حوار- محمد عمدة: كعادتها كل عام، نجحت السيناريست مريم نعوم، فى تقديم عمل درامى قادر على إثارة اهتمام الجمهور والنقاد، وهو النجاح الذى تحرص على تحقيقه مُنذ مسلسل «بالشمع الأحمر» مرورا ب«ذات»، و«سجن النسا»، وأخيرا «تحت السيطرة»، الذى يغوص فى عالم الإدمان، من خلال قصص إنسانية متشابكة، وحوار بسيط، وصادم، طرحت من خلالها عددًا من التساؤلات والإجابات عن هذا الطريق المُلغم. «التحرير»، التقت مريم نعوم، لتتعرف منها على تفاصيل مسلسلها «تحت السيطرة»، بداية من الفِكرة، وفترة التحضير، وكيفية معايشتها للمتعافين من الإدمان، وسر تأخر تنفيذ المسلسل لخمس سنوات، وطبيعة العمل مع المخرج تامر محسن، ودورها فى اختيار أبطال العمل، وأعمالها القادمة. ■ متى بدأتِ العمل فى «تحت السيطرة»؟ - فى 2010 بناء على اقتراح من المنتج جمال العدل للمخرج تامر محسن، والذى رشحنى لكتابة السيناريو والحوار، وبدأنا بالفعل فى التحضير للمسلسل، وإجراء معايشات مع متعافين من الإدمان، والتواصل مع مؤسسات علاجية. ■ ولماذا تأخر ظهور المسلسل 5 سنوات كاملة؟ - بعد أن قمت بكتابة القصة برفقة تامر، اندلعت الثورة وتوقفنا لفترة ثم انشغل كلانا فى عمل آخر، لكن جمال العدل، طلب فى 2014 إعادة العمل على المشروع لعرضه فى رمضان 2015. ■ هل تغيرت القصة بعد مرور تلك السنوات؟ - بالفعل قمنا بتغيير بعض التفاصيل، وإضافة شخصية البطلة وقصتها لأنها لم تكن موجودة فى البداية. ■ كم استغرق وقت التحضير للمسلسل وفترة الكتابة؟ - التحضير من خلال البحث والمعايشات استغرق 4 أعوام بين 2010 و2014، أما الزمن الفعلى للكتابة فتم تنفيذ العمل بصيغته النهائية فى 8 أشهر. ■ هناك تنويه عن زمالة المدمنين داخل المسلسل، ما السبب؟ - طلبوا منا ذلك وهم من كتبوا الصيغة التى تظهر فى نهاية التترات لأنهم ليسوا جهة ربحية، وكان لديهم تخوف من اعتقاد البعض أنهم مؤسسة خاصة تحصل على مقابل من أجل مساعدة المتعافين من الإدمان. ■ هل استعنتِ بدكتور نفسى لقراءة النص قبل تنفيذه؟ - لم أفعل ذلك، فقط قمت بالاستعانة بالدكتور النفسى، نبيل القط، كاستشارى فى بعض المشاهد التى تحتاج إلى معلومة طبية أو تفاصيل عن الإدمان غير ملمة بها. ■ هل قمتِ بجلسات مناقشة مع أبطال العمل للوقوف على تفاصيل الشخصيات؟ - فضلت أن نصطحب الممثلين معنا فى جلسات مع الدكتور نبيل القط، والمتعافين من الإدمان، وكل منهم كان يسأل عن التفاصيل التى يحتاجها لكى يقدم الشخصية فى أفضل صورة ممكنة. ■ ما أكثر شىء لفت انتباهك فى أثناء معايشتك عالم الإدمان؟ - خلال السنوات الأخيرة انتشرت المخدرات خصوصا «الهيروين» بأسعار قليلة جدا، حتى إنها باتت تُباع ب20 جنيها، وهو مؤشر خطر، فضلا عن وجود أماكن معروفة لدى الجميع لبيع المخدرات فى وضح النهار ولا يقف فى وجههم أحد. ■ هناك أقاويل أُشيعت حول اقتباس العمل من رواية «ربع جرام»، ما تعليقك؟ - تعجبت من تلك الأقاويل لأنها ليست صحيحة، كل ما فى الأمر أن المخرج إبراهيم بطوط، اقترح علىّ تحويل الرواية إلى فيلم فى 2006، وبالفعل التقيت عصام يوسف كاتب الرواية، وبدأنا فى التحضير للعمل، لكننى اعتذرت بعدها عن عدم استكماله، وقصة «تحت السيطرة» بدأت فى 2010 وهى مختلفة تمامًا عن الرواية ولا وجود لأى تشابه بين التفاصيل أو الشخصيات. ■ هل تدخلتِ فى اختيار أبطال العمل؟ - وجهات نظرى كانت استشارية فى اختيار الأبطال، اقترحت عددًا من الأسماء لكن فى النهاية الاختيار كان من حق المخرج وحده. ■ البعض يردد أنك الكاتبة الخاصة بنيللى كريم، ما ردك؟ - العمل مع نيللى شىء رائع، لكنه محض صدفة، فى المسلسل الأخير تحديدا كان هناك ترشيحات أخرى من قِبل فريق العمل، لكننا قررنا فى النهاية عرض الدور على نيللى كريم بشكل احترافى وانتظار ردها، وبعد قراءة العمل وافقت على أداء الشخصية. ■ من أبرز الممثلين الذين فوجئتِ بأدائهم فى «تحت السيطرة»؟ - كل المشاركين فى العمل قاموا بدورهم على أكمل وجه، لكن أبرز اثنين، جميلة عوض، لأنها المرة الأولى لها فى الوقوف أمام الكاميرا، وبعدها المخرج هانى خليفة، لأننا كنا نبحث عن ممثل يجيد أداء الشخصية ثم اقترح تامر الاستعانة بهانى، وكنت أرى أنه اختيار جيد. ■ هل تسمحين بأى تغيير فى عملك خلال تنفيذه من قِبل المخرج؟ - بالطبع لا، أنا أعمل دائما مع مخرجين لديهم احترام للنص المكتوب، كما أنهم طرف أصيل خلال فترة التحضير والكتابة من خلال القراءة والمناقشات المطولة حتى نصل فى النهاية إلى الصيغة النهائية للعمل. ■ ماذا عن أزمة عدم تسليمك حلقات المسلسل كاملة إلى المخرج؟ - هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فقد قمت بتسليم جزء كبير من المسلسل قبل بدء تنفيذه، وانتهيت من الحلقة الأخيرة فى الأيام الأولى لشهر رمضان. ■ فى «ذات» و«سجن النسا» كتبتِ عن الطبقات المتوسطة والأقل، هل تعمدتِ التغيير فى «تحت السيطرة»؟ - تعمدت ذلك ولكن بهدف محدد، فقد كنت أخشى عند بدء الكتابة من ربط الإدمان بالطبقات المتوسطة والأقل، لأنه منتشر فى كل الطبقات، وحتى لا تقول الأسر التى تعيش فى حياة أفضل «الحمد لله إن دا مش عندنا» وهو أمر غير حقيقى. ■ التعايش مع حالات الإدمان شىء مؤرق، كيف تعاملتِ مع الأمر؟ - العمل على موضوعات قاسية مثل «سجن النسا» أو «تحت السيطرة» يجعلنى محملة بكم كبير من الألم، لكن رغم ذلك أود أن أوضح أن شخصيات المتعافين من الإدمان الذين التقيتهم لديهم قصص ملهمة وأعطونى أملا فى أن هناك من يملك القوة لكى ينتشل نفسه من طريق صعب الخروج منه. ■ كيف استقبلتِ ردود الفعل على المسلسل؟ - شعرت بالسعادة لأن ردود فعل الناس مُدهشة، واستقبلت اتصالات هاتفية ورسائل من متعافين من المرض أعجبهم العمل، وأخرى من أسر مدمنين يسألون عن كيفية مساعدة أبنائهم فى التعافى وهو أكثر شىء جعلنى أشعر بنجاح العمل. ■ ما أفضل المشاهد التى أعجبتك فى المسلسل؟ - مشاهد كثيرة، على رأسها مشهد مريم عندما ذهبت إلى منزل أهلها، وحديث شريف إليها عندما طلب منها إلقاء المفتاح وانتظاره، لم أكن أعرف وأنا أكتبه كيفية تصويره، فضلا عن مشهد اعترافها بعودتها إلى الإدمان. وأيضا مشهد آخر مهم لمريم عندما اكتشفت أنها حامل رغم رفضها الأمر، لأنها «تفصيلة حريمى جدا»، والمخرج تمكن باقتدار من التعبير عن مشاعر البطلة فى تلك اللحظة الصعبة. ■ ماذا عن أعمالك القادمة بعد «تحت السيطرة»؟ - نستعد لتحويل رواية «واحة الغروب» للأديب بهاء طاهر إلى عمل تليفزيونى من إخراج كاملة أبو ذكرى، وكان من المفترض ظهوره هذا العام لكنى اعتذرت لصعوبة كتابة عملين فى وقت واحد. ■ أين مريم نعوم من السينما؟ - لدى فيلم مع المخرج مروان حامد، جاهز منذ عامين وننتظر التمويل من أجل تصويره، ويجب أن نعترف أن السينما تواجه مشكلة إنتاجية، الشركات لا تتحمس بسهولة لأى عمل لأنها تخاف الخسارة، وعلى النقيض فى المسلسلات كل شىء أحلم به يُنفذ. ■ وما الحل إذن، هل ستنحصر أعمالك فى التليفزيون فقط؟ - لا أفرق بين العمل فى السينما والتليفزيون، أنا أحب الكتابة وهذا ما أفعله فى كلتا الناحيتين، لكن لو هناك ضرورة للوجود بأعمال سينمائية سألجأ للسينما المستقلة لأننى لا أجيد الكتابة لنِجم كبير قد يتدخل بشكل غير جيد. ■ هل تابعتِ مسلسلات رمضان؟ وما أفضل الأعمال التى شاهدتيها؟ - لم أتابع بشكل جيد الأعمال الرمضانية؛ نظرا إلى انشغالى ب«تحت السيطرة»، لكننى شاهدت حلقات من «العهد»، وأحببته لذا قررت استكماله بعد انتهاء رمضان لأنه عمل خارج الصندوق. ■ بعيدا عن السينما والأعمال التليفزيونية.. كيف تقضين يومك؟ - حياتى موزعة بين الكتابة، وابنى ومتطلباته، وتأدية دورى كأم بقدر الإمكان، وهو متفهم جدا لعملى ويساعدنى كثيرا، ولدى عمل آخر أقوم به متعلق بالكتابة، وهو وجودى ضمن فريق «جمع مؤنث سالم» مع ريم ماجد، حيث أقوم بطرح أفكار، ووضع تصور لعدد من الحلقات.