مجلس أمناء الحوار الوطني يتابع تنفيذ الحكومة الجديدة لتوصياته    مدرب البنك الأهلي: لن أخوض مباراة زد قبل مواجهة سموحة    بسمة وهبة تتنقد تقصير شركة شحن تأخرت في إرسال أشعة ابنها لطبيبه بألمانيا    برواتب تصل ل11 ألف.. 34 صورة ترصد 3162 فُرصة عمل جديدة ب12 محافظة    ملفات شائكة يطالب السياسيون بسرعة إنجازها ضمن مخرجات الحوار الوطني    بنها الأهلية تعلن نتيجة المرحلة الأولى للتقديم المبكر للالتحاق بالكليات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 1 يوليو 2024    13 فئة لها دعم نقدي من الحكومة ..تعرف على التفاصيل    برلماني يُطالب بإعادة النظر في قانون سوق رأس المال    مع بداية يوليو 2024.. سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم    التطبيق من 6:00 الصبح .. المواعيد الجديدة ل غلق وفتح المطاعم والكافيهات ب القليوبية    اتحاد العمال المصريين في إيطاليا يكرم منتخب الجالية المصرية في موندياليتو روما 2024    4 جنيهات ارتفاعًا في سعر جبنة لافاش كيري بالأسواق    رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة يبحث مع العاملين مستوى النظافة بالعاصمة    بدء محادثات الأمم المتحدة المغلقة بشأن أفغانستان بمشاركة طالبان    الرئيس الكيني يدافع عن تعامله مع الاحتجاجات الدموية في بلاده    رودرى أفضل لاعب فى مباراة إسبانيا ضد جورجيا فى يورو 2024    زيلينسكي يحث داعمي بلاده الغربيين على منح أوكرانيا الحرية لضرب روسيا    انتخابات بريطانيا 2024.. كيف سيعيد ستارمر التفاؤل للبلاد؟    بحضور 6 أساقفة.. سيامة 3 رهبان جدد لدير الشهيد مار مينا بمريوط    يورو 2024 – برونو فيرنانديز: الأمور ستختلف في الأدوار الإقصائية    رابطة الأندية تقرر استكمال مباراة سموحة ضد بيراميدز بنفس ظروفها    موعد مباراة إسبانيا وألمانيا في ربع نهائي يورو 2024    عاجل.. زيزو يكشف كواليس عرض بورتو البرتغالي    بسيوني حكما لمباراة طلائع الجيش ضد الأهلي    بسبب محمد الحنفي.. المقاولون ينوي التصعيد ضد اتحاد الكرة    من هي ملكة الجمال التي أثارت الجدل في يورو 2024؟ (35 صورة)    امتحانات الثانوية العامة.. 42 صفحة لأقوى مراجعة لمادة اللغة الانجليزية (صور)    حرب شوارع على "علبة عصير".. ليلة مقتل "أبو سليم" بسبب بنات عمه في المناشي    مصرع 10 أشخاص وإصابة 22 فى تصادم ميكروباصين بطريق وادى تال أبو زنيمة    صور.. ضبط 2.3 طن دقيق مدعم مهربة للسوق السوداء في الفيوم    إصابة 4 أشخاص جراء خروج قطار عن القضبان بالإسماعيلية    شديد الحرارة والعظمى في العاصمة 37.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بالصور والأرقام | خبير: امتحان الفيزياء 2024 من أسئلة امتحانات الأعوام السابقة    التحفظ على قائد سيارة صدم 5 أشخاص على الدائري بالهرم    تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة    بالصور.. أحدث ظهور للإعلامي توفيق عكاشة وزوجته حياة الدرديري    ربنا أعطى للمصريين فرصة.. عمرو أديب عن 30 يونيو: هدفها بناء الإنسان والتنمية في مصر    عمرو أديب في ذكرى 30 يونيو: لولا تدخل الرئيس السيسي كان زمنا لاجئين    «ملوك الشهر».. 