300 ساحة و«رخصة» للخطابة فى «صلاة العيد» حصلت عليها الدعوة السلفية من «الأوقاف» ساحات صلاة العيد تعد فرصة مناسبة لوجود التيارات الدينية والسياسية بين الناس، ومع ابتعاد الإخوان والجماعة الإسلامية، خلت الساحة للتيار السلفى، خصوصا فى الإسكندرية، حيث لم تترك الدعوة السلفية الفرصة تفوت عليها، وسيطرت على الساحات، لا سيما أننا مقبلون على موسم الانتخابات البرلمانية. الدعوة السلفية حصلت على 300 ساحة من وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى عدد من المساجد، ومنها فى القاهرة مسجد الرحمن ومسجد الإيمان والبرج الجديد والكوثر والزوايدة والحمد، وفى الجيزة التوحيد والرحمة والمراغى والصالحين وخورشيد والحسين وأهل السنة، وفى الإسكندرية الرأس السوداء وعباد الرحمن وعزبة البحر والهدى وعزبة محسن والصفا والمروة وسيدى بشر قبلى ورب الأقصى وميامى ومحمد محمد عثمان والعصافرة. كما حصل قيادات الدعوة السلفية وحزب النور على رخصة بالخطابة فى صلاة العيد، ومنهم الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وأحمد حطيبة، عضو مجلس إدارة الدعوة، والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، والمهندس صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسى للحزب. من جهته، قال عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن وزارة الأوقاف وافقت على الطلب الذى تقدمت به الدعوة السلفية بتخصيص عدد من الساحات لإقامة صلاة العيد بها، وتولى مشايخ الدعوة إلقاء الخطب بها. الشحات أضاف أن مشايخ الدعوة حريصون على وحدة المجتمع، فالدعوة بمثابة حصن أمان لمصر أمام الأفكار التكفيرية، نافيا استغلال الساحات من قِبل الدعوة السلفية لحشد أصوات المواطنين لحزب النور، مستنكرًا إطلاق هذه الشائعات على الدعوة التى لا تهدف -على حد وصفه- إلا إلى إدخال البهجة على قلوب المسلمين فى عيد الفطر. وأشار الشحات إلى أن هناك حملة شعواء تتم على الدعوة السلفية وحزب النور، ويتم رشق الحزب بعدد من الاتهامات التى لا أساس لها من الصحة، موضحا أن الدعوة السلفية تنظم صلاة العيد فى عديد من المحافظات منذ سنوات طويلة، وما يحدث هو أزمة كل عام فى تنظيم الصلاة، وفى النهاية تنظمها الدعوة السلفية، مضيفا أن وزارة الأوقاف لا تملك دعاة وخطباء للمساجد فى كل محافظة، ولهذا فنحن نعاونها فى مهمتها. من جانبه، قال صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، إن الدعوة حصلت على ترخيص لإقامة صلاة العيد فى 300 ساحة من قِبل وزارة الأوقاف، مؤكدًا أن الدعوة السلفية لديها دعاة متميزون وحاصلون على إجازات من الأزهر و«الأوقاف» لصعود منابر المساجد والخطابة. عبد المعبود أضاف أن الدعوة السلفية تمثل صمام أمان وحائط صد قويا أمام الأفكار التكفيرية، نافيا توظيف الدعوة للصلاة فى السياسة لحشد الأصوات لحزب النور فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، موضحا أن حزب النور ليس فى حاجة إلى استخدام ساحات صلاة العيد لحشد أصوات الناخبين له، فالحزب لديه قواعد داخل الشارع ويمتلك كتلة تصويتية جيدة جدا، قائلًا: «لسنا فى حاجة إلى مثل هذه الشائعات التى تطلق بغرض تشويه الحزب قبل الانتخابات البرلمانية». فى المقابل، قال سامح عيد، الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية، إن الدعوة السلفية وحزب النور ينتظران صلاة العيد دائما على أحر من الجمر، بل ويخططان للسيطرة على الساحات منذ منتصف شهر رمضان، فهما حريصان على استخدام هذه الساحات لحشد أصوات الناخبين ولاستخدامها فى التوظيف السياسى وإملاء رؤيتهما على المواطنين. عيد أضاف أن حزب النور والدعوة السلفية يتبعان نفس أسلوب «الإخوان» باستغلال الأعياد لحشد الأصوات والدعم والتأييد لها، حيث كانت الجماعة تخطط للسيطرة على ساحات العيد قبل قدوم شهر رمضان، موضحا أن حزب النور سيحاول استغلال نفسية المواطن الذى خرج لتوه من شهر العبادات لكى يؤثر عليه ويستميله نحو دعم الحزب، خصوصا أن «النور» فقد كثيرًا من الدعم والتأييد لكون الناس أصبحت تتشكك فى دوره الحقيقى. ياسر فراويلة، الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية، قال إن حزب النور لن يدع أى فرصة دون أن يستغلها بداية من كعك العيد وقبلها الزيت والسكر وأخيرًا ساحات الصلاة، والتى يتميز فيها عن باقى الأحزاب المتنافسة افتراضيًّا فى الانتخابات، وهو ما يعطى الحزب فرصة قد لا تحصل عليها الأحزاب الأخرى، وتخل بمبدأ تكافؤ الفرص بينهم، وعليه إما أن يكون حزبا فقط ويرفع يده من الشأن الدينى وإما أن يتعامل كجمعية دينية ولا يستغل تعاطف الناس مع الدين، حتى لا نكرر «وهم الإخوان» مرة أخرى، وندخل فى متاهات الخداع كما حدث مع الداعية محمد جبريل مؤخرًا.