إلقاء الصرف الصحي والقمامة والحيوانات النافقة في ترع الشيمي والباسوسية والساحل بالقليوبية يهدد أهالي 25 قرية بتكرار مأساة الصف وتبوير عشرات الالاف من الافدنة الزراعية وتلويث البيئة في ظل التجاهل التام من المسئولين لشكاوي المواطنين لتغطية الترع داخل الكتل السكنية أو مراقبة جرارات الكسح لمنعها من تفريغ حمولتها بالترع. تقول نجوي أحمد- ربة منزل- والدتي أصيبت منذ 5 سنوات بفيروس سي الكبدي وتضخم بالطحال بسبب اختلاط مياه ترعة الشيمي بمياه للصرف الصحي. مقلب قمامة وتضيف أم مصطفي محمود- فلاحة- الترعة لا يوجد بها مياه للري ويقوم الاهالي بالتخلص من المخلفات والحيوانات النافقة بالقائها في مياه الترعة بداية من كوبري الدائري مرورا بأبوالغيط ثم القناطر الخيرية بترعة الساحل والشيمي مما تسبب في احتراق الزرع علي الرغم من ارتفاع تكلفة السماد. أم محمد الألفية- ربة منزل- تقول: الأهالي وصلوا مواسير للصرف الصحي علي ترعة الشيمي والباسوسية لعدم وجود شبكة صرف صحي مما ترتب عليها اصابة أهالي المنطقة بالعديد من أمراض مثل الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية. تهديد المدارس أحمد محمد يشير إلي ان الحكومة قامت بعمل مصرف للصرف الصحي ببيارة أبوالمنجا بالقناطر الخيرية لالقاء حمولات سيارات الكسح بترعة الساحل والشيمي وبالأخص أمام المدارس مما ترتب عليها اصابة الأطفال بتلك المناطق بكافة الأمراض الوبائية. ويضيف أحمد صابر- فلاح- نتشاجر يومياً مع سائقي سيارات الكسح التي تكون عادة بدون لوحات معدنية ومتهالكة وتلقي أكثر من 20 نقلة في اليوم فوجئنا باشهارهم السلاح الأبيض والناري لانهم بلطجية ويقومون بتقسيم ثمن الحمولة بينهم وبين المسئول عن الترعة من الطريق الدائري حتي القناطر أكثر من ثلاثة الاف فدان مهددة بالبوار بسبب ندرة المياه بترعة الساحل بعد تحولها لمقلب قمامة ونحن مهددون بقطع أرزاقنا. ويضيف محمد أحمد: نعيش في كارثة بيئية وصحية نظرا لانتشار البعوض والذباب وانبعاث الروائح الكريهة طوال اليوم بسبب تفريغ حمولات الكسح علي مدار ال 24 ساععة بتلك الترع والتي كانت بالماضي نستخدمها للشرف وري المحاصيل الزراعية. ويقول أحمد الجبالي مدير مدرسة الحرية الابتدائية بالقناطر الخيرية والتي تقع أمام ترعة الشيمي: تقدمنا بشكاوي عديدة لتغطية الترعة وعدم إلقاء مخلفات الصرف الصحي أمام المدرسة ونطالب بتغطيتها للاستغلال المساحة المغطاة كحديقة للمدرسة والقضاء علي الروائح الكريهة والامراض المعدية حيث نضطر لاخراج التلاميذ بأنفسنا خوفاً من سقوطهم بها. تبوير الأراضي حسين الشرقاوي- رئيس لجنة البيئة بمجلس تنمية المجتمع المحلي سابقا- معظم الفلاحين يقومون باستخدام ماكينات لسحب المياه الجوفية من باطن الأرض مما يؤدي إلي نقص المخزون الاستراتيجي للدولة ويترتب عليه دخول مصر في الفترة المقبلة مرحلة التصحر بالاضافة للاضرار الجسيمة التي يسببها للتربة الزراعية من زيادة نسبة الملوحة بها بالاضافة لقيام بعض الفلاحين بالري من الترع رغم تلوثها بمخلفات الصرف الصحي علي الرغم من وجود قانون بالري والصرف برقم 12 لسنة 84 يجرم استخدام مياه الصرف غير المعالج في الزراعة وفرض غرامة مالية كبيرة وهذا طبعاً لا يحدث. ويضيف ابراهيم أنور- مزارع- كانت ترعة الشيمي والساحل تخدم 25 قرية بداية من الطريق الدائري بباسوس مروراً بالقناطر الخيرية حتي الطريق الزراعي ببنها وأصبحت الآن بؤرة تلوث بالمنطقة تضر الانسان والحيوان والنبات لما فيها من أخطر الميكروبات حيث قد أصيب حفيدي بحساسية علي بالصدر وطفح جلدي لانتشار الناموس بالاضافة لوفاة العديد من تلاميذ المدرسة الابتدائية غرقا بها ظنا بأنه مكان للمرور للبر الثاني بسبب تلال القمامة والمسئولين في غياب تام للضمير. أمراض وبائية وهنا يؤكد د. هشام الخياط- رئيس قسم الجهاز الهضمي بمركز تيودر بلهارس ان القاء الصرف الصحي بمياه الري يؤثر بالسلب علي صحة المواطنين نظرا لان مياه الشرب تنقل عن طريقها علي الرغم من تنقيتها ولذلك فان مصر تعتبر الدولة الأكثر انتشاراً للأمراض المعوية بها حيث ان نفايات الصرف الصحي تتحلل بعد فترة الي مواد كربونية وعضوية تسبب البكتريا الضارة والحشرات وينبعث منها الروائح الكريهة التي تسبب ضرراً شديداً للرئة والجهاز التنفسي وتؤدي للربو وبعد سنوات يسبب الاصابة بسرطان الرئة وهناك كارثة أخري هي تلوث الزرع حيث المياه محملة بالسموم والمواد المسرطنة من الدرجة الأولي فقد فوجئنا في العشر سنوات الأخيرة باصابة الشباب بمقتبل العمر بسرطان القولون والرئة مقابل السرطانات الوراثية فقط في الماضي بالاضافة لانتشار الفشل الكلوي وسرطان الكبد بسبب الاحماض العضوية المسرطنة بالترع. التطهير مستمر وبمواجهة رمضان متولي مدير هندسة ري قليوب بالانابة أفاد بأن التغطيات للترع تتم بالتنسيق بين الوحدة المحلية وادارة الري ويشترط للتغطية ان تكون الكتلة السكانية علي جانبي الترعة ويتم تطهير الترع حسب العقد بين الادارة والمقاول عن طريق المناقصة العامة التي يتم الاعلان عنها كل 3 شهور أو 6 شهور وتقوم الوحدة المحلية بعمل محاضر لسيارات لاصرف الصحي التي تقوم بالقاء مخلفات الصرف الصحي في الترع طبقاً للقانون 48 ويجب رفع المخلفات المجاورة للمساكن أما اذا كانت هذه المخلفات مجاورة للاراضي الزراعية فلا يتم رفعها.