في إشارة إلى تزايد الإهمال في محافظة الأقصر، وواصلت سيارات الكسح ممارسات التخلص من مياه الصرف الصحي بإلقائها في مياه الترع والزراعات بعيدًا عن أعين الرقابة، وتسبب تقاعس سائقي سيارات الكسح عن التخلص من مياه الصرف بالمناطق المحددة لهم، في انتشار كبير لأمراض الكبد والفيروسات بين المواطنين وخاصة فئة الأطفال. ورصدت "التحرير" كارثة مياه الصرف في أكواب المياه لمواطني الأقصر، وما نجم عن ذلك من انتشار للأمراض، في ظل غياب دور الجهات الرقابية في المحافظة. وقال محمد حسين، موظف، 35عامًا، إن أزمة إلقاء مياه الصرف الصحي بالترع والمصارف لا تعد بالأمر الجديد على مدينة إسنا، فهي مشكلة تلاحقها منذ عدة سنوات، وهذا ما أثمر بكل أسف في انتشار الفيروسات الكبدية بين الأهالي، حيث يعتمد المزارعون على مياه الترع لري زرعاتهم، فضلًا عن قيام بعض المزارعين بالطلب من سائقي سيارات الكسح بري محاصيلهم الزراعية بمياه الصرف. ومن جانبه، قال جابر عبد المتعال، موظف، 47 سنة، إنه على الرغم من الشكاوى المتكررة من جانب المواطنين للمسئولين لمجابهة تلك الأزمة التي تهدد حياة الآلآف من مواطني مدينة إسنا جنوبالأقصر، إلا أن مجهودات سلطات المدينة لم تكن رادعة للكثير من سائقي سيارات الكسح. وبدوره، أكد محمد عارف، صاحب محل لبيع البقول، أن الأهالي لهم دور كبير في ظهور تلك الأزمة الكارثية التي تهدد صحتهم، وذلك بسبب تقاعسهم عن الإبلاغ عن سائقي سيارات الكسح غير الملتزمين بتفريغ حمولات سيارات من مياه الصرف بالمنطقة المخصصة لذلك، والاكتفاء بتقديم شكاوى غير مدعمة بأي معلومات من شأنها أن تساعد سلطات المدينة في التوصل إلى بيانات السائق المخالف. ومن جانبه، أوضح الدكتور خلف الله عمر، مدير مستشفى إسنا المركزي، أن وحدة الغسيل الكلوي التابعة للمستشفى تعمل بكل طاقتها من أجل استيعاب أعداد المرضي المصابين بفيروسات كبدية، خاصة من فئة الأطفال حيث إن الفيروسات الكبدية انتشرت بشكل كبير بين المواطنين. وأشار عمر إلى أن غلقاء مياه الصرف الصحي بالترع المعتمد عليها بعملية الري يعد من أبرز الأسباب وراء انتشار الفيروسات الكبدية، مؤكدًا أن أعداد الأصابة في تزايد مستمر وهذا ما ينذر بوجود كارثة صحية بين الأهالي لابد من التصدي لها.