5 أبراج محظوظة في يوليو 2024 (تعرف عليهم)    محمد الباز يقدم " الحياة اليوم "بداية من الأربعاء القادم    في أول أعمال ألبومه الجديد.. أحمد بتشان يطرح «مش سوا» | فيديو    مدير دار إقامة كبار الفنانين ينفي انتقال عواطف حلمي للإقامة بالدار    من هنا جاءت فكرة صناعة سجادة الصلاة.. عالم أزهرى يوضح بقناة الناس    تعاون بين الصحة العالمية واليابان لدعم علاج مصابي غزة بالمستشفيات المصرية    علاج ضربة الشمس، وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها    ذكرى رأس السنة الهجرية 1446ه.. تعرف على ترتيب الأشهر    تيديسكو مدرب بلجيكا: سنقدم ما بوسعنا أمام فرنسا    وزير الري: الزيادة السكانية وتغير المناخ أبرز التحديات أمام قطاع المياه بمصر    رئيس الوزراء: توقيع 29 اتفاقية مع الجانب الأوروبي بقيمة 49 مليار يورو    أمين الفتوى: التحايل على التأمين الصحي حرام وأكل مال بالباطل    هل تعاني من عاصفة الغدة الدرقية؟.. أسباب واعراض المرض    فيديو.. حكم نزول دم بعد انتهاء الحيض؟.. عضو بالعالمى للفتوى تجيب    اعرف الإجازات الرسمية خلال شهر يوليو 2024    جامعة القاهرة تهنئ الرئيس والشعب المصري بثورة 30 يونيو    أبوالغيط يبحث مع وزير خارجية الصومال الأوضاع في بلاده    محافظ الإسكندرية يطلق حملة "من بدري أمان" للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعب بورسعيد: القصاص قبل الانتخابات
نشر في التحرير يوم 24 - 02 - 2013

يبدو أن محمد مرسى لا يزال يتعامل كأنه فى جزيرة منعزلة عما يحدث فى مصر. المصريون فى وادٍ وهو فى وادٍ آخر بسياسات جماعته، متجاهلا ضيق الشارع به وبإخوانه ومرشده، إلى الحد الذى جعل البعض يعتقد أنه حتى لا يرى فى خروج الآلاف الغاضبين الذين يعلنون عدم اعترافهم بشرعيته أمرا يستحق عناء النظر.
وفى الوقت الذى يدعو فيه مرسى الناخبين للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس النواب على أربع مراحل تبدأ يومى 27 و28 أبريل المقبل، يرفع عديد من المحافظات، لا سيما مدن القناة، فى وجهه راية العصيان المدنى، تنديدا بما يقوم به هو وجماعته وحكومته.
الحال فى المدينة الباسلة بورسعيد لا يختلف كثيرا هذه الأيام عنه الأيام الماضية، فلا يزال شعب بورسعيد وأولتراس النادى المصرى وأسر الشهداء والمصابين مستمرين فى العصيان المدنى والاعتصام حتى القصاص للشهداء ومحاكمة وزير الداخلية وإقالة النائب العام.
«مافيش انتخابات قبل القصاص»، هكذا يمكن أن نلخِّص المشهد الحالى فى بورسعيد. هم أعلنوها صراحة بعد مرور نحو شهر على مجزرة السجن العمومى، ولا شىء جديد، وهو ما دفع الجميع هنا لتهديد إجراء الانتخابات البرلمانية، محذرين من الذهاب إلى صناديق الانتخابات، واصفين إياها ب«صناديق ملطَّخة بالدماء»، مهددين بمحاصرة اللجان الانتخابية ومنع مرشحى بورسعيد من خوض الانتخابات فى حالة الإصرار على إجرائها.
المدينة الباسلة التى وجدت اسمها بين عشية وضحاها ضمن المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، عبَّرَت عن استيائها وغضبها تجاه الرئيس مرسى وحكومته، لا سيما فى ظل عناده وإصراره على إجراء الانتخابات البرلمانية رغم ما يحدث فى بورسعيد.
