أنور السادات. وأشار إلى أن الفنان الراحل عمل مع معظم مخرجي السينما المصرية، من مختلف الأجيال، والتي كان آخرها تجربته مع المخرج الشاب أمير رمسيس في فيلم "بتوقيت القاهرة". وأوضح أن أدوار نور الشريف كان من الممثلين غزيري الإنتاج بإيجابياته وسلبياته، ومن الممكن أن يقدم أدوارًا ضعيفة، فهو فنان مغامر أحيانًا في اختياراته، على عكس بعض النجوم الآخرين مثل الفنان أحمد زكي أدواره قليلة مقارنة بالفنان نور الشريف وتابع «الفنان الراحل نور الشريف عندما يعمل مع مخرج جيد كان ينعكس على أدائه.. اختيار المخرج كان يؤثر على نجاح العمل، فهو كان يستشف بذكاء الفنان قدرات المخرج، ويصفه زكريا بالممثل المطيع، هو من الجيل الذي تعلم أن يطوع ويشكل نفسه حسب رغبة المخرج، وعلى وجهة النظر العامة للفيلم». وعن الأعمال التليفزيونية الأخيرة الذي قدمها نور الشريف، أكد زكريا أن بعض منها كان تجاري ومن أجل التواجد، قائلًا «التليفزيون ليس وسيلة فنية تحدد قيمة الفنان.. الفنان نور الشريف كان يدرك أنه يقدم عمل شعبي من أجل التواجد أحيانًا، لم يكن انتقائي في أعماله التليفزيونية خلال السنوات الأخيرة». ويختم زكريا «الشريف كمنتج نجح في التجارب المختلفة الذي قدمها، وقدم مخرجين جدد وكان يعمل أيضًا مع مخرجين غير معروفين، مثل عاطف الطيب في فيلم الغيرة القاتلة، أول أعمال عاطف الطيب، ومحمد خان في (ضربة شمس)، عندما كان يؤمن بمخرج يدعمه ويتعاون معه.