توقعت صحيفة «ماكلاتشي» الأمريكية أن طريقة تعامل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الربيع العربي، من المحتمل أن تبرز في المناظرة الثالثة والأخيرة، بينه والمرشح الجمهوري ميت رومني، حيث سيناقش كلاهما السياسة الأمريكية الخارجية. ورأت الصحيفة أن صعود الإسلاميين المحافظين في بلاد كانت تعتبر في وقت ما من الحلفاء الأقوياء للولايات المتحدة، عمل على تقويض المصالح الأمريكية في المنطقة، كما يتفق المحللون السياسيون، فإن الولاياتالمتحدة لم تقم سوى بالقليل لإيقاف تلك الثورات، والتأثير الطويل المدى لهذه التغيرات لا يزال غير واضح. وأضافت ماكلاتشي «أنه وفقا لآراء الخبراء، يجب على الرئيس الذي سينتخب لأربع سنوات مقبلة، إدراك عدم وجود رغبة شديدة للموقف الأمريكي الأبوي القديم تجاه الدول العربية؛ حيث يطالب القادة الجدد بعلاقة أكثر احتراما وتوازنا، كالعلاقة الأمريكية مع تركيا والدول الأوروبية».
ماكلاتشي نقلت عن ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن قوله «شيء واحد مضمون، هو أن النفوذ الأمريكي أصبح محدودا، فقد تحولت كثير من المجتمعات العربية إلى الداخل، لذلك أصبحت الأولويات بطبيعتها محلية». وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الديمقراطيين يدافعون عن دعم الإدارة الأمريكية عن الاحتجاجات العربية بحجة أن الولاياتالمتحدة تقف إلى جوار الجانب الصحيح من التاريخ، واصفين عدم الاستقرار الحالي وزيادة الهجمات المتطرفة بإخفاقات مؤقتة، بينما تقول حملة رومني أن سياسة الرئيس أوباما الخارجية «منهارة». ويقول براون «لست متأكدا من أن سياسة خارجية جديدة قد تأتي إلى أي نتيجة مختلفة». وأبرزت روية المحللين بأن التأثير الأمريكي بدأ يتلاشى بشكل كبير حيث تحاول الحكومات العربية الجديدة إثبات سيادتها و الاستقلال عن المساندين الغربيين، مضيفة أن الانتخابات في تونس ومصر، التي أدت إلى صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة شكلت فترة تردد بالنسبة للولايات المتحدة لتحدد من ستدعم في المعارضة السورية. ولفتت «ماكلاتشي» إلى أن مصر اختبار مهما للسياسة الخارجية الأمريكية، قائلة أن كثير من المصريين الذين صوتوا للإخوان المسلمين لم يسامحوا الولاياتالمتحدة بعد على مساندتها للمستبد حسني مبارك لقرابة 3 عقود.
واستشهدت بقذف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالطماطم في زيارة أخيرة لها بالقاهرة، وإلى نتائج استطلاعات الرأي التي يرفض فيها المصريون بأعداد كبيرة المساعدة المالية من الحكومة الأمريكية.
يقول براون«مصر لم تعد متمثلة في الرئيس، ولكنها أصبحت دولة ذات مؤسسات، سيكون عليها التعامل مع البرلمان، ومع الجيش، ومع الحكومة».
أضافت الصحيفة الأمريكية «أنه ينبغي على الإدارة الجديدة رسم سيناريو جديد لمصر ولبقية المنطقة، إن النظام الأمريكي القديم؛ شراء السلام بالمعونة الأجنبية، لن يفلح مع النظام السياسي الجديد بالشرق الأوسط الذي يسعى للحصول على علاقات أمريكية تعتمد على مصالح مشتركة، وهو ما يردده الإخوان المسلمين بولع».
وأخيرا نقلت «ماكلاتشي» عن ميشيل حنا، الباحث في «سينشري فونديشان الأمريكية» لن تتم رشوتهم مرة أخرى، سيدعم المصريون كامب ديفيد لأنهم قرروا أن من مصلحة مصر الوطنية القيام بهذا.