مميش يستغيث بمرسى بعد تهديدات «إرشاد السفن» بإغلاق قناة السويس
بورسعيد: محمود عبدالله وأحمد سعيد وفتحى محمد وإبراهيم زكى:
فى تصعيد خطير للأوضاع فى المدينة الباسلة بورسعيد، هدد العاملون بإرشاد السفن وتحركات بورسعيد بإغلاق المجرى الملاحى لقناة السويس، وهو ما دفع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، إلى عقد اجتماع مغلق مع مسؤولى حركة التحركات «إرشاد السفن» بالمجرى الملاحى للقناة و5 ممثلين عن أعضاء الترسانه البحرية، وذلك بعد إرسال رسالة تحذيرية إليه من قِبل العاملين بإرشاد السفن بالمجرى الملاحى بالقناة، اعتراضا منهم على تصريحاته الخاصة بانتظام العمل بقناة السويس ومرور السفن، مؤكدين أنهم لن يقبلوا بمثل هذه التصريحات وأنهم متضامنون مع مطالب أهالى بورسعيد، وفى مقدمتها القصاص لدماء الشهداء، وإقالة وزير الداخلية ومحاكمته على قتل المتظاهرين من أبناء بورسعيد.
الفريق مهاب مميش استجاب للرسالة بعد أقل من ساعة من إرسالها، خصوصا أنها اشتملت على تهديدات بإغلاق المجرى الملاحى لقناة السويس، بسبب الاستفزازات المستمرة من قِبَل مؤسسة الرئاسة والحكومة وبعدها تصريحات رئيس الهيئة نفسه، إذ اجتمع الفريق مهاب مميش مع العاملين فى قلب مقر عملهم بتحركات السفن ببورسعيد «الإرشاد»، وهو الاجتماع الذى ضم كلا من إيهاب الزور ممثل نقابة العاملين بالتحركات وهانى أبو عبده و5 من ممثلى الترسانة البحرية.
وجدى فؤاد رئيس تحركات السفن ببورسعيد أكد ل«التحرير» أن العاملين طالبوا خلال الاجتماع بضرورة تنفيذ مطالب أهالى بورسعيد وأنهم لن يصبروا أكثر من ذلك، قائلين «رجالتك قنبلة موقوته يا ريس.. وصّلها للرئيس مرسى قبل فوات الأوان»، مشددين على أنهم نقلوا للفريق مميش أنهم سيتحركون لإغلاق المجرى الملاحى للقناة خلال 48 ساعة من الآن فى حال عدم الاستجابة للمطالب واستمرار الاستفزازات الموجهة إليهم. وجدى أضاف أن رئيس هيئة قناة السويس أكد خلال اللقاء أنه سينقل رسالتهم للرئيس «حالًا» بمجرد انتهاء الاجتماع، وفى ما يخصّ تصريحاته عن العمل بالقناة وحركة السفن قال إنه لا بد أن يترك انطباعا جيدًا للعالم عن انتظام حركة السفن بالمجرى الملاحى للقناة.
جدير بالذكر أنه بعد الانتهاء من الاجتماع مباشرة، ترك الفريق مهاب مميش مقر الاجتماع مؤكدا أنه سيبلغ الرئاسة بكل التفاصيل الدائرة بقناة السويس وهيئة الملاحة والترسانة البحرية وسيبلغهم صورة الموقف كاملة.
وبنجاح ساحق، يواصل عصيان بورسعيد المدنى نجاحه رغم حملة التشويه الدائمة له من جماعة الإخوان المسلمين بأنه عصيان لا قيمة له ووهمى وأن البورسعيدية يحاولون تهويل المشهد.
