عندما قررت إدارة مهرجان دمشق السينمائى «الدموى» افتتاحه يوم 20 نوفمبر لم تتوقع أن هناك إرادة من الفنانين العرب تجعلهم هذه المرة يفكرون ألف مرة قبل تلبية الدعوة، هل يذهبون إلى مهرجان يقام تحت رعاية رئيس يقتل شعبه وكان يحتفل قبل أيام قلائل بعيد ميلاده رقم 46 رغم نزيف الدماء الذى لم يتوقف فى الشارع السورى؟.. كنت أول من طالب بمقاطعة المهرجان، وراهنت على أن القوة الناعمة تستطيع أن تفرض إرادتها، وقلت إن الزمن ليس فى صالح المهرجان، وإن المقاطعة التى بدأت مصرية سوف تصبح بعد قليل عربية بل وعالمية.. كانت إدارة المهرجان تعتقد أن الزمن فى صالحها، وأن النجوم الذين تعودوا على أن يذهبوا إلى دمشق وتكرمهم عادة إدارة المهرجان سوف يشعرون بالحنين إلى جرعة التكريم، ملبين الدعوة، وكانت الخطة هى أن هذه الدورة تصبح بمثابة رسالة سياسية يتم توجيهها للمواطن السورى والعربى بأن كل الفنانين يبايعون بشار، وفوجئت إدارة المهرجان بأن الغضب يواجه بقرار مباشر بالمقاطعة بدأته نقابة السينمائيين فى مصر ثم نقابة الممثلين، وأن النجوم الذين كانوا سعداء بتلبية الدعوة أصبحوا يلتمسون الأعذار، وكانت أولى المعتذرات سوسن بدر، التى انسحبت من لجنة التحكيم.. إدارة المهرجان من خلال الفنانين السوريين المغلوبين على أمرهم كانت تسعى إلى إحالتها إلى تظاهرة سياسية، وكانوا يحاولون إقناع أصدقائهم من الفنانين العرب بضرورة المشاركة، ولكنها صارت حسبة خاسرة، فلن يشارك فنان عربى ويفقد الشعب العربى.. إلغاء هذه التظاهرة أو تعليقها كما قال مدير المهرجان محمد الأحمد هو انتصار للشعب.. بشار كان يريد أن يوجه رسالة إلى العالم من خلال المهرجان يؤكد فيها أن كل شىء فى دمشق تحت السيطرة والشعب مبسوط 24 قيراط، والدليل أننا نقيم الاحتفال، ولكن من الواضح أن الأمن السورى كان له رأى آخر!! الاحتفالية كانت مرشحة للانفجار وسوف تتابع الصحافة ليس فاعليات المهرجان ولكن فاعليات المقاطعة.. قرار إقامة هذه الدورة كان قرارا أمنيا وقرار إلغائه أيضا أمنيا.. الثورة السورية هى التى انتصرت فى النهاية فلو لم يعلن الشعب الثورة ويصر عليها ويدفع الثمن من دماء أبنائه ما كان من الممكن أن يلغى المهرجان.. أسقط الشعب السورى المهرجان وترقبوا قريبا سقوط بشار!! ■ ■ ■ ■ ■ الأستاذ بهاء طاهر، أحد الكبار الذين لا يمكن أن أؤجل قراءة ما يكتبه سواء أكان رواية أم مقالا، ولهذا أحرص مثل كثيرين على متابعة مقاله الأسبوعى فى «الأهرام» صباح كل أحد، كان قد كتب عن قناة «الجزيرة مباشر» مقالين، مشيراً إلى أن القناة تتدخل فى الشأن الداخلى لمصر، والرجل لم يطالب بالمصادرة، ولكنه قال إن إعلامنا الرسمى المنتهى صلاحيته، هو الذى منح القوة ل«الجزيرة مباشر»، وغيرها لكى تستحوذ على الجمهور المصرى.. عندما أغلقت الدولة قناة «الجزيرة مباشر»، وجدها البعض فرصة لتقديم الولاء إلى صاحب القرار وهو المجلس العسكرى، صحيح أن وزارة الإعلام هى التى تصدرت المشهد إلا أن الواقع هو أن المجلس العسكرى صاحب القرار.. الغريب أن بعض الزملاء الذين رحبوا بقرار المصادرة لم يجدوا سوى بهاء طاهر للشعبطة على قلمه وأكتافه، باعتباره هو الذى طالب بالإغلاق ومنح مشروعية الإلغاء للمجلس العسكرى، وبغض النظر أن هذا لم يكن صحيحا، إلا أن الأهم هو أن من يمتلك الحجة التى يقتنع بها لا يحتاج إلى الاستناد إلى رؤية كاتب كبير، ومن الواضح أن بهاء طاهر اكتشف أن هناك من يريد أن يقرأ مقاله على سطر ويسيب سطر فكتب السطر الذى لم يقرؤه مرة أخرى!! ■ ■ ■ ■ ■ «الشعب يريد المخدرات مجانا» هذا هو النداء الذى واجه به الجمهور الجزائرى المطرب الشاب أمازيغ كاتب، وهو ابن لواحد من أهم الكتاب الوطنيين فى الجزائر كاتب ياسين، ومعروف أن أمازيغ واحد من الأصوات المعارضة للنظام الجزائرى، قال لجمهوره فى العالم العربى طالبت المظاهرات بإسقاط النظام لأن هناك نظاما ولكن فى الجزائر لا يوجد نظام لإسقاطه، ولكن لماذا لا نحافظ على شعارنا نبيلا «الشعب يريد إسقاط النظام» الذى أسقط ثلاثة أنظمة وفى طريقه لإسقاط نظامين آخرين فلماذا نلطخ النبل بالمخدرات؟!