لست أعرف بماذا سينعق المنافقون الراقصون حاليًا بغير احتشام ولا ضمير فى زفة «جماعة الشر» وذراعها الرئاسية، لو لم يصبهم الانكتام والخرس وعلّقوا على تلك الفواحش الرهيبة وجرائم القمع التى يندى لها الجبين المنقولة بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة. هل سيعيدون تكرار حديث «الصناديق» المزورة ويتجاهلون فيض صناديق جثث الشهداء والضحايا؟ هل سيتركون الموضوع «كما يفعل كبيرهم يوميًّا من دون كلل ولا ملل ولا خجل أيضًا» ويكلموننا عن منابر الإعلام الحر المتحامل على فضيلة الشيخ «الذراع» وجماعته السرية الساكنة ملامح العصابة؟ أم تراهم سيلقون باللوم كالعادة على عدسات الكاميرات لأن العمى لم يُصبها، بل تجاسرت ودارت وصوّرت و«تحاملت» وهتكت ستر فضائح العصابة وعارها وجرائمها، وسجّلت صور الأمهات المكلومات التى تمزق نياط القلوب ونقلت للناس أنينهن وبكاءهن على فلذات أكبادهن الأبرياء المقتولين بوحشية على أسفلت الشوارع أو فى سلخانات ومحارق التعذيب المنصوبة فى معسكرات وزير الداخلية الإخوانى!! من فضل المولى تعالى على الضعيف الفقير كاتب هذه السطور أننى لم أجرب ولا مرة واحدة فى حياتى طعم عار النفاق ولا تخففت يومًا من ضميرى «الحمد لله»، لهذا لست أعرف ولا أستطيع تخمين ماذا سيقول هؤلاء الرقاصون معدومو الشرف عن جرائم أسيادهم، فقط أعرف الآتى: أن الفتى الرائع محمد الجندى وأمثاله من أنبل وأجمل زهور الوطن، وإن قتلهم الأشرار ونزعوا أرواحهم الطاهرة غيلة وغلًّا ووحشية، فهم خالدون فى المجد بإذن الله، وستبقى سيرتهم العطرة محفورة فى قلوب شعب ضحوا بأرواحهم وهم يجاهدون لأجله ويحلمون له بالحرية والعدالة والكرامة، أما السفاحون القتلة الغارقون فى مهاوى الانحطاط والسفالة، فالذل والعار والشنار قدرهم المحتوم إلى يوم الدين. أعرف أيضًا أن بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وجداتنا الحرائر البواسل اللاتى تترصدهن «عصابة الشر» وتطلق عليهن قطعان الكلاب السعرانة المنظمة لتهدر كرامتهن وتنتهك عفتهن وشرفهن الرفيع فى ميادين التحرير «انتقامًا وعقابًا لهن على الجسارة والبطولة ووقفتهن الصلبة ضد فاشية العصابة الفاشلة» هؤلاء سيبقين عنوانًا للسمو وسببًا للفخر وستظل أحذيتهن ونعالهن أرقى وأنظف مليون مرة من لحيات وذقون صفراء تزنر وجوهًا كئيبة قبحها الكذب والشر والفجور. أعرف أن آلاف الشباب والأطفال الذين تلاحقهم وتختطفهم آلة القمع والإجرام من ساحات الوطن هذه الأيام، وتحشرهم فى حافلات تنقلهم إلى محارق التعذيب الهمجية سيشبون عن الطوق حتمًا وينبتون غضبًا نبيلًا كاسحًا سيرسم معالم وطن جديد حر ناهض ومزدهر، لن يكون فيه مكان ولا مأوى ولا حتى موطئ قدم لجماعات الشر والجهالة والظلام. أعرف أن عورة المواطن حمادة صابر التى عرّاها الأنجاس شياطين وزير الداخلية الإخوانى تحت أسوار قصر الحكم، مساء أول من أمس، ستبقى دليلًا لا يُمحى وغير قابل للتزوير يثبت حقيقة أن فضيلة «الذراع» وإخوانه عرايا تمامًا من أى شرعية أو مشروعية وأن وجودهم على قلوبنا محض سطو مسلح سينتهى إلى مزبلة التاريخ مهما عافروا وأجرموا وأمعنوا فى العربدة والخراب. أعرف أخيرًا، وأثق تمامًا أن الفاشيين الأشرار مهزومون حتمًا ومندحرون قطعًا، وربما يحسدون المخلوع حسنى مبارك على مصيره عندما تأتى ساعة الحساب وتطالهم يد العدالة.. قريبًا، بل قريبًا جدًّا إن شاء الله.