مئات من أعضاء أولتراس «جرين إيجلز»، قطعوا صباح أمس، الطريق الرئيسى بين بورسعيد والإسماعيلية والقاهرة، ومنعوا حركة السيارات تمامًا، كما منعوا دخول سيارات شحن المواد الغذائية والبترول والسولار فى الوقت الذى أغلقوا فيه منفذ الرسوة الجمركى. وتعطلت حركة سفر سيارات النقل العام بين بورسعيد والمحافظات، احتجاجًا منهم على تجاهل الدولة مطالبهم، فى تصعيد للعصيان المدنى الذى يدخل يومه السابع، مؤكدين استمراره حتى عودة الحقوق لبورسعيد وأهلها. فى الوقت نفسه أجبر المتظاهرون موظفى الجمارك بميناء بورسعيد على مغادرة أعمالهم بعد أن أغلقوا البوابات الخارجية للميناء، أمس بدأت المسيرات تنظلق من أمام مبنى المحافظة فى الثامنة صباحا متجهة إلى باب 20 الجمركى بمصلحة الجمارك، وهتف المتظاهرون ضد حكم الإخوان، ثم مرت المسيرات على جميع المصالح الحكومية لتأكيد تعطيل القطاع العام وأن العصيان المدنى مستمر، كما خرجت مسيرات أخرى من بورفؤاد باتجاه ميدان الشهداء للتنديد بحكم الإخوان. وبخصوص هيئة الاستثمار فقد كانت هناك دعوات أول من أمس لعدم التوجه والتظاهر عند منطقة الاستثمار حتى لا يحدث احتكاك مع القوات المسلحة ويواصل البورسعيدية عصيانهم المدنى لليوم السابع، مع التفكير فى تصعيد جديد إيمانًا منهم بأن محمد مرسى رئيس الجمهورية لن يستجيب لمطالب هذا العصيان لأنه فى وادٍ والشعب فى وادى آخر.
لبلكونات فى بورسعيد تعلق أعلام دولة بورسعيد الجديدة ذات الألوان الأسود والأبيض والأخضر الذى استبداله باللون الأحمر المميز لعلم مصر، ومكتوب مكان النسر «دولة بورسعيد» فى مشهد يعبر للجميع كيف وصل الحال ببورسعيد وكيف أصبح أهلها لا يريدون الانتساب إلى جمهورية مصر العربية تحت حكم الإخوان المسلمين فى ظل الاضطهاد الشديد الذى تتعرض له المدينة، وفقا لكلام مواطنيها وتجاهل السلطة الحاكمة هذه المطالب، وهو ما يرد عليه الشارع البورسعيدى بأن العصيان مستمرّ، وتعليقا على إغلاق شعب المدينة الباسلة لميناء شرق بورسعيد.
سيناريوهات الأولتراس تجاه الانتخابات
1 المقاطعة تماما ومنع التصويت
2 المشاركة وإسقاط مرشح الإخوان
3انتخابات موازية لمدينة بورسعيد
بورسعيد- فتحى محمد وأحمد سعيد:
«مافيش انتخابات لمجلس الشعب فى بورسعيد» بهذه العبارة جاء أول رد فعل من «أولتراس مصراوى» على تجاهل الرئيس محمد مرسى للعصيان المدنى فى المدينة الساحلية، والذى دخل يومه السادس، وإعلانه عن موعد بدء الانتخابات البرلمانية فى نهاية شهر أبريل المقبل، وحذر الأولتراس مرسى وحكومته من التمادى فى تجاهل مطالب أهالى المدينة الباسلة، مؤكدين أن حديث مؤسسة الرئاسة عن إجراء الانتخابات البرلمانية أمر فى منتهى الخطورة وفيه تحد لجميع أهالى بورسعيد الذين لن يصمتوا أكثر من ذلك.
