في إحصائية أجرتها وزارة الصحة والسكان، العام الماضي، وجد أن 400 ألف طفل يولدون سنويًا دون تخطيط، وتحاول الحكومة دائمًا التعامل وتقديم الدعم الكافي للمجتمع لتوعيتهم بضرورة التخطيط الإنجابي، والتي نجحت الصين في مواجهته باتخاذ قرار يحدد عدد أطفال كل أسرة. يواجه الحل الصيني، صعوبات تنفيذية في الدول العربية بشكل عام، وبحسب تصريحات للدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط، خلال ندوة «ما بعد المؤتمر الاقتصادي.. الآمال والتحديات» بجامعة القاهرة، الأحد، 5-4-2015، قال:«الصين اتخذت قرارات نحاول تحقيقها في مصر، ومنها أن فرضت عدد أطفال على كل أسرة، وبالتالي لابد وأن نجد حلول لمواجهة الزيادة السكانية، مع العمل بشكل جاد على تحقيق معدل نمو». وقالت أيضًا د.هالة يوسف، وزيرة السكان، في بيان صحفي سابق، إن الأسرة ينبغي أن يكون لديها الدافع، والدولة من جانبها تساعد في الحصول على وسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية التي تمكنها من الوصول إلى العدد المرغوب من الأطفال، كما تقوم بتوعية أفراد المجتمع بأخطار معدلات الإنجاب المرتفعة، وأخطار الانجاب المتكرر والمتقارب على صحة الأم والطفل.
واستجابةً لطلب الرئيس السيسي، قررت مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، ومنها الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، وجمعية صبايا مصرية للتنمية والتوعية والتنوير، بالتعاون مع مؤسسة «دي كيه تي»، بإطلاق حملات تدعم الأسرة المصرية، وتوعية الأمهات بأهمية التخطيط لحياتهن، وخاصة التخطيط للإنجاب، ومحاولة توضيح تأثير الإنجاب بدون تخطيط على صحة المرأة واستقرار الأسرة، فضلًا عن التعريف بالوسائل الحديثة للتنظيم، وكيفية تفادي فشل الوسيلة. وأشار د.أشرف فؤاد، المدير العام لمؤسسة «دي كيه تي»، التي تعمل علي ضرورة تخطيط الإنجاب وتنظيم الأسرة بدراسة السوق المصري منذ 10 سنوات، وزيادة الوعي والإدراك في الصعيد والعشوائيات، إلى أن المؤسسة تشارك بآليات عمل فعالة لتقنين مخاطر الإنجاب غير المخطط، وتولي اهتمامًا كبيرًا بشأن تأثيره على الأسرة والمجتمع المصري. وتعمل الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، في معظم محافظات الجمهورية، من خلال 152 مركز، لتقديم خدمات تنظيم الأسرة، حيث خدمت الجمعية أكثر من 88000 سيدة، خلال عام 2014، وهو بدوره يساعد في رفع وعي الكثير من السيدات بأهمية تنظيم الأسرة. يذكر أن نسبة المواليد غير المخطط لهم بلغ 16%، من إجمالي المواليد سنويًا، و59% من السيدات المتزوجات حاليًا في مصر، يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، وبلغ معدل الخصوبة 3.5 مولود لكل سيدة، فضلًا عن أن نسبة السيدات اللاتي يعرفن وسائل محددة لتنظيم الأسرة في ازدياد، فقد بلغت نسبة المتزوجات في الفئة العمرية 15-49، واللاتي يستخدمن اللولب، 30%، تليها الحبوب بنسبة 16%، ثم الحقن بنسبة 9%. ويذكر أيضًأ أنه انخفضت نسبة استخدام اللولب ب17% في فترة ما بين 2008 – 2014، مقابل استخدام الحبوب، وبدرجة أقل في الحقن، ومن المبشر هذا العام أن الحكومة خصصت جزء من موازنتها العامة لدعم للمؤسسات الأهلية العاملة في مجال تنظيم الأسرة، بهدف رفع مستويات التنمية من خلال خفض معدلات النمو السكاني.