بعد أن كانت تلتقى مستمعيها عبر «نقطة حوار»، ها هى قبل عام ونصف قررت أن توضح لمشاهديها «الصورة الكاملة» ولكن الصورة كانت مشتبكة بعدة خيوط عربية، حتى استقرت ليليان داوود على أن يكون «الصورة الكاملة» مخصصا للشأن المصرى، الذى لم يعد يمر عليه يوم فى هدوء. ليليان بعد رحلة مع هيئة الإذاعة البريطانية استقرت قبل عام ونصف على أن تكون مصر هى وجهتها وبالتحديد قناة «On Tv»، من أجل تقديم برنامج «الصورة الكاملة» الذى أصبح مختصا بالشأن المصرى فقط بعد أن كان متجها نحو الشأن العربى والدولى، وهو ما تبرره ليليان فى حديثها ل«التحرير» بأن مصر هى بمثابة البوصلة التى نكتشف من خلالها إلى أين يتجه الوطن العربى بأكمله، وحول خروجها من عباءة «BBC» فى عرضها للأحداث، فقد فسرت ليليان ذلك بكونها قررت حينما جاءت إلى محطة محلية أن تكون جزءا مما يحدث وأن لا تفصل نفسها عما يحدث، على العكس من عملها حينما كانت فى هيئة الإذاعة البريطانية وكانت حينها تلتزم التجرد من كل المشاعر خصوصا مع البعد الجغرافى وطبيعة المعلومات التى تختلف عن ما إذا كانت فى قلب الحدث، لذلك فليليان تؤكد أنها قررت أن تكون مصرية حينما عملت فى مصر، حيث أصبحت «متورطة بحبى لمصر وقضاياها» حسب تعبيرها، وهو ما قد يجعلها تحسب على وجهة نظر معينة ولكنها تراعى أن لا تحسب على وجهة النظر تلك بفجاجة. لا صوت يعلوا فوق صوت أحداث «جمعة الخلاص» وما ارتكب خلالها فى محيط قصر الاتحادية، وسقوط شهيد جديد خلالها هو محمد حسين الشهير ب«كريستى»، وكذلك سحل المواطن حمادة صابر وتعريته من قبل قوات الأمن، حيث تؤكد ليليان أنها رأت مشهد حمادة قبل أن تخرج على الهواء بنصف ساعة، لذلك قررت أن لا تفصل مشاعرها كإنسانة عن مهنيتها خصوصا أنها لا يفرق معها أسباب الرجل فى النزول حتى إن كان يتظاهر من أجل الحفاظ على شرعية الرئيس ولكن ما تعرض له من إهانة جعلها تفكر بأنه من الممكن أن تكون هى أو فرد من عائلتها فى هذا الموقف، قائلة «سحل حمادة وتعريته عرى السلطة والنظام معا» متسائلة عن دور المعارضة مما قيل بأن حمادة يتعرض للتهديد، ولماذا لم تتجه المنظمات الحقوقية إلى المستشفى التى يوجد بها من أجل معرفة الحقيقة، أما عن إعلان البرنامج عن استضافته لراندا ابنة حمادة الذى تم سحله خلال البرنامج، ثم الإعلان عن عدم ظهورها فقد وضّحت ليليان ذلك بأنهم اتفقوا بالفعل مع ابن عم راندا على الظهور فى البرنامج، بعد أن وفروا لها كل الضمانات، ومن بعدها أعلنوا عبر حسابهم الرسمى على «تويتر» عن استضافتها، وهو ما قد يكون خطأ من قبلهم حسب ما رأته مقدمة البرنامج، خصوصا مع الجدل الدائر فى الشارع حول الواقعة، لذلك فوجئوا حينما ذهبت إليها سيارة القناة مساء أول من أمس (الأحد) باعتذارها عن الذهاب وحينما اتصل بها رئيس تحرير البرنامج اعتذرت له راندا مؤكدة أنها تتعرض لضغوطات، لذلك فضل البرنامج الحفاظ على سلامتها وسلامة عائلتها، وقد علقت ليليان على ذلك بأنها لا تستبعد أن تكون الداخلية وراء منع الفتاة من الظهور فى البرنامج. ليليان أكدت أن الشهيد محمد حسين الشهير ب«كريستى» أغلى من القصور التى تتحدث عنها السلطة، والتى أصدرت بيانا من أجلها، وهنا تتذكر ليليان مظاهرة حدثت فى بريطانيا كانت تغطيها حينما قام متظاهرون بحصار البنك المركزى، وهو ما استوعبته الشرطة هناك وقامت بعمل درع بشرى ولم تضرب المتظاهرين رغم أنهم كانوا يضربونهم، وهو ما جعل ليليان تعتبر أن ما يحدث فى مصر فى الوقت الحالى من البدء بإطلاق الرصاص فهو قتل ممنهج للشباب والنشطاء، مشيرة إلى أن الموت والقتل لا يوجد فيه وجهات نظر ولا بد من أن يتم اتخاذ موقف، واختتمت ليليان حديثها بتأكيد أنها كمقدمة برنامج «توك شوو» لا بد وأن يكون لها وجهة نظر فى الأحداث.