محمد عصفور كابو أولتراس «سوبر جرين» قال ل«التحرير» إنه لن يتم إجراء الانتخابات البرلمانية فى بورسعيد وفقا لما أعلن من قبل مرسى، طالما لم يتحقق القصاص لدماء الشهداء، مشددا على مقاطعة جميع أهالى بورسعيد الانتخابات البرلمانية قائلا «لن يكون هناك تصويت فى اللجان الانتخابية فى بورسعيد». وأضاف عصفور أنه سيتم تشكيل مجموعات من أولتراس مصراوى لمتابعة اللجان الانتخابية ومقارها فى أثناء الانتخابات والتأكد من خلوها من الناخبين، كما أنه سيتم التنسيق مع أسر الشهداء المصابين وأهالى بورسعيد لحثهم على مقاطعة الانتخابات وعدم النزول إلى اللجان والتصويت، بالإضافة إلى أنه تم الاتفاق على أن تأمين اللجان والمقار الانتخابية سيكون من قبل مجموعات من الأولتراس على مستوى المناطق كافة فى بورسعيد. وأوضح الكابو أن الأولتراس وضع العديد من الخيارات والسيناريوهات فى ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية وأولها المقاطعة تماما وعدم التصويت فى المدينة بأكملها ومنع الانتخابات للتأكيد على أنه لا انتخابات قبل القصاص لدماء الشهداء والسيناريو الثانى هو النزول والمشاركة وانتخاب أحد أبناء بورسعيد ممن وقفوا بجوار أهالى الشهداء ودعموا القضية وإسقاط الإخوان فى الانتخابات البرلمانية فى بورسعيد، بحيث تكون المحافظة الوحيدة التى لا يوجد فى البرلمان المقبل عضو عنها من جماعة الإخوان المسلمين. أما السيناريو الثالث الذى سيتم العمل عليه فى حال استمرار العناد والتجاهل الرئيسى لمطالبنا فهو عمل انتخابات موازية لمدينة بورسعيد لتكون ممثلة ومعبرة بحق عن أهالى المدينة الباسلة ويتم الإعلان فى حشد جماهيرى كبير أن هؤلاء هم الممثلون عن شعب وأهالى المدينة، وسيكون هذا نوعا من التصعيد الجديد فى ظل التجاهل من قبل النظام. أما محمد المصرى كابو أولتراس مصراوى فقد أكد ل«التحرير» أن مجموعات الأولتراس يتم حاليا التنسيق فى ما بينها بحيث يتم التفكير فى الإجراءات والخطوات التصعيدية التى سيتم اتخاذها خلال الأيام المقبلة بما فيها الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن أولتراس مصراوى ستتحكم فى عملية الانتخابات فى بورسعيد ولن يتم إجراء الانتخابات بالمدينة.
قاضى المحاكمة الشعبية: مرسى ضيف شرف فى لعبة سياسية يقودها مكتب الإرشاد
بورسعيد- محمود عبدالله وإبراهيم زكى:
مفيش انتخابات.. شعار بورسعيدى مرفوع هنا فى المدينة الباسلة فى وجه محمد مرسى الذى يستفز المصريين، وخصوصا البورسعيدية، حيث أكد البورسعيدية أنهم أنهم لن يسمحوا بإجراء انتخابات لمجلس النواب فى بورسعيد، خصوصا أن الشعب البورسعيدى يسعى لإسقاط الرئيس مرسى الذى يقابل هذا الإسقاط بإعلان انتخابات مجلس النواب بحجة بناء موسسات الدولة بالإضافة إلى استفزاز إخوانه من الجماعة لشعب بورسعيد بأن العصيان المدنى فى محافظاتهم «فشنك» ووهمى وغير حقيقى.
البورسعيدية أكدوا أن يوم الانتخابات سيتم فيه إغلاق المدارس وأى مكان قد يكون لجنة انتخابية مثل الجامعات، بالإضافة إلى عن عدم نزول البورسعيدية للتصويت، وكل هذا فى حال تقدم أحد من بورسعيد بأوراق ترشحه، وحذروا الإخوان وخصوصا أكرم الشاعر النائب البورسعيدى الإخوانى من إعلانه الترشح للانتخابات أو حتى دخول بورسعيد مرة أخرى، وقالوا «لو هو راجل ييجى بورسعيد تانى»، فى ظل اختفائه واختفاء الإخوان عن المشهد السياسى المحتقن فى بورسعيد خوفا من بطش البورسعيدية الذين وصل كرههم للإخوان لأقصى مدى، وهو ما ظهر فى المحاكمة الشعبية أول من أمس لمحمد مرسى رئيس الجمهورية وأعوانه، وتم إعدامه فى ميدان الشهداء.
البورسعيدية حذروا السلفيين من محاولة الترشح للانتخابات القادمة لعدم رضاهم عنها، واعتبروا دخول أى بورسعيدى هذه الانتخابات خيانه لشعب بورسعيد الذى راح منه 43 ضحية فى أحداث موقعة السجن لتعلن بورسعيد أن الشرعية ليست للصندوق الذى يتم تزويره والتلاعب به واستغلال المواطنين وتوزيع الرشاوى الانتخابية، وإنما الشرعية للشعب الرافض لنظام الإخوان المسلمين وحكم مرسى.
