داهمنى وأنا أحتشد لكتابة هذه السطور، خبر رحيل واحد من أجمل وأروع وأنبل شباب هذا الوطن، زميلى وصديقى الحسينى أبو ضيف الذى سقط شهيدا برصاص «جماعة» الكلاب السعرانة بينما هو يجاهد بعدسة كاميرته وبجسده العارى دفاعا عن حق المصريين جميعا فى بناء وطن جديد ناهض يتمتعون فيه بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ضد أعداء الحياة وأعضاء عصابات الجهالة والإجرام والقتل الذين ركبهم الجنون فظنوا أن بمقدورهم اختطاف مصر، دولة ومجتمعا وشعبا، وجر هذه الغنيمة العظيمة، بل وسحلها (كما سحلوا جثامين ضحاياهم فى محيط قصر الاتحادية) حتى يستقروا بها فى مغارة معتمة تناسب تأخرهم وظلمهم وفحشهم وظلام عقولهم وسواد قلوبهم. إذن فقد مات الحسينى، وقطف المجرمون الجبناء زهرة رائعة من بستان الوطن، لكن وطنا لا تكفّ أرضه الطيبة العفيّة عن النبت وإنتاج أجمل الزهور، لن يموت أبدا ولن تهزمه «جماعة الشر» مهما فاض إجرامها وأمعنت فى الخسة والنذالة وغاصت فى دماء الشهداء.. وستبقى تغوص فى أوحال بلاويها وعربداتها حتى تغرق وتختنق وتندحر وتغور وتذهب فى ستين داهية إن شاء الله. سأترك باقى المساحة بيضاء، ليس حدادا وإنما تحية وإكراما وإجلالا لروح الحسينى وكل شهدائنا الأبرار.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.