صحيفة واشنطن تايمز في تعليقها على إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن250 مليون دولارمن المساعدات الاقتصادية لمصر، قالت الصحيفة إنه يزيد من الجدل الدائر بالفعل في واشنطن حول ما إذا كان على الولاياتالمتحدة أن تستمر في تمويلا لحكومة التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين. وذكرت الصحيفة أنه في حينأن العديد من النواب يدعون الى وقفا لمساعدات الأمريكية لمصر، معظم المحللين يتفقون على أن الكونجرس يفتقر إلى الإرادة في تحويل ما يقرب من1.3 مليار دولارمن المساعدات العسكرية من واشنطن إلى القاهرة كل عام.
الصحيفة الأمريكية أوضحت أن مسألة المساعدات الأمريكية لمصر منذ شهورتمثل أزمة في السياسة الخارجية بين البيت الأبيض والكونجرس، حيث أنها أثار مخاوف العديد من النواب بشأن تعامل الإخوان المسلمين مع الأمن وحقوق المرأة وجماعات المعارضة، وحتى علاقة الحزب الإسلامي مع إسرائيل.
واشنطن تايمز أشارت إلى أحد الأصوات البارزة التي تعارض المساعدات الأمريكية لمصر وهي إلينا روس ليتينن التي ذكرت خلال جلسة الاستماع أن الرئيس محمد مرسي قد استقبل الرئيس الإيراني استقبالا حافلا. كما أن بعض المحللين يقولون إن دعم الولاياتالمتحدة لمصر في الماضي لا يبرراستمرار المساعدات اليوم.
الصحيفة ذكرت ما قاله مايكل روبين، باحث مقيم في معهد أمريكان انتربرايز من أنه ليسمن الحكمة للبيت الأبيض أن يستمر في الحفاظ على نظام مرسي، من خلال إعطاءه المساعدات، واعتبر أن هذا يمنعه من أن يكون مسؤولا عن تصرفاته.
ومن جانبها قالت صحيفة ماكلاتشي الأمريكية أن بيان كيري كان الأقرب للولايات المتحدة لانتقاد الرئيس المصري.
وترى أن أهداف هذه المساعدات قد تكون جديرة بالثناء، ولكنها ذكرت أنه بالنظر لحقيقة أن إدارة أوباما ستسعى إلى الخفض الأكثر إيلامام ن أجل تمويل هذا، وقالت «علينا أن نزن المفاضلات»،حيث أن تجويع الأطفال الأميركيين يكون مقابل خصوم خارجية. وعلقت بالقول «وألا ننسى أبدا أن مرسي هو من جماعة الإخوان المسلمين».
وعن نفس الموضوع قالت صحيفة جلوبال بوست الصينية «إذا وضعنا جانبا الحسابات السياسية وراء الشروط التي وضعتها واشنطن، الخطة نفسها تضرب المصالح الجوهرية للجماعات المختلفة، وبالتالي سيكون من الصعب القيام بها".
وأوضحت الصحيفة الصينية أن هذه المساعدات تتطلب خفض الدعم على الغذاء والطاقة للمصريين العاديين مع ارتفاع الأسعار، وبالتالي فإنها تنطوي على إثارة مخاطرالغضب الشعبي. كما أن جوهر الإصلاح السياسيهو تقاسم السلطة بين الإسلاميين وأحزاب المعارضة اليسارية والليبرالية، لذلك فالصحيفة ترى أنه في مثل هذا البلد المستقطب للغاية، هناك مخاطر سياسية عالية جدا لتنفيذ هذه الخطة واقعيا.
جلوبال بوست ذكرك أنه من الواضح أن هناك اعتبارات سياسية كامنة وراء العرض الأمريكي، موضحة أنه بعد أن تعهد بتقديم المساعدات الاقتصادية، لمح كيري أن تقديم المزيد من المساعدات سيعتمد على ما إذا كان مصرتفي بوعود الإصلاحات الاقتصادية والسياسية.
كما أنها بوصفها البلد الأكثر سكانا في منطقة الشرق الأوسط، التداعيات الداخلية من المرجح أن تزيد من تعقيد الوضع في المنطقة، وتهدد إمدادات الطاقة إلى الولاياتالمتحدة وتهدد أمن إسرائيل، وذكرت الصحيفة أن هذا هو آخرما ترغب فيه الولاياتالمتحدة.
الصحيفة ترى أنه إذا تمكنت مصر من الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة، يمكن لواشنطن الاعتماد على حليفها التقليدي لتوسيع نفوذها على قضايا الأزمة السورية، والشرق الأوسط وعملية السلام وبرنامج إيران النووي. وأرجعت الصحيفة السبب في أن إدارة أوباما تقدم خطة التمويل مقابل الإصلاح لحليفتها إلى أن استقرار مصر يخدم مصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. لكنها ذكرت أن الوضع على أرض الواقع هو أكثر تعقيدا مما تتوقع واشنطن، مما يشيرإلى أن الخطة غير ذي صلة وليس من المرجح أن تنجح.