يوم الخميس الماضى أبلغ رئيس مجمع محاكم ونيابات بورسعيد العاملين بالمجمع بتعليق العمل فى المحاكم وجميع النيابات باعتبار أن فى بورسعيد عصيانا مدنيا، رغم أن اللجنة المشرفة على العصيان فى بورسعيد أكدت أن المحاكم تم استثناؤها من العصيان المدنى مثل المستشفيات وأقسام الشرطة لعدم تعطيل مصالح المواطنين أو وقوع أى ضرر عليهم، لكن اللجنة فوجئت بقرار رئيس مجمع محاكم بورسعيد، وكانت حجته أنه لا يضمن سلامته أو سلامة القضاة فى ظل موجة العصيان المدنى التى تجتاح بورسعيد.
أشرف العزبى محامى شهداء مذبحة السجن ومتهَمى مذبحة بورسعيد وكذلك عضو لجنة تنسيق العصيان، أكد أن تعطيل العمل بالقضاء إنما هو تحايل على مطلب الشعب البورسعيدى بضرورة ندب قاضٍ للتحقيق فى أحداث موقعة السجن، موضحا أن إغلاق مجمع المحاكم سيعطل التحقيقات فى أحداث موقعة السجن. العزبى أضاف أنه طلب ندب قاضى تحقيق فى وقائع قتل 43 من أبناء بورسعيد على يد الداخلية، إلا أنه أكد أن النيابة العامة قررت ندب قاضٍ للتحقيق فى واقعة اقتحام سجن بورسعيد الذى لم يتم اقتحامه من الأساس، ولم تُصدِر النيابة أى قرار للتحقيق فى جرائم القتل التى حدثت فى بورسعيد، وهو ما سيشعل الشارع البورسعيدى أكثر خلال الفترة القادمة بسبب تحايل النائب العام على مطالب الشعب البورسعيدى.
أما بخصوص قضية المذبحة التى تم فيها الحكم على 21 متهما بالإعدام والحكم النهائى 9 مارس القادم فقد أكد محامى المتهمين أنه لا توجد تطورات جديدة، موضحا أنه سينتظر الحكم النهائى وبعدها سيقرر ماذا سيفعل.
العزبى، قاضى المحاكمة الشعبية التى تم فيها إعدام الرئيس مرسى فى ميدان الشهداء، أكد أن هذا الإجراء جاء ليكون تعبيرا حقيقيا عن رغبة الشعب البورسعيدى فى سقوط شرعية محمد مرسى ورحيله عن حكم مصر التى لا يحكمها، وإنما هو ضيف شرف فى لعبة سياسية يقودها فريق مكتب الإرشاد، متمسكا باللعب رغم الهزائم المتلاحقة، وأضاف العزبى أن الإخوان ومرسى لا يقدرون بشكل حقيقى غضب الشارع البورسعيدى، وهو ما سيؤدى إلى التصعيد فى الأيام وفى حضور الآلاف من أهالى بورسعيد فى ميدان الشهداء، وفى مشهد اتسم بالتحضر والسلمية، عقدت محاكمة شعبية لمحمد مرسى والمتهمين الآخرين فى أحداث بورسعيد التى راح ضحيتها 45 شهيدا، وقد قام أشخاص بارتداء ماسكات تمثل المتهمين، وهم بالإضافة إلى مرسى الدكتور هشام قنديل واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء محسن راضى مدير الأمن ببورسعيد. كما ضم قفص الاتهام كلا من خيرت الشاطر القيادى بجماعة الإخوان المسلمين وعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة.
فى حين تشكلت هيئة محكمة الشعب من هانى الجبالى رئيسا، وعضوية إسلام عوض عبد المجيد عضو يسار، ومحمد رشاد عضو يمين، وممثل ادعاء النيابة عن الشعب أشرف العزبى الناشط الحقوقى، والمدعى بالحق المدنى أمل الفحلة وبكر حسن، وعن المتهمين أشرف أحمد وسامر مرجان وممدوح شمس.
المحاكمة بدأت بعرض لأدلة الإدانة على شاشة عرض ضخمة من مقاطع فيديو مصورة، توضح إطلاق النار الحى بصورة عشوائية على المواطنين من قبل قناصة الداخلية. كما ظل الشخص الذى ارتدى قناع مرسى يشير بإصبعه بصورة مستمرة طوال المحاكمة بصورة تهديدية مرتديا جلبابا أبيض.
مرافعة النيابة ذكرت أن المتهم الأول «مرسى» قام بتشجيع رجال الشرطة فى التعامل الغادر والغاشم مع أبناء بورسعيد، بل واعترف علنا بأنه قد أعطى وأصدر أوامره إلى وزير داخليته «المتهم الثالث» بضرورة التعامل الحازم مع الجميع، كما هدد بتصعيد التعامل الأمنى وبالويل والثبور وعظائم الأمور، واتهم أهل بورسعيد زورا وبهتانا بالبلطجة والإرهاب، ومحاولات إسقاط الطائرات العسكرية فى سماء المدينة، وراح يفرض حظر التجوال والحصار على أهل مدن القناة.
أما المتهم الثانى بصفته رئيس مجلس الوزراء فلم يصدر منه بيان واحد يدين أو يشجب ما أصاب أهالى المدينة الباسلة التى هى فى أعناقنا أيقونة النضال وسبيكة المقاومة، ولم يقل أو يعفى وزير الداخلية من منصبه، وهو ما يعد اعترافا ضمنيا منه بمشاركة المتهمين الأول والثالث والرابع بوصفه مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى فى التخطيط للأحداث.
أما المتهم الرابع اللواء محسن راضى مدير أمن بورسعيد فهو مسؤول عن المذبحة التى ارتكبها قناصة وزارة الشرطة التى أسفرت عن سقوط 45 شهيدا برصاص حى، وذلك بنطاق محيط سجن بورسعيد العمومى وبدائرة قسم شرطة العرب بوسط مدينة بورسعيد.
كما ثبت للمحكمة تورط المتهمين الخامس والسادس «الشاطر والعريان» فى الأحداث بوصفهما قياديين بارزين فى جماعة دينية محظورة وهى جماعة الإخوان المسلمين، وهى التى ثبت يقينا أنها تمارس الإرهاب المادى والمعنوى وتحرك ميليشيات عسكرية مسلحة بتدعيم من عناصر خارجية، وكتائب الجناح العسكرى لحركة حماس بأموال قطرية وإيرانية بهدف تصفية المعارضة السياسية.
وبعد انعقاد المحاكمة مرة أخرى ألقى رئيس المحكمة نص الحكم بعد الاطلاع على المادة 381 من الإجراءات، حكمت المحكمة وبإجماع آراء أعضائها بإحالة أوراق كل المتهمين إلى فضيلة مفتى جمهورية مصر العربية لأخذ الرأى.
بعد سماع الحكم علت هتافات الحاضرين مدوية «الشعب يريد إعدام الرئيس»، و«يا مبارك قول لمرسى الزنزانة بعد الكرسى»، و«اضرب نار اضرب حى بكرة يا مرسى دورك جاى»، صور الشهداء تزيِّن الاعتصام، كما أنها معلقة أيضا فى كل شوارع بورسعيد الممتلئة بلافتات تعازٍ لأهالى الضحايا ولافتات الحداد السوداء. الاعتصام لا يضم أهالى الشهداء فقط بل وأصحابهم الذين يشعرون أنهم فقدوا شيئا من الصعب تعويضه. يقول صديق أحد الشهداء من المعتصمين فى ميدان المسلة إنهم لن يغادورا الاعتصام قبل التحقيق فى أحداث موقعة السجن وإدانة الداخلية التى فتحت النار بشكل عشوائى وقتلت من ليس له ذنب بحجة أنه سيقتحم سجن بورسعيد لتهريب المساجين.
حتى فجر أمس كانت «التحرير» داخل اعتصام أهالى شهداء مذبحة السجن التى راح ضحيتها 43 من شباب بورسعيد، كان آخرهم محمود النحاس صاحب صالون الحلاقة الذى لم يكن له أى علاقة بالأحداث وتوُفِّى بعد 10 أيام داخل العناية المركزة. أما أمام ديوان المحافظة فقط قسم المعتصمين أنفسهم إلى مجموعات لتأمين الاعتصام فى الفجر.
وفى الصباح يبدأ المتظاهرون فى التجمع أمام الاعتصام لبدء المسيرات ابتداء من الثامنة والعودة بعد ذلك إلى ميدان الشهداء للتنديد بحكم الإخوان، والمطالبة بحقوق البورسعيدية المهدرة منذ أيام النظام السابق حتى زمن الإخوان ومرسى وجماعته التى لا تختلف عن مبارك. بالعكس فى بورسعيد الجميع يردد أن مبارك أفضل من مرسى بمراحل.
مبانى بورسعيد الحكومية.. مُغلَقة حتى إشعار آخر
كتب- أحمد سعيد وفتحى محمد:
«التحرير» رصدت وجود حراسات أمنية مكثفة من الجيش على أغلب المنشآت المحيطة بالاعتصام لتأمينها وإحكام قبضته على الشوارع الرئيسية المؤدية من وإلى مقر الاعتصام، لا سيما أن تلك المنطقة تضم أغلب المنشآت الحيوية فى بورسعيد، مثل مبنى ديوان عام محافظة بورسعيد ومحكمة بورسعيد الابتدائية وسنترال بورسعيد ومتحف بورسعيد الحربى ومبنى الغرف التجارية، وكذلك عدد من المنشآت والنقابات المهنية والقرى السياحية، إذ شهد أغلب المدارس بمحيط الاعتصام هدوءا تامًّا منذ الصباح الباكر، بعدما تم إغلاقها بالجنازير، وخوت من الطلبة والمدرسين والموظفين والعمال، إذ كان جميع العاملين بهذه المدارس فى الاعتصام معلنين انضمامهم إلى العصيان المدنى، فقد اتخذ الطلاب والمدرسون موقفا موحدا منذ اللحظة الأولى ورفضوا جميعا الذهاب إلى المدارس، كأن الطلاب «لموا الكراريس وخرجوا ليعلِّموا الجميع درسا فى الخروج للمطالبة بحق الشهيد». قوات الجيش أيضا ظهرت بقوة لتأمين المدارس والكليات المجاورة لمكان الأحداث خشية وقوع أى احتكاكات بين الأولتراس والطلاب الذين يرغبون فى حضور المحاضرات أو الحصص المدرسية.
كذلك أغلق ديوان عام المحافظة أبوابه، وسط حراسته من قِبل مدرعات ومصفحات الجيش لتأمينه، كما أغلق سنترال بورسعيد ومبنى الغرف التجارية ومتحف بورسعيد الحربى أبوابها، بينما لوحظ استمرار العمل داخل مستشفى بورسعيد العسكرى لوجود حالات لا تزال تتلقى العلاج ممن أصيبوا فى أحداث العنف التى أعقبت حكم الإعدام بحق متهمى مجزرة الاستاد، كذلك مجمع نيابات ومحاكم بورسعيد لا يزال يعمل رغم العصيان المدنى والاعتصام المفتوح، وهو ما تكرر أيضا مع القرى السياحية التى استمرت فى العمل نسبيا رغم تلك الأوضاع. ميدان المسلة الذى يحتضن اعتصام أهالى بورسعيد والأولتراس وأسر الشهداء والمصابين، أصبح أشبه نسبيا بميدان التحرير فى القاهرة، فكلاهما أصبح القبلة التى يتجمع حولها آلاف المتظاهرين من جميع الأحياء والشوارع الرئيسية، كما أن كليهما أصبح شاهدا على حالة الجفاء بين جموع الشعب والنظام، ورغم بعد المسافات بين الميدانين فإنه يجمعهما عامل مشترك واحد هو حق الشهيد، فلم يعد يفصل بين الموجودين فى تلك الميادين وقصر الاتحادية سوى دماء صنعها نظام مرسى ونفذتها حكومته ممثَّلة فى وزير الداخلية بإشراف جماعة الإخوان المسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.